«قرن من التاريخ الثقافي للمغاربين بفرنسا» تحت هذا العنوان انطلق يوم الثلاتاء 17 نونبر بباريس معرض من تنظيم جمعية «جنيريك» الفرنسية التي يترأسها إدريس اليازمي. وهو معرض يدور حول الحضور المغاربي بفرنسا. وسيتواصل من 17 نونبر 2009 الى 18 ابريل 2010 في المتحف الوطني لتاريخ الهجرة بباريس. علما أن الحضور المغاربي قد أغنى من خلاله مواطنونا من المغرب، الجزائر وتونس بلاد فرنسا في مختلف الأنشطة الثقافية والفنية، سواء في المجال الرياضي، الفني، التشكيلي، الرواية، الشعر، السياسة والعمل النقابي. وإذا كانت أقلية منهم تمتعت بشهرة كبيرة فان الأغلبية الساحقة من هؤلاء المواطنين لا يعرفهم أحد. وهم الذين صنعوا تاريخنا المغاربي الجماعي بفرنسا من خلال نشاطهم في المجال الموسيقي والرياضة والمسرح والسينما والحياة السياسية . المعرض هو عملية استرجاع لهذا التاريخ الذي دام قرنا من الزمن للتواجد المغاربي بفرنسا، مع الأخذ بعين الاعتبار كل أوجه هذا الحضور، خاصة منه حضور حركات التحرر وقادتها بفرنسا ومختلف الفرق الموسيقية التي أغنت بلد الاستقبال وبلدانها الاصلية في نفس الوقت . مثلما أنه يحكي هذا التاريخ الطويل للتجدر المغاربي ببلاد دوغول، الذي بدأ منذ القرن التاسع عشر ومازال يكتب أسطره حتى اليوم. وهو تاريخ مليء بعدد كبير من الوقائع الايجابية والجميلة، رغم ان بعض الحركات العنصرية (رغم أقليتها) كانت تخيف الفرنسيين من هذا الحضور الذي أغنى فرنسا والفرنسيين. قوة المعرض، آتية من ذلك الريبرتوار الكبير الذي يعكس صورة أخرى لفرنسا، وهي تلتفت إلى ذاكرتها الجماعية، كما نسجت مع صف الوجوه القادمة من الجنوب، التي صنعت بعضا من مجدها الأدبي والفني والسياسي. حيث نجد محمد خير الدين، مع كاتب ياسين.. ونجد إدريس الشرايبي مع مولود معمري.. ونجد الأخضر حامينة مع محمد أركون.. ونجد رجالات السياسة المغاربيين الكبار، محمد حربي، عبد الرحمان اليوسفي، محمد باهي، بنسعيد آيت يدر، وقبلهم جميعا المهدي بنبركة. وصف طويل من رجالات العلم والفكر والبحث العالي في كافة التخصصات الدقيقة. أولئك العلماء الغفل الذين بنوا جزء مركزيا من مجد فرنسا العلمي ( لا أحد يعرف بالضبط رقم العلماء المغاربيين بفرنسا ).. ثم أخيرا وليس آخرا، تلك السواعد التي نزلت إلى مناجم فرنسا، أو تلك التي صنعت مجد البناء الفرنسي، ومجد الصناعة الفرنسية في قطاعات السيارات والبواخر وغيرها.. دون أن ننسى ذلك الصف الطويل من المحاربين المغاربيين الذي كانوا في مقدمة النار لتحرير بلاد الألزاس وباريس والنورمندي والجنوب الفرنسي، أولئك الأبطال الذين راحوا بدون مجد، والذين يعكس بعضا من مرارة واقعهم الفيلم المغاربية الشهير « ليزانديجان »، الذي حقق نسب مشاهدة عالية في العالم وليس فقط في قاعات السينما بفرنسا. ي. ل