افتتح مساء الخميس بمدينة ليون (وسط-شرق), معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان «»أجيال: قرن من التاريخ الثقافي للمواطنين المغاربيين بفرنسا»», وذلك بحضور العديد من الشخصيات المغاربية والفرنسية من عالم الفن والثقافة والإعلام والسياسة. ويشكل هذا المعرض, الذي تنظمه إلى غاية28 غشت المقبل جمعية (جنيريك) التي تشتغل منذ22 سنة على قضية الهجرة, مناسبة لاستحضار, ومن منظور الساكنة المغاربية, اللحظات الكبرى لاستقرار الساكنة القادمة من البلدان المغاربية بفرنسا, منذ القرن التاسع عشر وإلى غاية اليوم, وإعادة النبش في الأحداث التاريخية الكبرى للقرن من قبيل الحروب الكبرى أو فترة «»السنوات الثلاثين المجيدة»» بفرنسا وما شهدته من ازدهار اقتصادي. كما يروم هذا المعرض, انطلاقا من الأدوات التي يتيحها الأدب والسينما والمسرح والفنون التشكيلية والأغنية, التعرف مجددا على السمات التي ميزت قرنا من التاريخ الثقافي للمواطنين المغاربيين بفرنسا, وذلك عبر سرد هذه المغامرة من خلال مسارات عدد من الشخصيات, وتحيين الأرشيف الإيكونوغرافي والسمعي والبصري الذي لم ينشر جزء كبير منه. ويحكي هذا المعرض, ولأول مرة, من خلال سبع فترات متسلسلة, التاريخ الطويل لتجذر المواطنين المغاربيين بفرنسا, وهو التاريخ الذي ابتدأ منذ منتصف القرن التاسع عشر ومازال متواصلا إلى اليوم. وأكد ادريس اليزمي مفوض المعرض, أن جمعية (جنيريك) تسعى من خلال تنظيم هذه التظاهرة, إلى إبراز أن هجرة المواطنين المغاربيين إلى فرنسا لا تختزل في البعد الاقتصادي فقط, لكنها تلامس أوجه الحياة النضالية والاجتماعية والثقافية والفنية للمهاجرين. وذكر بأن «»كبار الزعماء الوطنيين المغاربة, خاصة أحمد بلافريج وبلحسن الوزاني, عاشوا ودرسوا بفرنسا. كما أصدروا بها جرائد وأحدثوا سنة1927 جمعية الطلاب المسلمين المنحدرين من شمال إفريقيا»», مشيرا إلى أنهم كانوا فاعلين من الدرجة الأولى في تاريخ الهجرة المغاربية بفرنسا. كما استحضر اليزمي, وهو أيضا رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج, إسهام رجال الأدب والفنانين والرياضيين المغاربة في إغناء الحياة الثقافية والرياضية ببلد الاستقبال, مشيرا على الخصوص, إلى الروائي إدريس الشرايبي والفنان المسرحي الطيب الصديقي الذي بدأ أولى خطواته الفنية بالمسرح الوطني برين, والفنان الحاج بلعيد الذي قام بجولة بفرنسا سنة1938 , وأيضا لاعب كرة القدم الحاج العربي بنمبارك الذي صنع أمجاد أولمبيك مارسيليا والفريق الفرنسي. وقال ..»»نود من خلال هذه التظاهرة إبراز تاريخ الأفكار, وذلك حتى نوضح للشباب ما قدمه هؤلاء الأشخاص لفرنسا وما جلبوه أيضا إلى بلدانهم الأصلية»», مسجلا أن جمعية (جنيريك) ستسعى إلى استقطاب ثلاث فئات من الجمهور التي تسترعي اهتمامها على الخصوص وهي فئات المهاجرين المتقاعدين والشباب والنساء ربات البيوت. ومن المقرر أن يتم تنظيم هذا المعرض بعد ذلك يوم17 نونبر القادم وإلى غاية متم شهر أبريل2010 بالمركز الوطني لتاريخ الهجرة بباريس.