انطلقت أمس الجمعة ، عملية هدم قاعة سينما «ميامي» الكائنة بمنطقة المرسىبالمحمدية. وتعتبر هذه القاعة، المغلقة منذ سنوات عديدة، آخر قاعة سينمائية كانت تتوفر عليها مدينة فضالة، بعد سينما «النجاح» بمنطقة العاليا، وسينما «ريكس» قرب فندق «لافاليز»، هذه الأخيرة، كان قد تم إغلاقها في منتصف السبعينيات، فيما توقف إشغال سينما «النجاح» منذ سنتين، بعد أن قرر مالكها تحويلها إلى عمارة سكنية! ويبدو أن نفس المصير ينتظر سينما «ميامي»، بعد قرر مالكها (وهو نفسه مالك سينما النجاح) تحويلها هي أيضا لمجمع سكني! وتعتبر سينما «ميامي» من المعالم الفنية الشهيرة بمدينة المحمدية، وكانت تعد من المواقع الراقية التي يقصدها السكان وزوار المدينة، لجمالية هندستها المعمارية، وتموقعها في منطقة جميلة، إلى جانب ما كانت تعرضه من أفلام بمستويات فنية أفضل بكثير من مما كانت تعرضه مثلا سينما النجاح بمنطقة العاليا. كما عرفت سينما ميامي باحتضانها لمهرجانات خطابية كثيرة، وملتقيات متعددة. وجاء هدم «ميامي» بعد أن قرر مالكها استغلال الوعاء العقاري الذي يحضنها لإقامة تجمع سكني، وحاول في خضم ذلك توقيف نشاط محلين تجارين (مقهى وكشك للجرائد) يوجدان بجوار القاعة السينمائية وعلى نفس الموقع، واستعمل في ذلك كل الوسائل حتى غير القانونية منها، علما أن ملف النزاع لايزال معروضا على أنظار القضاء!.. بانطلاق عملية هدم سينما «ميامي» إذن، تفقد مدينة المحمدية آخر متنفس لها في فضاء الفن السابع!.