باتت إشكالية توفر شروط السلامة ببعض أوراش البناء تطرح عدة تساؤلات، في ظل العديد من النقائص التي يعرفها القطاع، حيث يبقى العمال معرضين بين الفينة والأخرى لأخطار الحوادث الناجمة عن ظروف العمل القاسية، خاصة وأنه نادرا ما تتوفر شروط وضمانات السلامة تماشيا مع بنود «قانون الشغل» المفروضة على جل المقاولين، والمسؤولين بأوراش البناء... لم يكن حادث سقوط عامل بورش للبناء زوال الأحد فاتح نونبر ، الأول من نوعه، إذ أصيب بجروح خطيرة تطلبت نقله الى المستشفى بعد معاينة أمنية، حيث فتح تحقيق حول أسباب الحادث. وحسب تصريحات من عين المكان، فقد كان البناء يقوم ببعض الاشغال قبل أن يسقط من «درج» بإحدى البنايات التابعة لورش للبناء يقع بمحاذاة طريق الرحمة . هذا وقد أعاد هذا الحادث الى الأذهان يقول بعض العمال مجموعة من الحوادث التي تعترض العاملين بأوراش البناء جراء ما وصفوه ب «الإهمال وغياب دور المراقبة» في تسجيل المخالفات التي كثيرا ما تخلف وراءها ضحايا ، علما بأن هذا القطاع يشغل يدا عاملة مهمة على مستوى العاصمة الاقتصادية. ففي ظل التوسع العمراني الذي تشهده ضواحي المدينة أضحت تشكل اليد العاملة بمهن البناء الحلقة الأساس في نشاط لا يخلو من مخاطر، حيث لا يكاد يخلو بيت مغربي من عامل يعمل بهذا القطاع، سواء تعلق الأمر ب :الصباغة، الجبس، الرخام، الترصيص الكهرباء.... «... تستعمل الخوذة الواقية فقط في الشركات الكبرى المنظمة وعند تواجد مفتش الشغل أو أثناء العمل بورش بمركز المدينة...» شهادة لعامل وقف خلالها على الوضعية التي يوجد عليها أغلب العاملين بأوراش البناء، حيث لم يخف العديد منهم حجم الإهمال من طرف بعض المقاولين و بعض المسؤولين بالأوراش وعدم إعطائهم الأولوية لمسألة السلامة داخل الاوراش، خصوصا في ما يتعلق بإجبارية استعمال الخوذة الواقية إضافة إلى غياب الاجراءات المرافقة لتجنيبهم السقوط في حال قيامهم بأعمال البناء والصيانة في بنايات شاهقة الارتفاع. هذا ووقفت الجريدة على نوعية الصعوبات التي يواجهها العمال بمجموعة من أوراش البناء ، في الضواحي ، حيث غياب مختلف اللوازم الأساسية لعمل هؤلاء من خوذة وحذا ولباس مناسبين، حبال وآليات متطورة في حالة ... في حين يعتمدون على بعض الوسائل التقليدية حيث يتسلقون بنايات عالية على ظهر ألواح خشبية مثبتة بواسطة حبال لا تخلو من خطورة ، مما يجعلهم معرضين للسقوط في أية لحظة وحين، من قبيل استعمال «السرير» أو «الجرارة»، للصعود الى قمم البنايات دون خوذة واقية. هذا دون نسيان الصعقات الكهربائية التي كثيرا ما تعرض لها عمال بأوراش مختلفة بالنظر للعشوائية التي يتم بها توصيل هذه الخيوط الكهربائية التي يتم «أخذها» في غالب الأحيان من الأعمدة مباشرة، ليظل خطرها يتهدد المئات من العاملين بأوراش البناء، ينضاف الى ذلك: خطر سقوط بعض الآليات كالرافعات الكبيرة. إنها أوضاع تهم بعض الأوراش تستوجب اتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان سلامة كل عامل بمختلف أوراش البناء «من قبيل مراقبة هذه الاوراش باستمرار والتأكد ميدانيا من مدى احترامها لمعايير السلامة التي أضحت مفقودة، وذلك تفاديا لوقوع مزيد من الحوادث ذات الحصيلة المأساوية أحيانا» كما جاء على لسان بعض القريبين من هذا المجال!