فازت الكاتبة الفرنسية من أصل سينغالي ماري ندياي بجائزة الغونكور لسنة 2009 عن روايتها الأخيرة «ثلاث نساء قويات». وأوضح أعضاء لجنة الغونكور، في تقييمهم النهائي أن ندياي، التي صدرت روايتها عن منشورات عاليمار، نالت الجائزة بخمسة أصوات مقابل صوتين لجاك فيليب توسان عن كتابه «الحقيقة عن ماري» وصوت واحد لدلفين دو فيغون عن «الساعات تحت الأرضية». وكانت الرواية الأخيرة لماري ندياي، التي سبق أن حازت على جائزة «فيمينا» سنة 2001 عن روايتها «روزي كارب»، قد لقيت ترحيبا نقديا جيدا. وتحكي رواية «ثلاث نساء قويات» حكايات نورة وفانتا وخدي دمبا اللواتي يكافحن للحفاظ على كرامتهن في مواجهة الإهانات التي يتلقينها في حياتهن اليومية. وقد ألفت ماري ندياي، المزدادة سنة 1967 ببيتيفيير بوسط فرنسا، حوالي 12 كتابا. وتعتبر ندياي (42 عاما) هي أول امرأة تحصل على الجائزة منذ 1998. وتتألف رواية «ثلاث نساء قويات» من ثلاث قصص تكافح بطلاتها اللواتي يعشن بين فرنسا وافريقيا من اجل المحافظة على كرامتهن. البطلة الاولى «نورا» محامية تعمل في باريس قصدت داكار لزيارة والدها في تلاق صعب. اما البطلة الثانية «فانتا» فقد غادرت مسقط رأسها في السنغال لتلحق بزوجها الى فرنسا حيث تختبر الضجر. فيما تهيم بطلتها الثالثة «خادي» الارملة الشابة بلا أمل بين اوروبا وافريقيا. وفي أول تصريح صحفي، أكدت ماري ندياي امام الصحافة لدى وصولها امام مطعم «دروان» حيث تسلمت أعرق جائزة أدبية في فرنسا « أنا سعيدة جدا لكوني امرأة تفوز بجائزة غونكور». مضيفة «سبق ان صادفت نوعا من الأسرار مع النجاح الذي حققه هذا الكتاب». وتابعت «هذا الفوز غير المتوقع بالنسبة لي هو ايضا تتويجا ومكافأة لربع قرن من الكتابة والمثابرة». وتعيش ندياي مع عائلتها في برلين منذ العام 2007. يذكر أن أكاديمية الغونكور أو «الجمعية الأدبية للغونكور» التي أحدثت بوصية من إدموند غونكور عند وفاته عام 1896، اجتمعت لأول مرة يوم 7 أبريل 1900 لكنها تأسست رسميا عام 1902 ومنحت أول جائزة غونكور في21 دجنبر 1903. وتمنح هذه الجائزة السنوية المرموقة، التي سبق أن فاز بها كتاب ذوو شهرة عالمية من بينهم الكاتب المغربي الطاهر بنجلون الذي أحرز عليها عام 1987 عن عمله «الليلة المقدسة»، في بداية شهر نونبر بعد ثلاث عمليات انتقاء متتالية (في شهري شتنبر ونونبر) لروايات نشرت خلال السنة ذاتها. ومنحت جائزة رينودو الأدبية، التي تمنح في انتظار نتائج مداولات اللجنة التحكيمية لجائزة غونكور، لفريديريك بيغبيدر عن «رواية فرنسية» ولدانيال كورديي عن «ألياس كراكلا» كما منحت ل «فلسطين» لهوبير حداد التي قررت الجائزة منح جائزتها هذه السنة لكتاب يوم لم يحتف به من قبل. وقد أحدث جائزة رينودو عام 1926 عشرة صحافيين ونقاد أدبيين.