خلصت الندوة التي نظمها المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بتعاون مع الجماعة الحضرية لفاس بمقر الوكالة الحضرية وإنقاذ فاس تخليداً لليوم العربي للبيئة ( 14 أكتوبر ) والتي أقيمت تحت شعار « المدينة المغربية والاختلالات البيئية هل من تفعيل للحكامة المحلية ؟ » إلى توصيات وخلاصات أهمها : تثمين المبادرة الملكية الموجِّهة إلى إعداد ميثاق وطني للبيئة ، والدعوة إلى الانخراط الجماعي في بلورته وتفعيله مع التأكيد على أهمية الحكامة المحلية ، ودورها في وضع استراتيجية النهوض بالمدينة ومعالجةِ الاختلالات البيئية بها . وفي مجال التربية البيئية راهنت الندوة على تربيةٍ بيئية ميدانية تُرَسِّخُ القيم البيئية الباعثة على تحريك عجلة التنمية المستدامة .وشددت على حتمية إيلاء الوسط البيئي العناية الكاملة ، واستحضار المعايير الدولية في التخطيط له ، وتجهيزه ، باعتباره صانع الإنسان ، ومُحَّدِّدَ شخصيته ، ومُوجهَ سلوكه . وأبرز المنتدى من خلال شعاره الدعوة إلى إعادة النظر في مناهج كلية الطب بإدماج قوانين حماية البيئة ، ومعرفة خصوصيات البيئة المحلية ضمن برامجها، تأهيلاً للطبيب لتقصي الأسباب الخارجية للدَّاء ، والمساهمة في التوعية بها ، قبل وصف الدواء. مبرزة من جهة ثانية أهمية المدرسة ودورها في تنشئة الأجيال، داعية إلى الكف عن الترخيص بإحداثها في الإقامات والدارات، والتوجيه إلى بنائها في مواقع تنأى عن الخطر ، وبتصاميم تستحضرُ متطلبات النمو السليم للناشئة . أما في مجال لائقية السكن فقد أكدت الندوة أهمية التشجيع على إدماج تقنيات العزل الحراري والصوتي عند البناء ، فهي الكفيلة بالاقتصاد في استعمالِ الطاقة ، وحمايةِ البيئة . موازاة مع وضع حد لإعادة التنطيق الذي قد يعود بالربح المادي على أصحاب العقار ، ولكنه يتم على حساب التراث المعماري ، ويؤدي إلى تدهور المجال ، وضياع كثير من الأشجار التراثية والنادرة التي كانت تزخر بها الدارات قبل أن تتحول إلى إقامات . وفي المجال الأخضر، ألحت الندوة على ضرورة التعجيل بإنجاز مُتَنََّزه ملعب الخيل مع احترام مساحة ( 11هكتاراً) المرصودة له ، مشددة على تثمين مبادرة الوكالة الحضرية إلى السهر على إعداد تصميم أخضر للمدينة ، كما نوهت بمشروع إحداث حديقة النبات لفاس ، مع الدعوة إلى مضاعفة الاهتمام بالمستنبت البلدي ، بالحرص على تزويده بالوسائل المادية والبشرية لتكثيف إنتاجه ، وللتشجيع على تعميم المساحات الخضراء ، باعتبارها الرئة السليمة للمدن والأحياء . الندوة دعت كذلك إلى الكف عن تعميم نوعٍ مُحدَّدٍ عند غرس أشجار التصفيف بشوارع المدينة على حساب عينات أخرى كانت تزخر بها المدينة ، حرصاً على إبراز التنوع النباتي، وتحسباً لمرضٍ قد يأتي على ذلك النوع ، فيضيعُ المجهود ، وتتعطل وظيفة الأشجار في تنقية الهواء، ونشر الظلال ، وإضفاء البهاء على المجال .. مؤكدة في الوقت نفسه الإلحاح على ضرورة وضع حد لظاهرة تحويل الحدائق إلى معارض . إن تثمين مبادرة إحداث حديقة للطيور ، والدعوة إلى إنقاذ طائر "السنونو" المهدد بالانقراض قد يساهم في تحسين الفضاء البيئي بالمدينة ، وفق ما خلص إليه اللقاء ، وفي سياق ذي صلة ناشد المنتدى المسؤولين التعجيل بإتمام تخليص " حي عين النقبي " من معامل الفخار الخانقة لأنفاس سكانه ، والملوثة لفضاء المدينة بكامله . كما ذكرت بالتعجيل بتفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية خاصة في المقاهي ومقاهي الشيشة ، فذلك كفيلٌ بحماية المُدَخِّن السلبي ، وعونٌ على الحد من تفاقم الإصابة بالأورام السرطانية . ومن اجل حماية الماء دعت الندوة إلى التعبئة من أجل حماية المياه السطحية والجوفية من التلوث ، خاصة في موسم عصر الزيتون مع تحفيز الوحدات الصناعية والسياحية على معالجة مياهها المستعملة ، وإعادة استعمالها في ري مساحاتها الخضراء . كما أن تثمين اليوم العالمي لغسل الأيدي ( 15 أكتوبر ) ، ومناشدة الكبار تقديم المثل في الحياة اليومية ، وفي المناسبات تعويداً للصغار على غسل الأيدي بالماء والصابون قبل الوجبات وبعد الحمام ، وقاية لهم من شر السموم والأمراض ، كان أيضا هاجس الندوة . وترى الندوة أن من شأن استكمال تجهيز المطرح العمومي بعين بيضا ، و تحيين التعاقد مع شركات التدبير المفوض لقطاع النظافة ، حتى يتم تحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة ، وكذا تعويد الناس على تصنيف النفايات قبل التخلص منها ، وإحلال الحاويات الباطنية في الرصيف محل الأخرى البارزة والمصطفة على جنبات الشوارع .. تفضي حتما إلى تطوير التعامل مع النفايات ، في هذا الصدد نوه المنتدى عبر الندوة بإصدار القانون الذي يمنع استعمال الأكياس البلاستيكية ، ودعا المسؤولين إلى العمل على تفعيله ، حاثا المجتمع المدني على العودة إلى القفة التقليدية ، فهي واقية من مخاطر البلاستيك البيئية، مجددا الدعوة إلى جرد النقط السوداء لانجراف التربة ، والعمل على تثبيت التربة بغرسها ، أو إقامة جدران داعمة لها واقية من مخاطر انجرافها .