تعيش العديد من مؤسساتنا التعليمية بمختلف أسلاكها، سواء محيطاتها أو فضاءاتها الداخلية، على وقع ظواهر وسلوكات شائنة لا صلة لها بالمجال التربوي، تدعو إلى سيادة مشاعرالقلق والخوف بين آباء وأمهات التلميذات والتلاميذ وكذا الفاعلين المهتمين بالشأن التربوي والممارسين له وباقي فعاليات المجتمع. وبالرغم من تشكيل فرقة أطلق عليها «خلية الأمن المدرسي» وبالرغم من المجهودات المتواصلة لها وبشهادة العاملين بالحقل التربوي، فإن تعاطي المخدرات أو التجارة فيها لايزال موضوعا يؤرق كافة المتدخلين. أغلب تدخلات مديرات ومديري المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية الذين حضروا اللقاء التواصلي، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بنيابة وزارة التربية الوطنية بالمحمدية صباح الجمعة 16 أكتوبر، بعد مداخلة العميد المركزي السيد الجرموني، أبدت هذا القلق وتحدثت عن مثل هذه الظواهر السلبية معبرة عن استيائها لواقع محيط مؤسساتنا التعليمية وما تتعرض له من سرقات و هجوم، وبيع خمور، وتعاطي مخدرات، وغياب السلامة الطرقية، وغياب تنسيق مع الأمن أوالدرك الملكي على مستوى المجال القروي... وغيرها من العوامل التي تعيق أي مجهود يبذل من أجل إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية. اللقاء التواصلي هذا حول «الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية»، تميز بكلمة نائبة الوزارة التي دعت الى انخراط الجميع من خلال تواصل مستمر ولقاءات مفتوحة «ليعود الاطمئنان إلى مؤسساتنا ومحيطاتها»، وتميز كذلك ، بحضور عدد من العمداء وضباط الأمن، بمداخلة العميد المركزي الجرموني الذي أكد على أهمية اللقاءات التواصلية المستمرة حتى يساهم الجميع ، وفي تعاون مشترك، في توفير فضاء مطمئن، وذلك في إطار الوعي الكامل بهذا القطاع وحيويته للحد من الظواهر والسلوكات الشائنة، ولهذا الغرض، دعا إلى الاتصال بخلية الأمن المدرسي وهي «مشكلة من جميع مكونات الأمن بالمنطقة، و ستكون رهن الإشارة في أي وقت وحين، كما أن أفرادها مستعدون للقاءات تواصلية مستمرة للمساهمة جميعا في معالجة مثل هذه الظواهر، وقد بلغ عدد التدخلات فيما يخص التجارة في المخدرات 34 حالة، 14 حالة بالثانوي التأهيلي و17 بالإعدادي و3 إبتدائيش. وفي نفس السياق، أي البحث عن مقاربة أمنية تسمح بالتصدي لهذه الظواهر عن طريق المساهمة الفعلية من الطرفين، من المسؤولين عن الأمن والمسؤولين عن قطاع التعليم بالمحمدية، شهدت نيابة التعليم خلال الأسبوع المنصرم، لقاء مهما جمع بين مسؤولي الأمن الإقليمي وعمداء مركزيين ونائبة وزارة التربية الوطنية وبحضور بعض رؤساء مصالح النيابة، كان الغرض منه التفكير في استراتيجية عمل لبلورة محاور في أفق عقد لقاءات تحسيسية وتعبوية مع مديرات ومديري المؤسسات ثم مع التلميذات والتلاميذ ونساء ورجال التعليم، ليلعب كل واحد، من موقعه، دوره في التصدي لهذه الظواهر الخطيرة.