إذا كان وادوش قد تصالح مع الجمهور بباقة ورد، فإن الجفاء تعمق بين الفريق العسكري ومحبيه الذين استهجنوا الأسلوب الذي خاض به الفريق العسكري مباراة نصف نهاية كأس شمال افريقيا. الجماهير، ورغم قلتها لم تستثن أي أحدا من الاتهام بغياب روح المسؤولية (بعض اللاعبين، مسيرين، طاقم تقني). الأدهى من ذلك أن الحناجر كان يعلو احتجاجها كلما هم المدرب مووس بالقيام بتغييرات كما كان الشأن عند دخول مرزوقي، وعند خروج مديحي، ومقابل ذلك كان اسم كل من القديوي والعلاوي يرددان لأنهما افتقدا في الليلة الظلماء، وتم اعتبار تسريحهما دون انتداب لاعبين من مستواهما من الأخطاء الجسيمة. كل هذا التقطته إذن الجنرال مصمم الذي شاهدت عيناه أيضا فريقا عسكريا، هزل أداؤه بشكل مفضوح أمام فريق أهلي بنغازي الليبي. فخطوط الفريق العسكري كانت متباعدة، كما أن البناء الجماعي للعب كان منعدما، وهذا يزكي ما نسمعه من خلافات حادة تعرفها التداريب، بل يزكي القول بأن الفريق العسكري يعيش حالة من البلقنة، وأن اللاعبين أصبحت لهم تكتلات، يتحكم فيها الانتماء لنفس المدينة. الفريق العسكري خلال مباراته ضد فريق بنغازي الليبي كان وكأنه يتعلم أولى أبجديات اللعب، مقابل ذلك أظهر الفريق الليبي نضجا تاكتيكيا عاليا، وأعطى الدليل على أن الكرة الليبية تطورت بشكل مكنها من التفوق على أرض المغرب، بلعب جماعي، وتكامل ذكي بين الخطوط التي كانت متقاربة من بعضها، الشيئ الذي جعل التواصل بينها يتم بطريقة سلسة وباقتصاد كبير في الجهد، الشيئ الذي خلق الكثير من المتاعب للفريق العسكري، وكانت متاعبه ستكون أكثر لو لعب الفريق الليبي بحس هجومي أكثر. كما أنه كان يتحكم في الكرة في وسط الميدان معتمدا على المرتدات السريعة والخاطفة وعلى دفاع قوي استأسد فيه السنغالي ميمور بيدان وهاشم دلة. ويمكن القول إن المدرب البرازيلي ديسانتوس خفف العبء على الدفاع العسكري بإخراجه للاعب الدولي أحمد مصلي الذي كان مناورا كبيرا وذكيا في تموضعاته، أما البديل أحمد سلطان، فقد كاد أن يعمق جراح فريق الجيش الملكي في محاولتين ولو فعلها لسارت بالخبر الركبان. ولكن رغم ذلك فقد كان للتعادل وقع الهزيمة و أثار جدلا كبيرا بين جمعيات المحبين والمدير التقني العربي كورة عند نهاية المباراة، حيث انصبت الملاحظات على ضعف المدرب، وضعف اللاعبين، وهناك من اقترح أسماء لتدريب الفريق منها من شاهدناه يتابع المباراة رغم أنه غاب عن المدرجات لزمن طويل. تصريحان > مووس مدرب الفريق العسكري: لقد تهيأنا لهذه المباراة بشكل جيد، وقد استغرق ذلك مدة أسبوع كانت أربعة أيام منها مغلقة. لقد تدربنا على طريقة التسديد وأشياء أخرى إلا أن ذلك لم يوصل إلى أية نتيجة. مشكلتنا أننا لانستطيع الوصول إلى الشباك. فيما يخص المباراة لقد ضيعنا فرصتين للتسجيل بعد ما تمكنت من التخفيف من الضغط الذي كان يحدثه اللاعب مصلي، وذلك بإدخال اللعبي الذي استطاع أن يحد من تسرباته. أنا أرغب في تحقيق انتصار واللاعبون كذلك، لكن لم نستطع وهذا أأسف له. > مدرب فريق أهلي بنغازي الليبي دي سانتوس: نتيجة التعادل إيجابية بالنسبة إلينا، كما أنها ستساعدنا على إجراء مباراة الإياب في ظروف جيدة، مع العلم أن في جعبتي أربعون سنة من التدريب، كما أنني قادم من البرازيل، وهذا مايجعلني لا أقر بوجود مباراة سهلة . في مايخص مباراة الرباط لقد خضتها بالكثير من الحيطة، وأشكر الله على نتيجة التعادل لقطات > قاد المباراة طاقم تحكيم من تونس متكون من :عواد الطرابلسي، فتحي أمنية، أنوار اهميلا، اأما الحكم الرابع فكان المغربي خالد النوني، في حين حضر أحمد شاكر من مصر بصفة مراقب. > تتبع المباراة جمهور قليل وقليل جدا، وهذا يؤكد غضب الجمهور العسكري. > حضر المئات من رجال الأمن والقوات المساعدة، كما أحضروا معهم العشرات من السيارات إلا أن توقعاتهم كانت خاطئة، إذ كانت أعدادهم أكثر من المتفرجين. > غاب عن المباراة اللاعب وادوش الذي أبعده المدرب من اختياراته، وقد يكون السبب العلاقة المتوترة بين وادوش وجمعيات المحبين التي تصالح معها وادوش بباقة ورد.