أقر امحمد فاخر مدرب فريق الجيش الملكي لكرة القدم، بأن التحكيم المغربي يعيش أزمة، بسبب تعدد الأخطاء التي ارتكبها الحكام وساهمت في تغيير نتائج عدد من المباريات. وأوضح فاخر في حوار أجرته معه «المساء»، أن فريق الجيش وجهت له أصابع الاتهام لأنه فريق قوي، وكثيرون يبحثون عن سبل إضعافه، واعترف بأن بعض أخطاء الحكام استفاد منها الفريق، مثلما استفادت منها فرق أخرى. في موضوع آخر، اعتبر فاخر فريقه المتضرر الأكبر من برمجة البطولة، لكنه في الوقت نفسه اعتبر الثلث الأول من البطولة كان إيجابيا، وزكى الخط التصاعدي الذي تسير فيه الفرق الوطنية. - ما هي أبرز ملاحظاتك على الثلث الأول من البطولة الوطنية؟ < أعتقد أن اعتذار فريق شباب المسيرة عن خوض مباراته أمام الدفاع الجديدي، كان الحدث الأبرز في الثلث الأول من البطولة الوطنية لكرة القدم. وأتصور أن هذا الاعتذار ستكون له أبعاده الكبيرة التي ستمتد إلى ماهو سياسي خصوصا أن الفريق يمثل الجنوب المغربي، للأسف فإن مشاكل شخصية أو لنقل سياسية بين بلدية العيون ومسؤولي فريق شباب المسيرة قد تعصف بمستقبل الأخير، مع أن المفروض أن تتكاثف الجهود لمساعدة الفريق. وأستطيع القول أن الطرفين معا لم يفكرا برزانة وبروية في العواقب الكبيرة للاعتذار الذي تقدم به الفريق. بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاكل التحكيم بدورها ألقت بظلالها على البطولة الوطنية، سيما أن نتائج بعض المقابلات تغيرت نتيجة هذه الأخطاء، التي يمكن القول إنها كانت فادحة. صحيح أن أخطاء التحكيم موجودة في جميع البطولات العالمية، لكن للأسف ففي بطولتنا الوطنية كانت بدرجة أكبر. - وفي رأيك ما السبب؟ < إنها الضغوطات التي أربكت الجميع، من حكام ولجنة مركزية للتحكيم، حتى أنها أصبحت تعيش حيرة حقيقية لدى إعلانها عن تعيينات الحكام. اليوم، بتنا نجد قبل المقابلات تصريحات ضد الحكام، وأعتقد أن هذا الأمر كاف ليفقدهم تركيزهم، والدليل لاعب كرة القدم، فعندما يجد ضغطا كبيرا مسلطا عليه، فإن أداءه يقل بدرجة كبيرة، وأكبر دليل على ما أقول هو لاعبي الرجاء، فقد شاهدنا كيف أنهم في بداية البطولة كانوا بلا تركيز ولم يقدموا الأداء المنتظر، نتيجة للضغط الذي كان مسلطا عليهم. لكن بعد أن ذاب الضغط وتصالح اللاعبون مع الجمهور، فإنهم نجحوا في تحقيق نتائج إيجابية وشاهدنا فريقا مخيفا أتى على الأخضر واليابس في الدورات الأخيرة. وعندما ندرك أن الحكم من المفروض أن يتخذ قراره في أقل من نصف ثانية، فيمكن أن نتصور حجم المصاعب التي يمكن أن يواجهها إذا لم يكن في قمة تركيزه. - والأداء العام للفرق الوطنية كيف وجدته؟ < لقد تحسن مستوى البطولة الوطنية بشكل كبير، هذا أمر يجب أن نعترف به، وأتصور أن الملاعب بحلتها الجديدة رغم أنها ذات عشب اصطناعي ساهمت في تحسن المستوى، وفي سرعة الأداء. كما أنه لم تعد هناك فرق ضعيفة يسهل الفوز عليها، فالكل أصبح يستعد بجدية للبطولة وللمباريات، إضافة إلى أن اللاعبين بلغوا مرحلة مهمة من النضج التكتيكي، وهو ما يجعل الانتصارات التي تتحقق صعبة. - لكن حصيلة الأهداف تراجعت مقارنة مع الثلث الأول من بطولة الموسم الماضي؟ < هذا ليس مؤشرا يمكن من خلاله أن نقول إن مستوى البطولة تراجع. يجب أن لاننسى أن جميع المباريات أصبحت منقولة تلفزيونيا، وهو ما يوفر للمدربين مادة دسمة للاشتغال تمكنهم من معرفة نقط قوة وضعف المنافس، وهو الأمر الذي يساهم في جعل الفرق تحد من خطورة بعضها. - طالبت بتخصيص أسبوع للتأمل لاتجرى فيه البطولة، ما السبب؟ < فعلا طالبت بذلك، وأتمنى أن يخصص المسؤولون أسبوعا للتأمل لاتجرى فيه البطولة، يكون فرصة لتشخيص المشاكل ومناقشة جميع السلبيات والإيجابيات ويتم خلاله تنظيم اجتماعات بين رؤساء الأندية والمدربين وجمعيات المحبين. أتصور أن هذه الخطوة مهمة سيما في ظل الحرارة التي طبعت الشوط الأول من البطولة. - انتقدت البرمجة مع أن جميع الفرق معنية بها، وليس الجيش الملكي وحده؟ < صحيح أن جميع الفرق الوطنية معنية بالبرمجة، لكن فريق الجيش كان واحدا من الفرق التي تضررت منها بشكل كبير، تصور أننا نستضيف دائما الفريق الذي لعب الجولة الماضية أمام أولمبيك أسفي، علما أن هذا الأخير يلعب مبارياته الجمعة، مايعني أن الفريق الذي نواجهه يكون قد استفاد من 48 ساعة إضافية للراحة. وأتصور أن هذا الأمر يجب أن يعمم على بقية الفرق وليس الجيش الملكي لوحده. أكثر من ذلك فبعدما واجهنا فريق الوداد البيضاوي بالرباط، كنا ملزمين بالسفر إلى خريبكة لمواجهة فريقها المحلي، رغم أن هذا الأخير لم يخض إلا مقابلة واحدة في ظرف 18 يوما بعد أن تأجلت مباراتهم أمام حسنية أكادير، كما استفادوا من يومين إضافيين للراحة لأنني كما أسلفت واجهوا فريق أولمبيك أسفي الذي يخوض مبارياته الجمعة. لذلك فقد أحس اللاعبون بعياء كبير لدى مواجهتهم للفريق الخريبكي، وهو مادفعني إلى عدم إشراك أربعة لاعبين. - ولماذا ظلت الاتهامات توجه لفريق الجيش الملكي بأنه المستفيد الأكبر من قرارات الحكام؟ < لسبب بسيط أن مباراتي المغرب الفاسي والوداد التي شهدت أخطاء تحكيمية كان المستفيد منها فريق الجيش الملكي، وهذا أمر يمكن أن يحدث، لأن فرقا أخرى استفادت من قرارات خاطئة للحكام دون أن يحرك أحد ساكنا، ثم لاتنس سببا آخر وهو أن كثيرين يسعون لإضعاف الجيش لأنه ظهر بشكل قوي. كما أن الجيش اكتوى بنار التحكيم، قبل الفرق الأخرى دون أن يقيم الدنيا ولايقعدها، وإذا أردت أن أقدم لك أمثلة على ذلك فأنا مستعد. - سيكون جيدا لو قدمت لنا أمثلة ؟ < في مباراتنا مع شباب المسيرة كنا متقدمين بهدف لصفر، ثم جاءت محاولة خطيرة للفريق العسكري عرقل على إثرها الحارس منير البرازي المهاجم جواد وادوش، كان البرازي يستحق عليها الطرد، لكن الحكم اكتفى بمنحه ورقة صفراء، وفي النهاية كان لبرازي وراء إحراز فريقه لهدف التعادل في الوقت بدل الضائع. للأسف فالحكم هو الوحيد بين كل المتدخلين في لعبة كرة القدم الذي ليس له جمهور، فلايتم الالتفات إليه، إلا عندما يقدم أداء سلبيا، أما عندما يكون في المستوى فلا أحد يتحدث عنه. أنا أتساءل لماذا لم تعد اللجنة المركزية للتحكيم تعيين الحكم رمسيس رغم أنه قدم مباريات جيدة، لكن خطأ ارتكبه في مباراة أولمبيك أسفي ومولودية وجدة، كلفه الغياب عن عدد من المباريات، وهذا أمر غير عادل، لأنه لايمكن أن يؤدي الحكم 9 مباريات جيدة، وعندما يخطئ في واحدة نقوم بدفنه، فكما يخطئ المدرب واللاعب والصحفي فإن الحكم بشر هو الآخر يجب أن نغفر له أخطاءه. - الاتهامات التي وجهت لفريق الجيش الملكي بخصوص التحكيم، ألم تؤثر على أداء اللاعبين؟ < أبدا، لم تؤثر عليهم. - لكن الفريق انهزم في مباراة أولمبيك خريبكة التي تلت مباراة الوداد الرياضي؟ < أعتقد أن سبب الهزيمة هو العياء والعدد الكبير من المباريات التي خاضها اللاعبون، كما أننا كنا نستحق التعادل على الأقل في هذه المباراة لأننا تحكمنا في مجريات الشوط الثاني. - ما هي أصعب مباراة خاضها فريق الجيش في الثلث الأول من البطولة؟ < صدقني ليست هناك مباراة واحدة، فكل المباريات كانت صعبة. - وماهي أقوى مباراة تابعتها في هذا الثلث؟ < كانت هناك مجموعة من المباريات القوية، ومن بينها مباراتي الرجاء وشباب المسيرة، ثم الأخير وأولمبيك أسفي، والوداد واولمبيك أسفي، والجيش والرجاء، والوداد والجيش، والرجاء والنادي القنيطري، ومولودية وجدة والجيش. لوحظ أن عددا من اللاعبين الذين كانوا أساسيين في الموسم الماضي لم تعد تعتمد عليهم، ما السبب؟ أولا ليس هناك لاعب أساسي وآخر احتياطي، فأنا أعتمد على اللاعب الجاهز الذي سيكون بمقدوره تقديم الإضافة للفريق. - لكن هناك أخبارا تحدثث عن رفض الجرموني الجلوس في كرسي الاحتياط؟ < هذا الأمر ليس صحيحا، الجرموني كان مصابا، ولم يحدث قط أن رفض الجلوس في كرسي الاحتياط والدليل أنه كان احتياطيا في المباراة الأخيرة. ثم إن علاقتي بالجرموني جيدة، والكل على علم بها منذ أن كنت مدربا للمنتخب الوطني. للأسف، هناك من يسعى لزعزعة استقرار الجيش، مثلما كان الشأن عندما تحدث البعض عن وجود لائحة للانتقالات مع أنني لم أعد أي لائحة، لأنني في حاجة لجميع اللاعبين، سيما أن الرهانات التي تنتظرنا كبيرة سواء في البطولة الوطنية أو كأس العرش أو عصبة الأبطال الإفريقية. - في سياق تعليقك على قرعة التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، بدوت متفائلا بإمكانية تأهل المنتخب الوطني للمونديال؟ < المنتخب الوطني الحالي يتوفر على لاعبين جيدين بمقدورهم تحقيق التأهل، وإن كنت أرى أنه يجب أن لانركز فقط على منتخب الكامرون فقط، وإنما على الطوغو أيضا فهو منتخب قوي، وعلى الغابون بما أنه منتخب يمكن أن يخلق المفاجأة. أتصور، أننا من المفروض بداية أن ننسى خصومنا وأن نركز على إعداد منتخب قوي بإمكانه خوض المباريات في الأدغال الإفريقية، لأنها مختلفة كليا عن أوروبا. من المفروض أيضا القيام بقراءة دقيقة لمختلف المنافسين. علما أن لاعبي المنتخب الوطني، وأنا سبق ودربتهم يطمحون للوصول إلى كأس العالم بأي ثمن. - وهل من الأفضل مواجهة منتخبات إفريقية في إطار التحضير للتصفيات؟ < أعتقد أن لومير هو الذي بمقدوره أن يحدد نوعية المنتخبات التي يريد مواجهتها، لأنه قد يكون له تصوره الذي لايعرفه الجميع.