« سَاهْل يرجْع الإنسان إلى عهد القرون الوسطى»! بهذه العبارة، الحاملة لأكثر من دلالة، عبر أحد المواطنين ، في الخمسينات من عمره، عن امتعاضه وغضبه من الظلام الذي خيم على أحياء : الزبير، بأجزائه المختلفة ، كنزة ، تجزئة الخزامى ... بمنطقة الألفة / ليساسفة، مساء أول أمس الإثنين، انطلاقا من الساعة الرابعة والنصف، إلى حدود الساعة العاشرة ودقيقتين، اللحظة التي عاد فيها الضوء إلى تجزئة الخزامة كآخر نقطة غاصت في السواد طيلة خمس ساعات ونصف! انقطاع التيار الكهربائي هذا، ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير بالتأكيد! الذي تعيش تحت وطأته المنطقة، فلايكاد يمر شهر أوأقل، دون أن يُسجل غياب ضوء «لُوينُو» عن مصابيح المنازل ومختلف المحلات والمؤسسات، في أية لحظة من اليوم ، نهارا أو ليلا، مع ما يعنيه ذلك من خسائر تلحق الأجهزة والآليات التي لاغنى لها عن الكهرباء! انقطاع أول أمس رافقته حالة من الهلع، خاصة في صفوف الأطفال، الذين حرموا من حصتهم التلفزيونية المتمثلة في متابعة «الرسوم المتحركة»، كما فرض عليهم تخيلوا الجو النفسي المصاحب لهذه العملية! إنجاز الواجبات المدرسية تحت ضوء الشموع ! وعلى ذكر«الشمع» فقد تحول إلى «سلعة» نادرة نفدت في زمن قياسي لدى غالبية دكاكين المنطقة: «فجأة وجدتني أمام صف طويل من طالبي الشمع، الأمر الذي نفد معه كل المخزون الذي كان بحوزتي » يحكي إبراهيم «مول الحانوت». أما زميله (محمد) فلم يجد بدا من بعث مساعده صوب حي الحاج فاتح لاقتناء كمية أخرى من «الشمع» مادامت محلاته التجارية ظلت في منأى عن تداعيات هذا الانقطاع/ العَطل ، وذلك لمواجهة الطلبات المتزايدة. هذا ومن المحلات التي تضررت من «اجتياح» الظلام، قاعات الرياضة الخاصة، حيث اضطر مسؤولو قاعتين إلي إلغاء الحصص الليلية، علما بأن «الحصة المبرمجة بين 4 و5 مساء شهدت ارتباكا واضحا جعل العديد من المتدربات يغادرن القاعة دون إتمام التمارين المبرمجة» تقول إحدى النساء! تإن وضعية الانقطاعات المتكررة التي تشهدها المنطقة، أضحت تؤرق السكان وأصحاب المحلات/ المؤسسات التجارية بشتى أنواع نشاطها، فهاجس إرباك البرامج المسطرة وعدم القدرة على إنجاز «طلبيات» الزبناء في المواعيد المحددة سلفا، استحال إلى شبح يطارد الجميع، علما بأن النقط المعنية بهذا «الكابوس»، تبقى من الأحياء المستحدثة التي يرغب قاطنوها والمستثمرون فيها في القطع مع العديد من السلبيات التي تضرب كل مجهود تنموي في الصميم ، وتحول دون التخلص من «قيود» البدونة والترييف، دون إغفال الجانب الأمني في المسألة ، حيث إن كل «زمن مظلم» جديد معناه ظهور «غرباء يحترفون اللصوصية ، ويتربصون بالمارة، خصوصا النساء والأطفال، لسلبهم ما بحوزتهم من نقود أو حلي تحت التهديد بالسلاح الأبيض» ،كما جاء على لسان أحد الحراس الليليين!