«غابة كوديير».. إنه الإسم الذي تطلقه ساكنة سيدي البرنوصي على الفضاء المحاذي لشركة كوديير.. غابة اتخذها شباب المنطقة مكانا لممارسة هواياتهم وأنشطتهم الرياضية ككرة القدم والجري وخوض التمارين الرياضية اليومية، كما تعتبرها النساء والأطفال متنفسا من التعب اليومي... هي صغيرة من حيث المساحة، نظرا لزحف الإسمنت، لكنها الأمل الوحيد لشباب المنطقة كفضاء أخضر وسط مجمع سكني وصناعي. الأزبال المتراكمة هنا وهناك، تفسد لذة التمتع بهذا الفضاء شبه الأخضر، كيف لا و الأشجار فقدت حيويتها جراء الإهمال واللامبالاة... فهي «غابة» تموت يوما بعد يوم دون أن يعي المسؤولون خطورة ذلك، لدرجة أن الناس بدأوا يخشون انقراض هذا الفضاء، متسائلين حول عمل الجمعيات التي جندت للعناية بهذا الفضاء وتحويله الى فضاء ترفيهي رياضي، خصوصا وأن الاشغال شبه متوقفة، والأسباب مجهولة!! إن ما يتمناه السكان أن تلتفت الجهات المسؤولة لهذا الفضاء، حتى يصبح ملائما للاستجمام وممارسة الأنشطة الرياضية ويشكل «نقطة» خضراء وسط أسمنت المجمعات السكنية والصناعية، حتى لا يضيع ، في غفلة من الجميع، كما ضاعت فضاءات أخرى في أكثر من مكان. فمدينة الدارالبيضاء، التي تعيش تحت ضغط التلوث بكل أنواعه، بحاجة لفضاءات خضراء، لذلك فلابد من العناية بهذه «الغابة» ، لأن الساكنة البيضاوية، عامة، تبقى في أمس الحاجة الى كل شجرة جديدة تمنح الحياة، وليس فقط ساكنة سيدي البرنوصي، وفي الآن ذاته وضع حد لسطوة الإسمنت الذي لايتردد أصحابه في الإجهاز على كل مساحة خضراء !