أين هي منطقة سيدي البرنوصي من عهدها المشرق يوم كانت تزهو بجنانها وزرعها ومنتزهاتها المحاطة بضريح الولي الصالح سيدي البرنوصي والضاية الخلابة التي كانت قرب الولي الصالح سيدي علي هذه الأماكن كانت تزين جبين الدارالبيضاء بما حباها الله من طبيعة جدابة تسر النفوس.من عاش تلك الأيام في السبعينيات والثمانينيات أوسع عنها يحسب أنه أخطأ الطريق فليس ما يراه أمام عينيه كالذي سمعه ويظل يمشي وهو لا يصدق. وبالرغم منه فإنه ينتهي إلى الحقيقة المرة وهي هذا التحول المرعب الذي أصاب المنطقة فأخضعها إلى هذا الشره العقاري الذي تقاطع في ريع أرباحه لوبيات العقار والرؤساء الفاسدون الذين تعاقبوا على الشأن المحلي تحت مظلة السلطة المحلية التي كانت بدورها تقتسم النصيب مقابل صمتها على ارتكاب أبشع جرائم بيئية ارتكبت في حق متنفسات وفضاءات وشواطئ منطقة سيدي البرنوصي المنكوبة التي حولت إلى كتلة إسمنتية فلا متنفسات ولا حدائق ولا فضاءات ولا كورنيشات ولا ملاعب للشبان ولا هم يحزنون. لقد تم الإجهاز على كل ماهو جميل. الغابة الكبيرة التي كانت ممتدة من وراء المقاطعة 46 التي أصبحت عمالة إلى مشارف درب لمعاكيز تم السطو عليها وتم اغتيال أكثر من 1000 شجرة وبناء مشروع سكني ًكثافةً فوق أراضيها. وهذا الفضاء كان بهجة للناظرين بأشجاره وأغراسه وروعة مجاله وكان قد أحدث وقت الحماية بجانب معمل «تيد» على أساس امتصاص أي تلوث يعكر صفو الأ جواء المحيطة بالسكان. ومن الحالات التي آثارت سخط المواطنين هو الإستحواذ على أكبر منفذ ومتنفس للبحر ألآ وهو الممر التاريخي ًممر شركة تيد وبيرلي ً الذي تركه المستعمر خلال فترة الخمسينيات كمعبر لسكان لمعانقة الشواطئ وكذا للعمال والعاملات للالتحاق بأكبر منطقة صناعية بالمغرب فتم طمس هويته وخدماته التي كان يؤديها لسكان وكم من الأصوات إرتفعت منددة بما أصاب هذا الممر بل ذهبت بعض الأقلام إلى مطالبة بتدخل لجبر الضرر الذي لحق السكان من جراء إزالة هذا الفضاء. فإذا أضفنا ما تتعرض له غابة معمل»ًكوديير» من عمليات لبتر أجزاء من أراضيها والتي كانت آخر متنفس للأطفال قصد إقامة تجزئات سكنية زيادة على تهميش كورنيش شاطئ النحلة فسندرك بأسى وحسرة ما تتعرض له المنطقة من تشويه واستغلال وذلك بتواطؤ بين لوبيات المضاربات العقارية.