أغلب أندية القسمين الأول والثاني «هواة»، بشطري سوس والصحراء، تعيش على منحة المجالس البلدية، والتي تتفاوت قيمتها بين ناد وآخر، وجماعة وأخرى. فهناك أندية تبدو نسبيا محظوظة، بحيث تتوفر على مداخيل قارة تنضاف إليها منحة المجلس البلدي، كما هو الأمر بالنسبة لفريقي الاتحاد الرياضي البلدي لأيت ملول، وأولمبيك الدشيرة، واتحاد فتح انزكان بدرجة أقل، وفرق أخرى تتوفر بدورها على مقرات أو ممتلكات أو هي في الطريق لامتلاكها، كما هو الأمر بالنسبة لنجاح سوس ورجاء أكادير، وشباب الخيام. مقابل هذا هناك أندية تعوزها المداخيل القارة، وتبقى المنح التي تتلقاها من مجالسها الجماعية محدودة. وتخص هذه الوضعية فرقا كحسنية بنسركاو، وأمل تزنيت، واتحاد تارودانت الذي يعيش هذه الأيام أزمة خانقة، تسييرية ومالية، لا أحد يعرف ما ستتمخض عنه. ونفس الشيء بالنسبة لفريق أدرار الدشيرة، وهو فريق منظم ونموذجي بسياسة التكوين التي ينهجها. وهو خلال المواسم الماضية، وبحكم ممارسته بالقسم الثاني، كان يتلقى دعما أقل من جاره الأولمبيك. لكن على ضوء نتائج الانتخابات الجماعية الأخيرة، فمن المنتظر أن يزاد الدعم المقدم لهذا الفريق، مادام بعض مسيريه أصبحوا يتواجدون بالقصر البلدي. وبالنسبة لفرق الصحراء بعضها، يتلقى دعما لمواجهة تكاليف النقل، و التغذية والإقامة، والذي يثير مع ذلك مشاكل يجعل فرقا كأولمبيك العيون وشباب الساقية الحمراء تضرب أكثر من مرة عن اللعب بسبب المشاكل المادية. فيما فرق صحراوية أخرى كفريقي نهضة ولوطية طانطان، ونهضة طرفاية تعاني بدورها من الخصاص المادي، وتعاني كذلك من مشكلة البنيات التحتية. ففريق نهضة طرفاية الصاعد هذا الموسم الى القسم الأول «هواة» تنتظر الفرق التي سيستقبلها، بالإضافة إلى طول المسافة، إجراء مباريات على أرضية ملعب يصلح لكل شيء إلا كرة القدم. بجانب هذه الوضعيات المادية المتفاوتة تعاني فرق سوس والصحراء «الهاوية» مما يمكن أن نسميه لعنة الجغرافيا. فهذه الفرق تتواجد بمناطق وجهات شاسعة ومتباعدة، تعتبر من أكثر جهات المغرب شساعة (جهة سوس ماسة درعة جهة كلميمالسمارة جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء جهة وادي الذهب الكويرة) بحيث تبلغ مساحتها الإجمالية 394.970,00 كلم مربع. وإذا أضفنا إلى هذا التقسيم العجائبي الذي طال المجموعات في هذه المناطق والجهات تقف على حجم المعاناة التي تنتظر فرقها وأنديتها التي ستكون مطالبة بالقيام برحلات ماراطونية، قد تستمر عدة أيام، علما بأن جل لاعبي هذه الفرق هم من الطلبة والتلاميذ. فهل سيضحي هؤلاء بمستقبلهم الدراسي لكي يتبعوا أنديتهم أينما حلت وارتحلت؟!! هذه الوضعية، إذا ما أضفنا إليها الترتيبات التكنوقراطية التي يهيئها المكتب الجامعي الجديد، ستجعل أندية «الهواة» في موقف لا تحسد عليه، موقف ستستوي فيه، في اعتقادنا، «الهواية» و «الهواية»، لأن الجميع أصبح يشم أن هناك في الأفق مخططا لتصفية أقسام «الهواة» بالأخص، بالمنطقة الجنوبية، خدمة لتكريس «كرة النخبة» التي أصبحت الهاجس والحلم بالنسبة لتكنوقراطيينا الجدد.