سبق لجريدتنا أن نشرت مقالا يحمل توقيع صاحب هذه السطور والمعنون «أمل تزنيت بين نشوة الصعود وحمى المشاكل» (الاتحاد الاشتراكي» عدد 9255 ليوم 20 - 21 غشت 2009)، والذي يعرض للوضعية المادية الصعبة التي تنتظر فريقا عريقا اسمه «تزنيت»، والذي حقق، برسم الموسم الموسم الرياضي 2008 - 2009 حلم الصعود الى القسم الوطني الأول «هواة»، مما سيفاقم هذه الوضعية المادية مع التزايد المرتقب في التكاليف التي ستتمخض عن هذا الانجاز، والتي لن تنفع في مواجهتها أشكال الدعم الضعيفة، إن لم نقل الهزيلة، التي يقدمها المجلس البلدي لتزنيت للفريق. فبعيدا عن أية مزايدات سياسية أو انتخابوية، كان هدفنا هو إثارة الانتباه الى وضعية هذا الفريق العريق الذي كان الى عهد قريب، ومازال الى جانب رجاء أكادير واتحاد كسيمة مسكينة (اتحاد فتح إنزكان اليوم)، ونجاح سوس من العلامات الرياضية اللامعة بسوس. لكن يبدو أن هذ المسعى لم يرق رئيس بلدية تزنيت ومستشارها البرلماني، مما دفعه الى نشر «بيان حقيقة» على موقعه الإلكتروني يتهم فيه من أسماهم ب «أصحاب المقال»، دون أن يذكر صاحبه بالاسم بأنهم من «هواة إطلاق النار على سيارة الإسعاف»، وهو طبعا قصد بسيارة الاسعاف إياها المجلس البلدي الذي يرأس والذي يقدم للفريق الأول لتزنيت أشكالا من الدعم، بادر السيد الرئيس الى الإدلاء بها في بيان حقيقة. ودون أن نجادل السيد الرئيس في مجمل الحقائق التي قدمها سنكتفي بالوقوف عندما أسماه ب «الحقيقة الثانية»، والتي جعل منها عنوانا للشفافية والوضوح، وقدم من خلالها بالأرقام الخدمات والتجهيزت والمنح التي يقدمها مجلس للفريق، حيث يقول: «فعلى سبيل المثال لا الحصر، استفاد الفريق من حافلة بلدية تزنيت (..) 16 مرة خلال الموسم الماضي من شهر دجنبر 2008 الى غاية شهر ماي 2009. كما تم توفير اللوازم والألبسة الرياضية بما قيمته 113.524.00 درهم برسم سنة 2008 ليرتفع الدعم في نفس الفصل ليصل الى 24.760.00 سنة برسم سنة 2009 2009. كل هذا بجانب المنحة السنوية التي كانت قيمتها سنة 2008 ما قدره 140 ألف درهم لتصل الى 150 الف درهم سنة 2009 دون احتساب ما أنفقته بلدية تزنيت في التغذية لفائدة الفريق، أي ما قدره 10.800.00 درهم برسم سنة 2008 ثم 6.000.00 درهم برسم سنة 2009. هذه هي المبالغ التي يسوقها السيد الرئيس، مضيفا إليها تكاليف صيانة عشب الملعب الرئيس للمدينة ومستحقات المكلف بحراسته، مؤكدا أنه«لا يمكن لمن يريد خنق الدجاجة التي تبيض ذهبا» أن ينكروا هذا الدعم المرقم. وللرد على السيد الرئيس نريد أن نطمئنه أن عرضنا الأول والأخير هو خدمة الحقيقة. وليس إطلاق النار على سيارة إسعافه أو خنق الدجاجة إياها التي ندعو الله ان لا يحرم فريق تزنيت الأول من بيضها الذهبي. فالمبالغ التي يحتاج لها السيد الرئيس تبقى أولا قياسا الى حاجات فريق الأول دون المتوخى، وثانيا بالمقارنة مع المبالغ والمنح التي تتلقاها فرق جارة أخرى كنجاح سوس، واتحاد فتح إنزكان، وأولمبيك الدشيرة، واتحاد آيت ملول.. تبقى المنح التي تقدمها سيارة إسعاف تزنيت دون المتوخى، ودون المتوخى كثيرا. إن فريق أمل تزنيت حقق الصعود الى القسم الأول، وهذا الصعود في ظل الإمكانيات المتاحة، وفي ظل المؤشرات التي تكشف عنها أرقام السيد الرئيس، نخشى أن يتحول الى كابوس حقيقي. فالفريق، الذي سيلعب بشطر الجنوب، سيكون عليه القيام برحلات ماراطونية الى طرفاية، والعيون (3 مرات)، وقلعة السراغنة، وبنجرير، ومراكش واليوسفية وورزازات. فهل منح المجلس البلدي وكما نشتم ذلك من الارقام أعلاه التي أدلى بها السيد الرئيس، ستكون كافية لمواجهة تكاليف قطع كل هذه المسافات؟! لا نعتقد ذلك، لأنه يكفي أن نورد الأرقام التي تخص بعض الفرق الجارة، التي تلعب بالقسم الوطني الأول «هواة»، والتي تدعمه المجالس الجماعية بمنح حقيقية لا علاقة لها بالارقام الهشة التي أدرجناها أعلاه. ففرق كاتحاد إنزكان، وأولمبيك الدشيرة، ونجاح سوس، واتحاد آيت ملول، والتي يعتبر البعض منها محتضنا من طرف المجلس البلدي توفر لها ميزانيات محترمة لا علاقة لها بالارقام الهشة التي يسوقها. السيد رئيس بلدية تزنيت، ويكفي أن نذكر في هذا الصدد الأرقام التي قدمها بشأن تغذية الفريق التيزنيتي 10.800.00 درهم برسم سنة 2008 و6000 درهم برسم سنة 2009 لتتأكيد لنا هذه الهشاشة. ونختم بالمشروع الذي يتحدث عنه السيد الرئيس والمتعلق بتكوين مكتب مديري للرياضات، يحمل اسم أمل تزنيت، ويجمع 7 رياضات (كرة القدم كرة القدم النسائية ألعاب القوى كرة اليد الكرة الطائرة كرة السلة رياضة الاشخاص في وضعية إعاقة..). فما هو الغلاف المالي الذي سيخصص لهذا المشروع؟ المعطيات التي نتوفر عليها يتأكد منها أن المبلغ الذي قد يخصص لهذا المشروع لن يتجاوز 600 ألف درهم، وهذا رقم لن يكفي حتى لتغطية التكاليف التي سيواجهها فريق الأمل لكرة القدم بصعوده الى القسم الأول، فكيف سيتم تدبير الدعم المالي للفروع الستة الأخرى؟! هكذا تبين بوضوح أن الفريق التيزنيتي ينتظره موسم من الإكراهات والمشاكل. ويبقى هدفنا الأول والأخير هو التنبيه الى هذه الوضعية، فنحن لا نريد أن ندخل في «الحريرة الانتخابية» التي يراد إقحامنا فيها. لا تهمنا لا أغلبية المجلس البلدي لتزنيت ولا معارضته، ولا نريد خنق الدجاجة إياها التي يبدو أن بيضها الذهبي يبقى دون المتوخى والمطلوب، كما لا نريد أن نطلق النار على سيارة الإسعاف المتحدث عنها من طرف السيد الرئيس الذي يسوق بعض الأرقام تجعلنا نخشى أن لا تكون سيارة إسعافه شبيهة ببعض سيارات الإسعاف التي تشغلها وزارة الصحة عندنا، والتي لا تكاد تسعف حتى نفسها.