يعتبر فريق اتحاد أمل تزنيت من الفرق العريقة بسوس، ويكاد تاريخه الرياضي يختزل تاريخ الرياضة بتيزنيت ومنطقتها. ولأنه تمكن في نهاية الموسم المنصرم من تحقيق حلم الصعود الى القسم الوطني الاول »هواة« في جو من عدم الاكتراث من بعض الجهات الفاعلة بتزنيت، بالاخص منها مجلسها البلدي، قرر الفريق ان يحتفل بنفسه وان يكرم لاعبيه الذين تمكنوا، رغم قلة ذات اليد، من أن يرتقوا الى القسم الاول. وعقب الحفل الذي نظمه مسيرو الفريق، والذي حضرته السلطات المحلية ورئيس المجلس الاقليمي، وبعض الفعاليات الرياضية والاعلامية، تم عقد لقاء صحافي لتسليط الاضواء على المشاكل التي يعاني منها الفريق، والتي ستزداد حدة عند تحقيق الصعود. فالموسم الرياضي الجديد على الأبواب، والفريق مازال لم يباشر بالشكل المطلوب الاستعدادات لهذا الموسم الذي يتطلب تكاليف وأعباء مادية لا يبدو في الأفق أن هناك نية للمساعدة على توفيرها، خصوصا من طرف أغلبية المجلس البلدي التي قاطعت الحفل. وفي هذا الصدد صرح الكاتب العام للفريق بن عيسى: «هناك من يعرقل مسيرة الفريق. وتأكد هذا بعدم حضور المجلس البلدي... كلما تم تكوين مكتب مسير للفريق إلا وتم تكوين مكتب مواز في المقاهي يكون هدفه هو العرقلة. فمنذ 23 سنة لم يحقق الفريق الصعود إلا سنة 2009. ولم يتوصل مقابل ذلك ولو برسالة شكر أو تهنئة !». ونفى الكاتب العام ان يكون فريق الامل محتضنا من طرف المجلس البلدي، مؤكدا: «نحن نعمل حاليا على تكوين مكتب مديري ليس في أفق الاحتضان المتحدث عنه، بل لتدشين ثقافة قانونية وتنظيمية ترقى بوضعية فريقنا. أما المكتب المديري الذي دعا المجلس البلدي لإنشائه فهو مكتب مديري للرياضات وليس لأمل تزنيت..». وكيفما كان الحال فإن وضعية الفريق، المقبل خلال الايام القليلة القادمة، إن لم نقل الساعات القليلة المقبلة، على الإعداد للموسم الجديد بالقسم الوطني الاول، والذي تنتظره رحلات ماراطونية الى العيون، وقلعة السراغنة، وبنجرير، واليوسفية، ومراكش ووزازات، وطرفاية، في حاجة الى دعم مادي حقيقي للتوقيع على انطلاقة جيدة، فقبل الصعود كان المجلس البلدي يدعم الفريق بمبلغ 130,000 درهم، وبعد الصعود وعد مسيريه بإضافة 10,000 درهما الى هذا المبلغ الهزيل أصلا. فالمنحة والاضافة هزيلتان معا. وربما نقطة الضوء الوحيدة التي عرفها الحفل الذي أشرنا إليه، هو إعلان رئيس المجلس الاقليمي عن رفع دعم المجلس للفريق الى 20 مليونا من السنتيمات، في انتظار ما يمكن أن توفره السلطة الاقليمية، لكن بمعزل عن هذا يبقى المجلس البلدي مطالبا بالقيام بدوره في هذا المجال. فهناك الجماعات الجارة. كآيت ملول، والدشيرة، ثم إنزكان، ناهيك عن بلدية أكادير، والتي تقدم لأنديتها دعما حقيقيا، ماديا ولوجسيتيكيا، فما الذي يمنع جماعة تزنيت ان تحذو حذو جماعات سوس الأخرى التي تعتبر نموذجية وطنيا في دعمها للفريق الرياضية. فبدون هذا الدعم، وكما أكد لنا رئيس فريق الامل عبد الله كوفو «سيكون فريقننا مهددا بالموت فإذا لم نتوصل بالدعم، غاية نهاية شهر غشت الحالي، فلن نخوض البطولة وسيخمد نشاطنا فالوقت ضيق، والمنافسات على الابواب. فإما أن توفر لنا الشروط لضمان مسار طبيعي، وإما سنتوقف..».