نموذج من خيرة الشباب المغربي المتمسك بجذوره والمندمج داخل المجتمع الألماني رغم الصورة السيئة التي تحاول بعض الجهات إلصاقها بالمغاربة والمسلمين في أوروبا، استطاع أن يتحدى الصعاب وأسس فريقا ينافس الأندية التي ترغب في الصعود إلى أقسام البندسليكا، أو العودة إليها. "" بدأت حكاية هذا الأخير سنة 2007، عندما قرر السيد المصطفى المختاري رفقة مجموعة من المغاربة المقيمين بنفس المدينة "هيرنه" و النواحي، تأسيس فريق "ف س, ماروكو هيرنهّ" اختاروا له الراية المغربية وشعار المنتخب الوطني المغربي رمزين يدافعون عنهما في مبارياتهم ضد منافسين من العيار الثقيل.
الواقع أن هذا الفريق الذي انطلق من الصفر دون مساعدة من أحد، استطاع في ظرف وجيز أن يكسب احترام الصحافة المحلية والمنافسين في نفس الأوان، ويعتبره الجميع هنا مشروعا ناجحا إذا ثَمَّ احتضانه من جهات ترغب في استثمار الفئات العمرية الشابة والصغرى في هذه الرياضة ببلد يعتبر كرة القدم مشروعا مُذِرََّا للمال.
ويفكر طاقم الفريق في الانتقال من مرحلة العشوائية إلى الاحترافية بعد أن حقق نتائج إيجابية منذ تأسيسه حيث تُوِّج بطلا لهذا الموسم باحتلاله المرتبة الأولى في صبورة الترتيب الخاصة ببطولة الهواة بالجهة التي ينتمي لها، و التي مكنته من الصعود إلى القسم حرف "أ"، كما تمكن من الوصول إلى ربع نهاية كأس ألمانيا الخاصة بنفس الجهة أمام فرق تتوفر على إمكانيات مادية تفوق تلك التي يتوفر عليها فريق المغاربة.
الفريق هذا، الذي أصبح يشكل عائقا أمام فرق لها تاريخ في البندسليكا، يطمح إلى تحقيق حلم الصعود إلى حضيرة الكبار، بالرغم من عدم توفره على مقر خاص، حيث أن الاستعداد لمقابلاتهم يتم فقط عبر مكالمات هاتفية يتم من خلالها الاتفاق على زمن و مكان معلوم لإجراء التداريب.
اللاعبون والمسيرون للفريق والذين يبحثون عن محتضن رسمي لأنشطتهم، هم مجموعة من الشباب المغاربة الذين هاجروا إلى ألمانيا عن طريق الدراسة أو الزواج و العمل أو من الذين وُلِدوا هنا، وهم ليسوا سوى أشخاص لهم حياتهم الخاصة وانشغالاتهم المهنية أو الدراسية، كما أن منهم من كان يلعب في صفوف فرق مغربية معروفة كمولودية وجدة، و لجيش الملكي، والنادي القنيطري، و غيرها.
وتعتبر كرة القدم هنا من المشاريع المربحة بالنظر إلى قيمة المداخيل التي تستفيد منها فرق صغيرة غير معروفة، و أيضا إلى أجور ومستحقات اللاعبين و لتي قد تفوق أو تعادل تلك التي يتقاضاها لاعبون مغاربة بالأقسام الأولى بالبطولة الوطنية بالمملكة المغربية.
ف س, ماروكو هيرنهّ لا تزال أمامه إلا خطوات قليلة ليصبح كالفرق الألمانية التي يستفيد لاعبوها من مداخيل قارة، لكن التحدي الكبير الذي يواجههم هو مصاريف بداية كل موسم عندما يحققون صعودا إلى قسم متقدم، لأن كل موسم سبِقه آخر ناجح، ستزداد معه المصاريف.
ولكم أن تتخيلوا كم سنكون فخورين بفريق يحمل اسم المغرب يلعب في أقسام البندسليكا بألمانيا، ألا يستحق هذا كل تشجيع واهتمام؟
للتعرف على الفريق أو تشجيعه أو مساعدته أدعوكم لزيارة موقعه على الشبكة العنكبوتية عبر العنوان الآتي :