بعد تسعة مواسم من الغياب يتمكن وداد فاس من تحقيق العودة إلى القسم الوطني الأول، عقب إنهائه بطولة القسم الثاني في المرتبة الثانية وراء الفتح الرباطي، الذي أعلن نفسه منذ بداية الموسم منافسا فوق العادة على الصعود. وأنهى الوداد الفاسي موسمه في الرتبة الثانية برصيد 61 نقطة جمعها من 15 انتصارا و 16 تعادلا وثلاث هزائم. سجل خط هجومه 39 هدفا ودخلت مرماه 22 هدفا. وكلف الصعود الفريق حوالي 800 مليون سنتيم، خصص الجزء الأكبر منها لمنح اللاعبين، الذين رصد لهم المكتب المسير منحا مغرية كانت مشجعا لهم من أجل تحقيق نتائج إيجابية، جعلتهم يقفون في وجه أقوى الأندية بهذا القسم، ويحققون الصعود في أول موسم لهم بالقسم الثاني، بعدما قضى الفريق في دوري القسم الأول هواة ثلاثة مواسم. فقد وراهن المكتب المسير على الصعود، هذا المكتب الذي يقوده الرئىس عبد الرزاق السبتي، والذي قادته الصدفة إلى هذا المنصب، حيث كان الفريق يصارع في بطولة الهواة، وعلى شفا تقديم اعتذار عام بفعل المشاكل التي كانت تحاصره من كل جانب.. إذ تواجد السبتي بفاس، وكانت والدته تتهيأ من أجل التوجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، فحدث أن اتصل به عدد من الغيورين على هذا الفريق وبعض أبناء «حومته»، من أجل القدوم لهذا الفريق وقيادته من أجل استعادة توهجه. وفعلا قبل الدعوة وراهن رفقة أعضاء مكتبه على إعادة الواف إلى مكانه الطبيعي بين أندية النخبة، حيث حقق الصعود في الموسم الماضي إلى القسم الثاني، تحت قيادة المدرب محمد الأشهابي. ومن أجل تحقيق الصعود إلى القسم الأول، بادر المكتب المسير إلى البحث عن عناصر متمرسة قادرة على تحقيق حلم عشاق الواف، وفعلا تم جلب كل من عبد الرفيع كاسي، ابن الفريق، الذي سبق له أن حمل ألوان الجيش الملكي، أولمبيك خريبكة و النادي المكناسي، كما سبق له أن لعب للمنتخب الوطني، ثم عمر حاسي، القادم من الجار المغرب الفاسي، والذي سبق له أن حقق حلم الصعود مع الماص، وكان قيمة مضافة للفريق بأهدافه الحاسمة التي بلغت 14 هذا الموسم، ثم عبد الرحيم اشكليط، اللاعب السابق للمغرب الفاسي، والقادم من الرجاء البيضاوي، إلى جانب زميله الطاهر الدغمي، الذي قضى فترة إعارة لموسم واحد، وأيضا المهدي العرافي، الذي تنقل بين عدد من الأندية الوطنية كشباب المحمدية و الوداد البيضاوي واتحاد طنجة و المغرب التطواني، ثم عادل لطفي، لاعب الكوكب و الجيش الملكي سابقا، فضلا أبناء الفريق الذي أظهروا إصرارا كبيرا في تحقيق حلم العودة إلى الأضواء. نشير إلى أن فريق الوداد الفاسي تأسس سنة 1946، واستطاع بفضل نخبة من الوطنيين أن يلعب الأدوار الطلائعية بالعصبة، قبل أن يتمكن في موسم 1967 - 68 من تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الثاني، وأن يصبح واحدا من الأندية القوية في هذه البطولة بنظام الشطرين. وفي موسم 1989 - 90 حقق الصعود إلى القسم الأول، حيث كان يترأسه رشيد بنعمور، فيما كان يتولى تدريبه المرحوم الحاج عبد القادر الخميري، لكنه لم يقض ضمن الكبار سوى موسم واحد، ليعود من حيث أتى، فقضى بالقسم الثاني ستة مواسم، ليعود من جديد إلى القسم الأول في عهد الرئيس حسن العلمي اسليغوة وسعيد الخيدر كمدرب، ويصبح الممثل الوحيد لمدينة فاس بهذا القسم بعد نزول المغرب الفاسي إلى الدرجة الثانية. وبعد نزوله إلى القسم الثاني فرضت عليه المشاكل و الخصاص المادي.. فنزل إلى بطولة الهواة، التي قضى بها ثلاث سنوات. خالد الطويل قالوا عن الصعود < عبد الرفيع كاسي : لعبنا منذ بداية الموسم من أجل تحقيق هذا الحل، الذي كان لي شرف المساهمة في تحقيقه. أهدي هذا الصعود لكل عشاق الفريق، وكل الغيورين الذين ساهموا من بعيد أو قريب في تحقيقه. < أحمد المسكين: بعد الصعود مع الماص، ها أنا من جديد أحقق نفس الإنجاز مع الواف. الصعود لم يتحقق من فراغ وإنما كان نتيجة مجهود وعمل مخطط، فهنيئا لنا جمعيا. < عبد الرحيم شكيليط: في الحقيقة ضيعنا الصعود بفاس أمام الفقيه بنصالح. رغم أن المهمة كانت صعبة أمام شباب هوارة، إلا أن الله سبحانه وتعالى، ساعدنا وحققنا حلم جماهيرنا. < محمد الزعيم: قدمنا كل ما لدينا من إمكانيات توحدت جميعها من أجل تحقيق الصعود، الذي كاد يضيع منا لولا العزيمة الكبيرة لكافة مكونات الفريق. أشكر من ساهم في هذا الإنجاز من بعيد أو قريب. < عمر حاسي: الصعود حلم راودنا منذ بداية الموسم وناضلنا من أجله حتى آخر دورة. فرحتنا كبيرة بهذا الإنجاز، الذي رصد له المكتب المسير إمكانيات مهمة. < المدرب عبد الرزاق خيري: في الحقيقة كان الموسم صعبا جدا. لقد عانينا كثيرا أمام الفرق التي واجهناها. كما أن المنافسة على الصعود كانت قوية، لكن المهم أننا حققنا الصعود الذي جاء عن جدارة واستحقاق، وأتمنى أن نحقق في المستقبل نتائج إيجابية. < الرئيس عبد الرزاق السبتي: وعدت جماهير الوداد الفاسي بالصعود، الذي تحقق والحمد لله بفضل تضافر جهود كل مكونات الفريق. أشكر اللاعبين على تنافسيتهم وأشكر كل الذين ساعدوا الواف على تحقيق هذا الحلم. اليوم سنحتفل وغدا سنفكر في ما هو أهم، وأولها وضع استراتيجية للعمل خلال الموسم المقبل.