منع صباح يوم أمس رجال الامن الصحافيين والعاملين بجريدة «اخبار اليوم» من الدخول الى مقر العمل. كما قدم عون قضائي نفس اليوم من أجل تنفيذ الإجراء الخاص بحجز وسائل ومقرات «اخبار اليوم» التي يديرها الزميل توفيق بوعشرين. وكانت وزارة الداخلية - حسب بلاغ لها قد أقدمت على حجز «اخبار اليوم» بسبب نشرها في عددها المؤرخ ب 26 و 27 شتنبر 2009 «رسما كاريكاتيريا له علاقة باحتفال الاسرة الملكية بحدث له طابع خاص جدا». وقررت وزارة الداخلية متابعة هذه اليومية، كما قرر الامير مولاي اسماعيل اللجوء الى العدالة في اطار هذه القضية. واعتبر بلاغ وزارة الداخلية أن الرسم الكاريكاتيري يشكل مسا برمز من رموز الأمة من خلال إهانة شعار المملكة، إذ اعتبر نفس البلاغ أن استعمال نجمة داوود في الرسم الكاريكاتيري يثير تساؤلات حول تلميحات أصحابه، ويكشف عن توجهات لمعاداة السامية حسب وصف البلاغ. وفي تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» أكد توفيق بوعشرين مدير اليومية الموقوفة أنه تفاجأ بهذا القرار المتخذ من طرف وزارة الداخلية. واعتبر أنه ينطوي على عدة خروقات قانونية، إذ ان العدد الذي كان وراء حجز اليومية، ظل معروضا في السوق منذ طبعه يومي السبت والاحد الماضيين قبل أن يأتي قرار الحجز صباح الثلاثاء. واعتبر بوعشرين ان هذا القرار يشكل سابقة من نوعها، لأنه قرار غير معلل. وفي هذا السياق نفى توفيق بوعشرين ل«جريدة الاتحاد الاشتراكي» نفيا قاطعا أن يكون الرسم الكاريكاتيري يضم نجمة داوود، مضيفا أن ما أقدمت عليه وزارة الداخلية فيه إساءة واعتداء على القانون، كما يشكل استخفافا بالصحافة. اتهام الداخلية يرى فيه صاحب الرسم الكاريكاتيري، خالد كدار أنه مجانب للحقيقة. وان وزارة الداخلية أوّلت هذا العمل الفني، مؤكدا أنه لحد الساعة لم يتم استدعاؤه على خلفية نشر هذا العمل،مضيفا أنه علم بالخبر عبر مدير نشر يومية «اخبار اليوم» هاتفيا. كما شدد في تصريحه على انه لم يخطر بباله وهو ينجز عمله، توظيف أي رمز من الرموز التي يمكن ان تفهم من خلالها أية اساءة . واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة أن قرار اغلاق المقر «مناف تماما للقانون، حيث لا يوجد في قانون الصحافة ما يبرر هذا الإجراء».واعتبرت أن فن الكاريكاتور معمول به في كل البلدان وقد قرر مدير الجريدة وطاقم هيئة التحرير، تنظيم ندوة صحفية مساء أمس بالبيضاء لتسليط الضوء على هذا الموضوع.