عاشت أروقة اليونيسكو بباريس يومي الخميس والجمعة، آخر مراحل التنافس من أجل الفوز برئاسة هذه المنظمة الأممية الرفيعة. وما يميز التنافس، هذه المرة، أن العرب طرف فيه، من خلال شخص وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، بعد أن تنازل المغرب، رغم حظوظ مرشحته الوافرة للفوز، منذ شهور لصالح مرشح عربي واحد. التنافس كان قويا، خلال مرحلة التصويت الأولى التي تمت زوال يوم الخميس، التي لم تمنح للمرشح العربي الأصوات الكافية للفوز بالمنصب الأممي الرفيع، فتم الإنتقال إلى تصويت ثان زوال الجمعة ( لم تظهر نتائجه إلى حدود كتابة هذه الأسطر )، ويحتمل أن تتواصل عمليات التصويت إلى غاية يوم الثلاثاء القادم، لأن عملية الإنتخاب تسمح بخمس جولات تصويت متتالية. ولعل قوة التنافس آتية من الحملة التي يقودها فريق من المثقفين والمفكرين الأوربيين ( ضمنهم عدد وازن من الفرنسيين، رغم الدعم الواضح للرئيس ساركوزي للمرشح المصري منذ البداية )، الذين يتهمون المسؤول الحكومي المصري ب « معاداة السامية »، في إشارة إلى مواقفه القومية في نصرة القضية الفلسطينية، وكذا الرغبة الواضحة في أن تفوز امرأة هذه المرة برئاسة اليونيسكو. هكذا، فإنه لم ينل أي مرشح من المرشحين الأربعة العدد الكافي من الأصوات، حتى وإن حصل فاورق حسني على أعلى نسبة منها في الجولة الأولى، مما يجعله الأوفر حظا للفوز بالمنصب. وأكد رئيس المجلس التنفيذي لليونيسكو « بابالولا جوزيف ياي » ( وهو من دولة البنين )، في تصريح صحفي مقتضب أنه « لم يحصل أي من المرشحين على غالبية الأصوات المطلوبة لانتخابه، وأنه ستسأنف العملية في جولة ثانية ». وأكد مصدر من داخل أروقة اليونيسكو أن المرشح المصري حصل على 22 صوتا من الأصوات الثلاثين المطلوبة للفوز. فيما حصلت البلغارية « إيرينا بوكوفا » على 8 أصوات، والنمساوية بنيتا فيريرو فالدنر على 7 أصوات والإكوادورية إيفون باكي على 7 أصوات. بذلك يكون فاروق حسني، هو المرشح الرجل الوحيد أمام مترشحات نساء، اللواتي يدفعن في اتجاه أن تحوز امرأة لأول مرة رئاسة هذه المنظمة الدولية الهامة، علما بأن المغرب، كان قد رشح بدوره امرأة لهذا المنصب في شخص الباحثة الإسبانوفونية عزيزة بناني ( كانت حظوظها وافرة للفوز ). وهو الترشيح الذي كان قد خلف ردود فعل قوية بالقاهرة عكستها الصحافة المصرية والمغربية منذ شهور، تطلبت توضيحات رسمية من المرشح المصري لتعزيز وحدة الصف العربي في الترشيح لرئاسة اليونيسكو، انتهت بتنازل المغرب فجأة وسحب ترشيحه.