الظاهر أن أمر فوز وزير الثقافة المصري فاروق حسني برئاسة اليونيسكو، ليس محسوما. إذ بعد تنازل المغرب فجأة، عن حقه في الترشيح، دون العودة لا للحكومة ولا للبرلمان ولا للمؤسسات الثقافية والفكرية والأدبية بالمغرب، وهو الترشيح الذي كانت حظوظ بلادنا وافرة جدا للفوز بهذا المنصب الدولي السامي والرفيع.. وبعد تدخل شخصي من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدعم المرشح المصري، شنت كبريات الصحف الفرسية حملة عنيفة ضد المرشح المصري، بدعوى اتهامه بمعاداة السامية، مما يعكس قوة النفوذ الصهيوني في باريس، العاصمة التي سيتم فيها اليوم الإثين الحسم في اختيار الرئيس الجديد لهذه المنظمة الدولية. هكذا فقد أفادت قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية، أن كلا من المفكرين الفرنسيين كلود لانزمان وبيرنار-هنري ليفي، قد عبرا منذ أسبوع، عن استيائهما من تدخل احد المقربين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لصالح المرشح المصري لرئاسة اليونيسكو فاروق حسني، المتهم بتبني مواقف مناهضة لاسرائيل. وأكدت صحيفة «لوموند» يوم الاربعاء ان المستشار الخاص لساركوزي هنري غينو كان وراء نشر مقالة على صفحاتها في ماي كتبها حسني الذي دافع فيها عن نفسه من تهمة معاداة السامية. واضافت الصحيفة ان غينو «قرأ قبل النشر»، بل إنه حتى صاغ بنفسه نص الوزير المصري. ورد السينمائي كلود ليزمان والفيلسوف بيرنار- هنري ليفي في «لوموند» ايضا بالقول «ان ما حدث للتو يشكل حقا قفزة نوعية». وذكرا بان نص فاروق حسني أتى ردا على تنديدهما في مقالة شارك في توقيعها حائز نوبل للسلام ايلي فيزل «باحتمال تعيين حسني مديرا عاما لليونيسكو بدعم ناشط من فرنسا». واضاف النص: «بين فاروق حسني والادارة العامة لليونسكو هناك، برأينا وبرأي الكثيرين، تنافر سافر» واضاف «ذكرنا (...) بأن فاروق حسني أدلى بعدة تصريحات معادية للسامية واضحة وشنيعة على مدى سنوات، اخرها تلك التي أتت ردا على سؤال من نائب للاخوان المسلمين، حيث عرض ان يحرق بنفسه الكتب الاسرائيلية التي قد تكون اندست خلسة الى رفوف مكتبة الاسكندرية». واضاف المثقفان « إن رد فاروق حسني لا ينفي اي من الاحداث التي يلام عليها»، بل ينسبها «الى مشاعر انفعالية أسف عليها» والى تأثره امام «القمع الذي تمارسه اسرائيل على الشعب الفلسطيني». وافادت لوموند ان ساركوزي اكد للرئيس المصري حسني مبارك منذ 2007 دعمه المرشح المصري الى اليونيسكو. وستختار الهيئات المعنية في اليونيسكو المدير العام اليوم الإثنين 7 شتنبر 2009.