السلطات الاستعمارية الفرنسية لم تكن شفافة حول عدد المغاربة الذين تم إقحامهم في الحرب العالمية الأولى ،وذلك لعدد من الاسباب منها تخوفها من الرأي العام المغربي ،بالاضافة الى اعتبارات اخرى يذكرها عبد الكبير عطوف: «غياب الشفاقية حول الارقام أمر صحيح وهو ما ميز كل المصادر والارشيف المتوفر حول عدد الجنود المغاربة المشاركين والذين تم تجنيدهم من طرف فرنسا الاستعمارية في اطار المجهود الحربي، وهناك تعارض في الارقام الى حد يمكننا الحديث عن» حرب الارقام». وهذا التضارب حول الارقام يمكن تفسيره بثلاثة اعتبارات: - الاعتبار الاول هو أن المسؤولين العسكريين يريدون دائما الاحتفاظ بسرية الارقام حول الجيش الفرنسي لاعتبارات أمنية. - - الاعتبار الثاني أن السلطات الاستعمارية بالمغرب حاولت التقليل من هذا الرقم حول عدد الجنود المغاربة حتى لا يتم استعماله او استغلاله من طرف الرأي العام الوطني ( بفرنسا أو المغرب ) والدولي حتى لا تتم اثارة الرأي العام. - الاعتبار الثالت يعود الى ظروف الحرب نفسها، التي فرضت خلال هذه الفترة( 1914-1918) إلغاء توجه بعض الفرق العسكرية من المغرب نحو اوربا او العودة السريعة لبعض القوات المغربية من اوربا نحو المغرب .وفي بعض الاحيان كانت هناك ظروف يلفها الغموض، حيث يتم الغاء مهام احد الفرق او يتم احتسابها مرتين رغم انه يجب الاعتراف ان هذه الحالة الأخيرة كانت نادرة. وقضية الأرقام وعدد الجنود المغاربة المشاركين في الحرب سوف تتكرر اثناء الحرب العالمية الثانية 1939 و1945 .هكذا حاول الوطنيون المغاربة استغلال واستعمال هذه الارقام حول عدد الجنود المغاربة وعملوا على النفخ في ارقامها : حسن الوزاني في مذكراته يتحدث عن 90000 جندي، في حين أن مختلف الارشيفات التي تمت دراستها تتحدث عن رقم ما بين 70000 او 80000 جندي مغربي مشارك في هذه الحرب. هذه الحرب حول الارقام لا تقتصر حول عدد الجنود المشاركين، بل كذلك حول عدد القتلى من أجل فرنسا او عدد المصابين بجروح خطيرة.وفرنسا حاولت الحفاظ على سرية هذه الأرقام الى حدود نهاية الحرب.وهو ما يعني ان العائلات المعنية لم تعرف شيئا عن ابنائها الى نهاية الحرب .هذا بالاضافة ان عدد الضحايا ( قتلى،جرحى ومختفون) قد تم التخفيض من عددهم لأسباب ايديولوجية وسياسية.» على كل حال، فقد غابت الارقام الحقيقية عن عدد المهجرين في هذه الفترة ، سواء خلال الحرب الاولى او الثانية، وكل الارقام المتوفرة هي تقديرية كما قال الباحث عبد الكبير عطوف ويذكر ببعض هذه الارقام في الصفحة 70:» فمن بين 11 مليون من سكان شمال افريقيا تم نقل 400000 شخص، شكل المغاربة منهم 185000 على الأقل ،حسب تقديري الشخصي.خلال الحرب الاولى كان عددهم 90 الف مغربي و80 الف عسكري خلال الحرب الثانية و15 الف عامل تم انتقاؤهم ونقلوا واطروا من طرف وزارة الحرب الفرنسية . وهو رمز قوي يذكرنا أن « الجيش يشكل ان وسيلة استثنائية وابوية لتأطيرالوجدان والاجساد...ينتج ويدمج القيم « هذا يعني ايضا أن الهجرة انطلقت في ظروف تاريخية خاصة في المغرب وارتبطت بالحرب الاولى والثانية وشكل العسكريون السابقون جزءا مهما من المهاجرين فيما بعد كما يذكر الكتاب.