بزنقة لامارتين الممتدة من مسجد الهدى إلى الخزانة البلدية بمقاطعة مرس السلطان توجد محلبة ليست كباقي المحلبات. فهي لا تشاركهم إلا الإسم فقط. لأنها أصبحت مطعما مصغرا. يعد وجبات على شكل «سندويشات» تطبخ بداخل المحل الذي لا يتسع لجلوس الزبائن. ولكن زبائه والذين يأمونه من كل جهات المدينة يلزمون سياراتهم التي تقف ب«الزنقة» على المستوى الثاني أو الثالث أحيانا . وبعض الكراسي والطاولات جنب حائط المحلبة وأمام مدخلها. يكفي أن تقف خلف الطابور الذي أقامته السيارات حتى يأتي إليك شاب ببدلة العمل ليأخذ منك طلباتك. وقد تنتظر مدة من الزمن تصل أحيانا إلى 30 دقيقة وأكثر لكي يصل دورك. ورغم أن صيت هذه المحلبة أو المطعم. داع وانتشر إلا أنه لم يصل إلى اذان وأعين المسوولين عن هذه المقاطعة ومصالحها الخاصة. وكذلك السلطات الأمنية لأنهم أصلا من أغلقوا مسامعهم وأغمضوا أعينهم. فكيف يكون ذلك والعديد منهم من زبناء ذلك المحل بامتياز. زبناء «المحلبة» والسكان المجاورون لايزالون يتذكرون تفاصيل هجوم أفراد عصابة على متن 6 دراجات نارية من النوع الكبير توزعوا إلى مجموعتين، الأولى أخذت مكانها أمام السيارات وخلفها، وأخرى نزلت وبدأت في سلب ونهب الهواتف النقالة ومحفظات السيدات وكل ما و جدوه مهما ونفيسا، ثم غادروا المكان بكل أمن وأمان, مصادر مطلعة من المنطقة أكدت أن المحلبة الشهيرة أحدثت عشوائيا دون احترام للمسطرة القانونية في مجال التعمير والبناء، وذلك بفعل حصانتها التي تقيها من كل متابعة، حسب نفس المصدر، وتمنحها صلاحيات وامتيازات متعددة، حتى وإن استهدفت صحة وسلامة المستهلكين. عدد ممن التقتهم «الجريدة» أكدوا أنهم خلال ترددهم على هذا المحل لم يسبق لهم أن عاينوا رجال الأمن بالقرب منهم، و لم يسبق لأحدهم أن قام بمساءلة البعض منهم أو استفسارهم حول وضعية سياراتهم المتوقفة في المستوى الثاني أو الثالث، وعلى العكس من ذلك، فكثيرا ما تحضر سيارات الأمن، لكن كزبائن إنما من نوع خاص. فحتى طريقة الوقوف غير المنظمة أمام هذه المحلبة لم تثر فضول أي سيارة للأمن أو دورية خاصة. لكنها أثارت انتباه عصابة جاءت وقضت حاجتها وانصرفت في هدوء تام. إن غض الطرف غالبا ما تترتب عنه حوادث غير عادية غالبا ما يكون ضحيتها المواطن العادي كما حدث بزنقة لامارتين بمقاطعة مرس السلطان.