دعا الناقد المغربي حسن المودن إلى أن يستفيد الأدب، الذي استفاد من جميع المناهج تقريبا، من التحليل النفسي، «لكن شريطة أن لا يصبح عبدا» لهذا المنهج. وأكد المودن، في لقاء اختتم به فرع سلا لاتحاد كتاب المغرب أنشطته في إطار مهرجان (رمضان مدينة سلا) من فاتح إلى ثامن شتنبر، على ضرورة تحرير الأدب من وهم الموضوعية، مقرا بأهمية العنصر الذاتي خاصة لدى المتلقي. ولاحظ المودن بخصوص التقنيات التي يعتمدها الكتاب في نصوصهم، وجود اتجاه في النقد المغربي يركز على الكتاب (أو على النص الروائي في هذه الحالة) لا على صاحبه. وخلال تقديمه لكتابه «الرواية والتحليل النصي» الصادر حديثا، أضاف المودن أنه قسم الكتاب إلى مدخل نظري وقسمين تطبيقيين، يتعلق الأول بموضوعات الكتابة والعنف والألم والموت والمرأة والجسد فيما يتطرق القسم الثاني إلى اعتماد نماذج من النصوص الروائية سواء منها الشرقية أو المغربية كمجال لتطبيق بعض الافتراضات المتصلة بالتحليل النفسي. ومن جهة أخرى، اعتبر وجود اتجاه يدعو إلى جعل الأدب دائما عنصرا للمعرفة، باعتباره أسبق على العلوم الإنسانية بما فيها علم النفس، قائلا إنه لم يعد من المقبول اليوم إسقاط نظرية خارجية على الأدب. وأضاف حسن المودن أنه لا يقصد بذلك الاستغناء عن العلوم الإنسانية في التحليل الأدبي، بقدر ما يقصد أن على تلك العلاقة أن تكون علاقة جدلية دون مفاضلة، وأن يخدم كل واحد الآخر مشيرا في هذا الصدد إلى استفادة سيغموند فرويد من الدراسات والإبداعات الأدبية في وضع نظريته. وأشار في هذا الصدد إلى كتاب لبيير بايار بعنوان: «هل يمكن تطبيق الأدب على التحليل النفسي؟». معتبرا أن الإنسان أكبر من المناهج، لأن الإنسان هو صانع المناهج وهو يستلهم مادته من مرجعيات يصعب أن يهتدي إليها العالم.