صدر مؤخرا للكاتب الدده محمد الأمين السالك مؤلف تحت عنوان «من جماليات الشعر الحساني دراسة نقدية » تضمن دراسات نقدية في الشعر الحساني وخصوصيته الجمالية مع دراسة العلاقة التفاعلية بين موسيقى الشعر الفصيح والشعر الحساني. وبحث المؤلف في هذا الكتاب، الذي يعد مكملا لإصداره الأول الذي جاء تحت عنوان « سحر البيان » مفهوم الأطلال في الشعر الحساني، حيث خصص صفحات لدراسة هذا النمط من الإبداع عند أحد أهم شعراء بلاد شنقيط وهو الشاعر محمد ولد احمد يوره. وفي تبريره لرؤيته القائلة بفصاحة اللغة الحسانية عمد المؤلف إلى دراسة البعد العربي والإسلامي في الشعر الحساني قبل أن يعرج على الفنيات البنيوية في متون هذا الشعر ليؤكد أنه « نمط شعري يعد أكثر قدرة على التصوير والرمزية من جميع الأجناس الشعرية المشابهة » مع تقديمه لمجموعة من الأمثلة والنماذج التي تدعم وتسند رؤيته. ولاحظ المودن بخصوص التقنيات التي يعتمدها الكتاب في نصوصهم، وجود اتجاه في النقد المغربي يركز على الكتاب (أو على النص الروائي في هذه الحالة) لا على صاحبه. وخلال تقديمه لكتابه «الرواية والتحليل النصي» الصادر حديثا، أضاف المودن أنه قسم الكتاب إلى مدخل نظري وقسمين تطبيقيين، يتعلق الأول بموضوعات الكتابة والعنف والألم والموت والمرأة والجسد فيما يتطرق القسم الثاني إلى اعتماد نماذج من النصوص الروائية سواء منها الشرقية أو المغربية كمجال لتطبيق بعض الافتراضات المتصلة بالتحليل النفسي. ومن جهة أخرى، اعتبر وجود اتجاه يدعو إلى جعل الأدب دائما عنصرا للمعرفة، باعتباره أسبق على العلوم الإنسانية بما فيها علم النفس، قائلا إنه لم يعد من المقبول اليوم إسقاط نظرية خارجية على الأدب. وأضاف حسن المودن أنه لا يقصد بذلك الاستغناء عن العلوم الإنسانية في التحليل الأدبي، بقدر ما يقصد أن على تلك العلاقة أن تكون علاقة جدلية دون مفاضلة، وأن يخدم كل واحد الآخر مشيرا في هذا الصدد إلى استفادة سيغموند فرويد من الدراسات والإبداعات الأدبية في وضع نظريته. وأشار في هذا الصدد إلى كتاب لبيير بايار بعنوان: «هل يمكن تطبيق الأدب على التحليل النفسي؟». معتبرا أن الإنسان أكبر من المناهج، لأن الإنسان هو صانع المناهج وهو يستلهم مادته من مرجعيات يصعب أن يهتدي إليها العالم.