لا تزال مصالح الأمن تواصل عمليات البحث عن رئيس شبكة تهريب مخدرات عبر شاحنات النقل الدولي، «محمد ب» الملقب ب «سوماتي». وحسب ما كشفت عنه التحقيقات في هاته القضية، فإن هذه الشبكة التي تم تفكيكها تضم أفرادا من نفس الأسرة، مما يشير إلى أن شبكات المتاجرة في المخدرات وتهريبها، أصبحت تتخذ طابعا جديدا متمثلا في شبكات مافيا المخدرات العائلية. ظلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تبحث عن المدعو رضوان ب. الملقب ب «سوماتي» في ملف له علاقة بقضية بارون المخدرات «لمفضل». وكان ينشط منذ 2002 في مجال تجارة المخدرات على الصعيد الدولي إلى جانب شقيقه «محمد ب» والمدعو «عبد الرحمان ز» وقام رفقة أخيه بإحداث شركات للنقل الدولي، التي ثبت أنها لم تكن سوى واجهة للتغطية على أنشطتهما السرية في تجارة المخدرات، حيث كان يتم حشو صناديق الخضر بالمخدرات ونقلها إلى أوربا، وعلى وجه الخصوص إلى إسبانيا. وكان المدعو «عبد الرحمان ز» هو الذي يتكفل بتوفير الإمدادات من نبتة القنب الهندي، معتمدا في ذلك على المزودين المغاربة، كما كان يشرف على التنسيق مع الزبناء الإسبان. وعلى هذا المستوى، تمكن «رضوان ب» بتآمر مع الأطراف المهتمة، من إنجاز ثلاث عمليات كبرى لتهريب المخدرات إلى أوربا، حيث كانت شحنة المخدرات المهربة في كل عملية تصل إلى 400 كيلوغرام. وتمكن إثر ذلك من الحصول على حصته من الأرباح التي بلغت مليون درهم، كما كان يقتطع منها في كل عملية مبلغ 150 ألف درهم كتعويض لسائق الشاحنة المنتسب إلى الشركة. وعلى امتداد سنة 2004، وبمبادرة من محمد ب. (شقيق رضوان الملقب ب «سوماتي») المبحوث عنه من طرف الشرطة في إطار عملية فاشلة لتهريب المخدرات خارج المغرب، قام هذا الأخير ببيع وهمي لشركته لفائدة أخيه عبد الحميد ب، مخافة أن تطالها عملية المصادرة بعد أن أصبح مطاردا من طرف الشرطة. وبهذه الطريقة، أصبح عبد الحميد ب. مالكا وهميا للشركة، لأن شقيقه هو المسير الحقيقي للشركة، حيث كان هذا الأخير يقوم بالإشراف على عمليات نقل المخدرات إلى خارج المغرب انطلاقا من مخبئه بالدارالبيضاء، لأنه كان يخشى عبور مدينة طنجة. وفي شتنبر 2004، قام عبد الحميد ب. بالتآمر مع شقيقه لإنجاز عملية تهريب مخدرات، لم تحدد كميتها، في اتجاه الخزيرات عبر ميناء طنجة، وذلك اعتمادا على شاحنة تابعة للشركة المذكورة. وكان نصيبه من تلك العملية ما مجموعه 50 مليون سنتيم. وبعد فشل العملية الثانية، جمع عبد الحميد ب. أغراضه وانتقل رفقة زوجته وابنه للاستقرار في إسبانيا. وخلال فترة إقامته هناك، تمكن ما بين 2005 و2008 من إنجاز حوالي 18 عملية تهريب للمخدرات بتعاون مع أخيه محمد ب، وكان دوره متمثلا في التنسيق بين المهربين الإسبان، وزبناء القنب الهندي وكذا المزودين المحليين. وأوضح عبد الحميد ب. أنه خلال إقامته بإسبانيا، كان يدخل في فترات متقطعة إلى المغرب بشكل سري، وفي أغلب الأحيان بواسطة دراجة «جيت سكي» التي يمتطيها من سبتة إلى تطوان، معتمدا في ذلك على خدمات شقيقه محمد ب. ومهربين آخرين ذكر أسماءهم جميعا. وخلال زياراته المتكررة للمغرب، كان يتجول وهو يحمل بطاقة هوية أحد أقاربه يجمعهما بعض الشبه في الملامح. أما المدعو محمد. ه ، فهو الشخص الذي كان يتكلف بتبييض الأموال التي يجنيها محمد ب. من تجارة المخدرات، بعد أن كان في السابق يشتغل سائقا لمحمد ب. الأب، غير أنه تمكن من أن يجد لنفسه مكانا داخل أسرة ب. من خلال زواجه من آسية، شقيقة محمد ب. وبعد أن تم في 2002إيقاف شاحنة محملة بنبتة القنب الهندي تعود إلى محمد ب. الإبن، أصبح هذا الأخير موضوع مذكرة بحث من طرف الشرطة لتورطه في تجارة المخدرات، الأمر الذي أرغمه على مغادرة طنجة واللجوء إلى الدارالبيضاء. وهناك لجأ إلى محمد ه . ليقوم بتبييض أملاكه، حيث فتح له حسابين بنكيين بطنجة، وحفظ له أملاكه العقارية باسمه لتفادي اكتشاف أنها في ملكيته. ومقابل ذلك، حصل محمد ه . على تعويض يتناسب وقيمة تلك العمليات. ولأن هذا الأخير كان بعيدا عن دائرة اهتمام الشرطة، فقد كان يقوم بعملياته غير المشروعة تحت غطاء وكيل عقاري بمدينة طنجة، قبل أن يتم إسقاط القناع عنه في إطار هذه القضية.