قادت التحقيقات، التي أنجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع 17 بارون مخدرات أوقفوا في الحملة الأمنية الأخيرة، إلى كشف وجود 4 شبكات تهريب دولية.اثنتان يتركز نشاطهما في المناطق الشمالية، حيث تهربان بضاعتهما برا نحو إسبانيا، أما الثالثة فهي متخصصة في الاتجار في الكوكايين، في حين أن الرابعة تنشط في شرق المملكة، وتهرب القنب الهندي إلى ليبيا والجزائر. وكشفت مصادر مطلعة، ل "المغربية"، أن الشبكة الأولى يقودها المفضل أكدي، الملقب ب "طريحة"، إلى جانب كل من عبد الرحمن (أ) الملقب ب "جويطة"، وحسن (ت)، الملقب ب "باربا" و"كوردو"، أما الشبكة الثانية فتعود للأشقاء "سوماتي"، الذين يشكلون شبكة مبنية على علاقات عائلية من نوع "المافيا" تحت مظلة محمد (ب)، المبحوث عنه من طرف مصالح الأمن. غير أن الشبكة الثالثة كانت بعيدة عن هذا المجال، إذ كانت تختص بالاتجار في المخدرات القوية "الكوكايين". وتضم هذه الشبكة محمد جوهري الملقب ب "الرايس"، وهو برلماني سابق من حزب التجمع الوطني للأحرار بمكناس، ولحسن الملقب ب "الحمق"، وأيضا ب "جونفر"، و"حسن 17"، والمتهم (حميد.ي) و(حسن د)، الملقب ب "العروبي"، ومحمد كرطاش، و(حميد. ه) العقل المدبر لهذه الشبكة الإجرامية، التي يقول الخبراء إنها في طور النمو على الصعيد الوطني. كما يوجد ضمنها أحد الأعيان في المناطق الجنوبية، ومنسق جهوي لحزب سياسي، وموظف جماعي. وتتكون هذه الشبكة من 50 متهما، 30 منهم جرى تحديد هوياتهم، ويجري البحث عنهم من طرف الأجهزة الأمنية المختصة. وأكدت المصادر أن الشبكة نجحت في إنشاء فروع لها في مجموع التراب الوطني، وتوسعت في عدة مدن كبرى من بينها أكادير، والدارالبيضاء، وتمارة، ومكناس، وفاس، وطنجة، والناظور، ومنطقة الغرب، وبشكل خاص في الأقاليم الجنوبية. وذكرت أن هذه الشبكة استفادت من تواطؤ العشرات من أفراد الشرطة القضائية، الذين كانوا يتوصلون أسبوعيا برشوة تتراوح بين 5 آلاف و7 آلاف درهم، جرى التوصل بها من أحد المتهمين، على مستوى حي الزهوية في محطة البنزين "رحاب"، في الطريق المؤدية إلى خارج مكناس في اتجاه مدينة فاس. أما الشبكة الرابعة، فتعود لشخص يدعى الحسوني، الذي اعتاد، خلال الفترة الممتدة ما بين 1992 و 1995، على نقل كميات من المخدرات تتراوح ما بين 30 و 50 كيلوغرام، على متن سيارة "بيكوب" لحساب مجموعة من المهربين، في مقابل عمولات تقدر ب 200 درهم للكيلوغرام الواحد. بعد ذلك، وباستعمال سيارة شحن "بيكوب" جديدة، سوف يقوم المعني بالأمر بتنفيذ ما يناهز 70 عملية تهريب جديدة داخل مدينة وجدة وضواحيها. وأفادت المصادر أن أسطول نقل تابع لأحد شركاء الحسوني كان يتكلف بنقل المخدرات نحو مدينتي وجدة والراشدية، إما قصد الترويج المحلي أو بهدف تهريبها نحو الجزائر وليبيا عبر منطقة الصحراء. وأكد الحسوني، أثناء التحقيق، أن عددا من رجال الدرك، العاملين بالقيادة الجهوية بمدينة فاس، كانوا يحصلون منه، ما بين 2006 و2007 عندما كان ما يزال حرا طليقا، على رشاوى تقدر ب 10000 درهم شهريا. وأفادت المصادر أن هذه الشبكات ليس بينها أي رابط أو تنسيق، باستثناء أنها سقطت، في الحملة الأمنية نفسها.