سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وأد العديد من المحاولات الهامة الرامية لبناء شبكات تهريب المخدرات ذات الامتدادات الدولية مكافحة الاتجار في المخدرات استراتيجية متعددة الابعاد آتت أكلها في المغرب
تكثفت عمليات مكافحة الاتجار في المخدرات، خلال السنوات الأخيرة، من خلال مضاعفة حجز المخدرات وتفكيك العديد من الشبكات الاتجار في هذه المادة، وبذلك تم وأد العديد من المحاولات الهامة الرامية لبناء شبكات تهريب المخدرات ذات الامتدادات الدولية. وتندرج عمليات مكافحة الاتجار في المخدرات التي تقوم بها بكل حزم مختلف المصالح الأمنية المغربية, في إطار استراتيجية تستجيب لأهداف وطنية ودولية، حيث أضحت مكافحة المخدرات قضية تشغل بال المجتمع الدولي. ويعتبر الاتجار في المخدرات آفة دولية على نفس مستوى الخطورة كالجرائم الكبرى. وقد تم خلال الشهور الاخيرة حجز نحو عشرين طن من المخدرات في عمليات قامت بها المصالح الأمنية والجمركية, أدت الى اعتقال أزيد من سبعة آلاف شخص وحجز آليات وسيارات تستعمل في تهريب المخدرات. ومن بين آخر أهم المضبوطات المسجلة خلال شهر أكتوبر الجاري وحده، يمكن الإشارة إلى توقيف يوم 20 من الشهر لقارب في عرض سواحل مدينة الناظور، يقل6 ر3 طن من المخدرات, كانت موجهة إلى أوروبا. وبالنسبة لمدينة طنجة لوحدها، أظهرت حصيلة قدمت في أبريل الماضي أنه تم حجز أزيد من ثلاثين طنا من المخدرات خلال الفترة الممتدة من31 يوليوز2007 إلى غاية 31 مارس2008 ، وذلك في إطار العمليات المنسقة بين مختلف المصالح الأمنية والجمركية. وحسب أرقام وزارة الداخلية، فإن كميات المخدرات التي تم حجزها على المستوى الوطني منذ يناير الى آخر شتنبر2008 ، بلغت 80 طن من مستخلص القنب الهندي و25 كلغ من الكوكايين و6 كلغ من الهيروين و35673 وحدة من الحبوب المهلوسة. وتأتي هذه الارقام لتؤكد إرتفاعا واضحا للكميات المحجوزة، والتي أصبحت تتضمن منذ بضع سنوات، مخدرات من نوع جديد كالحبوب المهلوسة، قادمة خصوصا من التراب الجزائري. وقد تزايدت، نتيجة لذلك، يقظة مختلف مصالح الأمن، لاسيما وأن منتوج المخدرات يستعمل, في بعض الحالات, في تمويل الشبكات الارهابية. وبذلك فإن تهريب المخدرات يشكل اليوم مصدر انشغال دولي. ولاتستهدف مكافحة تهريب المخدرات حماية صحة السكان فقط، بل أيضا تفكيك الشبكات الاجرامية ذات الامتدادات الدولية. وقامت مصالح الأمن المغربية خلال السنوات الاخيرة بتفكيك العديد من الشبكات الهامة لتجار المخدرات. وهكذا، سقطت سنة 2006 ، وقعت في أيدي المصالح الامنية، شبكة المدعو محمد خراز الملقب بشريف بن الويدان والمتكونة من17 عضوا. كما تجدر الإشارة إلى تفكيك، في أبريل الماضي، شبكة المدعو محمد الربيطي، الملقب ب(بيلوكا)، والمدعو المفضل الهبطي، بعدها، وفي نفس الشهر، تم اعتقال المهرب الدولي للمخدرات المدعو محمد الطيب أحمد ، الملقب ب«النيني» بإسبانيا والذي فر من سجن القنيطرة، حيث كان يقضي عقوبة سجنية. وقد تبلورت مكافحة السلطات المغربية لآفة المخدرات أيضا في مجال آخر يتمثل في تراجع واضح لزراعة القنب الهندي بشمال البلاد، وذلك بفضل عمل مزدوج يروم مكافحة تهريب المخدرات وتحسيس سكان الشمال بضرورة اعتماد زراعات بديلة. ويتعلق الأمر بحملة دينامية تهدف إلى تقليص زراعة القنب الهندي وتطوير الزراعات البديلة, وذلك في إطار مشروع واسع يرمي إلى النهوض بالأقاليم الشمالية. كما أثبت التقرير الصادر سنة2007 عن مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة, أن هذه السياسة قد أعطت ثمارها, حيث تمكنت المملكة من تقليص المساحات المخصصة لزراعة القنب الهندي بجعلها تنتقل من134 ألفا هكتار سنة2003 إلى76 ألف و400 هكتار سنة2005 . ونوه نفس التقرير كذلك بالجهود التي تبذلها المملكة على مختلف المستويات والرامية إلى الحد من تهريب المخدرات.