ارتفع حجم محجوزات المخدرات بالمعبر الحدودي باب سبتة السليبة وبميناء طنجة ومطار بوخالف خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد أن قامت السلطات الأمنية المغربية بتجهيز هذه المراكز الحدودية بأجهزة جديدة للمسح تعمل وفق نظام معلوماتي رقمي جد متطور، وتفوق سعة مسحه سعة الجهاز القديم بأكثر من الضعف، حيث تمكن من رؤية كل ما تحمله الشاحنات والسيارات والأمتعة العابرة للموانئ والمطارات والمعابر البرية بشكل دقيق. ويبلغ ثمن اقتناء جهاز المسح الواحد 13 مليون درهم. وقد تمكنت السلطات المغربية المكلفة بمراقبة الحدود مؤخرا من تسجيل عمليات حجز هي الأكبر من نوعها مقارنة مع السنوات الماضية، وكان ثلث الكميات المحجوزة على متن سيارات نقل صغيرة، وبلغت قيمة السلع المحجوزة من قبل مسؤولي الجمارك منذ مطلع السنة الجارية أكثر من 100 مليون درهم. وبلغت كميات المخدرات التي تم حجزها على المستوى الوطني منذ بداية شهر يناير إلى أواخر شهر شتنبر 2008 أكثر من 80 طنا من مستخلص القنب الهندي و25 كيلوغراما من الكوكايين و6 كيلوغرام من الهروين و35673 وحدة من الحبوب المهلوسة. كما قامت السلطات المغربية حسب مديرية الهجرة ومراقبة الحدود التابعة لوزارة الداخلية بإتلاف حوالي 4400 هكتار من الكيف، وتقليص مساحة الأراضي التي يزرع فيها القنب الهندي إلى أكثر من النصف، وتخفيض نسبة الإنتاج بنسبة 61 في المائة. وفي نفس السياق تمكنت مصالح الشرطة القضائية من اعتقال أزيد من سبعة آلاف شخص وتفكيك خلايا وشبكات ومنظمات مختصة في تهريب المخدرات وذات امتدادات دولية تنشط بالتحديد بين جبال شفشاون والمناطق الساحلية الشمالية وتتوفر على مخازن للمخدرات بأكثر من منطقة معدة للتصدير إلى إسبانيا عبر القوارب السريعة على وجه الخصوص التي تنطلق من سواحل القصر الصغير وبليونش المحاذية لسبتة السليبة، والمعروفة كإحدى أبرز نقط تهريب المخدرات. كما تمكنت الشرطة المغربية من وأد العديد من المحاولات الهامة الرامية إلى تشكيل شبكات جديدة لتهريب المخدرات. واستطاعت المصالح الأمنية والجمركية من حجز آليات وسيارات وقوارب تستعمل في تهريب المخدرات. والملاحظ أن السلطات المغربية تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تفكيك أخطر الشبكات الدولية للمخدرات كشبكة المدعو محمد الخراز الملقب ب «الشريف بين الويدان» والمتكونة من 17 عضوا، وكذلك شبكة المدعو محمد العربيطي الملقب ب «البيلوكا» وشبكة المدعو المفضل الهبطي، وشبكة المدعو منير الرماش وشبكة المدعو محمد الطيب الأزماني الملقب ب «النيني» الذي فر من سجن القنيطرة واعتقل بعد ذلك بسبتة السليبة إلى غير ذلك من الشبكات الخطيرة. ولقد أكد التقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة سنة 2007، أن الإستراتيجية الأمنية المغربية في مكافحة الاتجار وتهريب المخدرات بدأت تعطي النتائج المنتظرة.