تعد القصبات والأسوار والأبراج والرياضات بمدينة تارودانت من المآثر التاريخية التي تؤرخ لحضارة متأصلة وعريقة لكونها إرثا حضاريا جماعيا يصل الحاضر بالماضي ويكشف باندهاش العبقرية المغربية ذات الخصوصية المتميزة في البناء والهندسة والمعمار، مما يؤهل تلك المعالم لأن تكون منتوجا ثقافيا وسياحيا يستدعي أكثر من أي وقت مضى الاهتمام به من اجل صيانته وترميمه مما يهدده باستمرار من قبيل الهدم والتخريب والاهمال والعبث سواء من طرف بني البشر أو من طرف الطبيعة . فالوضعية المزرية التي آلت اليها اسوار مدينة تارودانت التاريخية تستوجب التدخل العاجل للمسؤولين والمهتمين بالتراث الثقافي والحضاري خاصة بهذه المدينة العريقة التي لا تعرف الا باسوارها وابوابها ورياضاتها، خصوصا إذا علمنا أن مدينة تارودانت محاطة بأسوار يناهز طولها سبعة آلاف وخمسمائة متر، وبعلو يتراوح مابين ثمانية واربعة عشرة مترا. هذه الأسوار التي شيدت بالتراب المدكوك بعد مزجه بمادة الجير وفق تقنية البناء التقليدية المعروفة عامة باللوح، أصبحت في الآونة الاخيرة تشكو حالها الى المسؤولين والمهتمين بالتراث الحضاري والثقافي والى الزوار الذين يتأسفون لما آلت اليه وضعية هذه المعلمة التاريخية التي تعود نواتها الاولى الى العهد المرابطي والموحدي. فاذا كانت أسوار مدينة تارودانت قد حظيت في العقد المنصرم بترميمات قام بها المجلس البلدي في اطار الاوراش الدولية المنظمة في مجال التعاون الثقافي اللامركزية لترميم الأبواب بناء على اقتراحات وتوصيات المناظرة الدولية التي نظمها المجلس الحضري لتارودانت واستدعى اليها مجموعة من المهندسين الأجانب والمغاربة، فإن حالة اسوار المدينة عرفت مؤخرا تشوها بفعل الحركة العمرانية والتوسع السكاني مما اثر عليها بشكل سلبي من خلال مظاهر عديدة اهمها البناء بجوار الاسوار، واستعمالها كمرافق للدور المجاورة دون الحفاظ على المسافة بين السور والمنشآت العمرانية والحرفية، مع ضرورة البحث عن مصادر لتمويل عملية الترميم بغية انقادها والتصدي لمختلف أنواع التجاوزات المرتكبة في حقها.