يعتبر فصل الصيف الحالي الأسوأ منذ عدة سنوات في جميع أنحاء أوربا، نظراً لقلة السيَّاح وتراجع الأرباح. يلاحظ طوماس نتاراس، بينما هو جالس بجانب محله لبيع الهدايا التذكارية في أثينا، قلة السياح الذين يتجولون في الأزقة التي عادة ما تكون مزدحمة بهم. وحسب قوله، فإنه من المحتمل أن يغلق أبواب محله التجاري قبل متم السنة الجارية بسبب اجتياح الكساد العالمي لتجارته بقوة. ويضيف نتاراس، ذو التاسعة والثلاثين سنة، أن عدد السياح قليل وقدرتهم الشرائية جد ضعيفة، وقد قدر أن عائداته خلال فصل الصيف قد تراجعت بنسبة تتراوح ما بين 50% و 70%. أما بخصوص السبب الرئيسي لهذه الأزمة السياحية، فإنه يتجلى في أن السياح يتنقلون بميزانيات محدودة وهذا ما جعل العديد من الدول: اليونان، إسبانيا وإيطاليا، حيث تعتبر السياحة مصدراً أساسياً للدخل، تعرف أزمة حقيقية. أيسلاندا تفتخر ومن ناحية أخرى، يبدو أنه في أيسلاندا، حيث الأزمة المالية فجرت بصيص أمل، يؤكد أولوف ير أتلادوتير، المدير العام للمجلس الإيسلاندي للسياحة، أن «انخفاض العملة الإيسلاندية ساهم في انتعاش السياحة». وحول أحد المنتجعات السياحية بإيسلاندا، التي يقال إن مياهه تتوفر على مواد علاجية، يذكر أنه لم يتم اتخاذ الاحتياطات الضرورية إلا بعد مرور شهر من تفشي الأزمة العالمية. وفي هذا الإطار، تعترف المنظمة العالمية للسياحة أن تدهور السياحة في أوربا بالإضافة إلى التراجع الاقتصادي، وصل إلى تلك المرحلة من السوء التي كان الجميع يتوقعها. ويعتبر قطاع السياحة الأوربي الأكثر تضرراً بعد التضرر الذي عرفه نفس القطاع في الشرق الأوسط خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2009، بحيث تراجعت المداخيل بنسبة 10%. وعلى الرغم من ذلك، فإنه مازالت الرغبة في السفر عند الكثيرين، لكن عدم توفر الوسائل اللازمة يحول دون القيام بذلك. ويؤكد مدير الأسواق في المنظمة العالمية للسياحة التابعة للأمم المتحدة أنه «عموماً، فإنني لن أترك الوقت يمر دون أن أسافر، لكنني سأعمل على تعديل نفقات سفري». وبسبب الأزمة العالمية، فإن أغلب السياح يميلون إلى وجهات سياحية، حيث العملة منخفضة، المغرب وتركيا لأن العديد منهم يبحث عن أحسن الفرص، متمنين أن تخفض الفنادق من أسعارها، وأن يشتروا هدايا تذكارية بأقل ثمن كتلك التي يبيعها نتاراس في أثينا.