حيوية وحركة ونشاط، لهو ومرح، شبان وشابات وأفراد أسر بأكملها، البعض يزاول رياضة كرة القدم، وآخرون يلعبون كرة المضرب، بينما اختارت فئة أخرى لعب الورق تحت المظلات الشمسية أو مطالعة المجلات والجرائد، أو الارتماء في أحضان الأمواج.. القاسم المشترك بين الجميع الذي دفعهم الى التوجه ذلك اليوم الذي يصادف الاثنين 17 غشت الجاري، إلى شاطىء عين الذئاب هو البحث عن الاستجمام واتقاء حرارة الصيف الشديدة، دون أن يتبادر إلى أذهانهم أن الأجواء العادية التي كانوا ينعمون بها ستتحول إلى حالة استثناء بعدما كسر روتين المكان صراخ وعويل وعبارات للتحذير وأخرى للاستغاثة تطالب بإنقاذ شاب يتعرض للغرق! كانت الساعة تشير إلى حوالي منتصف النهار، عندما هَبَّ عدد من المصطافين يطلبون من عناصر الوقاية المدنية عند المدخل 3 بالتحرك على وجه الاستعجال من أجل إنقاذ شاب احتضنته أمواج عين الذئاب بين ثناياها وأبت أن تفارقه فشرعت تتقاذفه ذات اليمين وذات الشمال قبل أن يتوارى عن الأنظار، إلا أن مفاجأتهم ستكون عظيمة وهم يعاينون وفق شهادات لبعضهم لامبالاة وتعاملا معهم ومع الوضع باستخفاف، ولم تحرك النداءات ساكناً، الأمر الذي دفع عدداً من شباب المنطقة إلى الارتماء بدورهم بين أمواج البحر للبحث عن الشاب الذي كان يدعى قيد حياته اسماعيل بلحداد ويبلغ سنه حوالي 18 سنة ويقطن بدوار سي غانم بنفس المنطقة، مستعملين عدة وسائل مطاطية وغيرها، واستمروا على نفس المنوال حوالي 3 ساعات إلى غاية الثالثة والنصف بعد الزوال، دون أن تسعفهم قواهم وجهدهم في العثور على الشاب الذي لفظته الأمواج بعد أن فارق الحياة! الوضع المؤلم لم يستسغه عدد ممن عاينوا الواقعة، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج على عناصر الوقاية المدنية، محملين إياهم المسؤولية ومطالبين منهم التعامل بجدية مع أرواح المواطنين، إلا أنهم سيتفاجأون ببعض رجال الأمن يقومون باعتقال عدد منهم وتم نقلهم إلى مقر الدائرة الأمنية قبل أن يحالوا على ولاية الأمن! تصريحات عدد من المواطنين ممن التقتهم الجريدة أكدت على أن بعض عناصر الوقاية المدنية لا يتحلون بالمسؤولية اللازمة، فعدد منهم يمضي وقته في لعب الكرة أو معاكسة الفتيات أو غيرها من السلوكات التي يغلب عليها الطابع اللا أخلاقي، مطالبين من الجهات المسؤولة اختيار أشخاص للقيام بهذه المهمة النبيلة بعناية فائقة حتى لا تُزهق أرواح الأبرياء في غفلة عنهم واعتماد المهارات في انتقائهم والدراية بالشاطىء، مشددين على أن عدداً من الشبان من سكان المناطق المحيطة بعين الذئاب على سبيل المثال لا الحصر، هم أدرى من غيرهم بالبحر وتفاصيله وخباياه.