عاد الربابنية التابعون لشركة الخطوط الملكية المغربية زوال أمس الى استئناف اضرابهم الى غاية 20 غشت القادم بعدما لم يتوصلوا بأي أشعار من الادارة للعودة الى طاولة الحوار، وذلك بعدما عادت حركة النقل الجوي، ابتداء من الساعة الثامنة من صباح يوم أمس الإثنين إلى استئناف حالتها الطبيعية بشكل تدريجي. الابراهيمي جلال المسؤول عن التواصل بجمعية الربابنة أعلن أن أملهم كان كبيراً في أن تستدعيهم الإدارة العامة صباح أمس لاستئناف الحوار ولكنهم إلى حدود الساعة الواحدة بعد الزوال لم يتوصلوا بأية دعوة. وعزا الابراهيمي العودة الى الاضراب الى امتناع الادارة عن سماع صوتهم حيث تم صباح أمس إعفاء مجموعة من الربابنة من القيام بالرحلات المبرمجة تحت دريعة الشركة ستسنأتف العمل بالطائرات المكتراة. وكانت موجة الإضرابات التي نفذها الربابنة قد كبدت مجموعة الخطوط الملكية المغربية خسائر توازي تقريباً كلفة شراء طائرة جديدة من نوع بوينغ، وبعد أن عانى المسافرون، وخاصة منهم أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من طول الانتظار في شروط أفقدت خطاب مؤسسة محمد السادس ومؤسسة الحسن الثاني مصداقيته، وبعد أن شملت المعاناة حتى المعتمرين والسياح ورجال الأعمال، صار من المرتقب أن تستعيد الرحلات نظاميتها بشكل تدريجي إذا تفادى الربابنة الدخول في حركة إضرابية جديدة. والجدير بالذكر أن الموسم الحالي يتميز بوضعية استثنائية، تمثلت في كون عطل الجالية المغربية المقيمة بالخارج تزامنت مع موسم العمرة. وإذا كان من الممكن جبر الضرر المالي الذي ستتكبده الخطوط الملكية المغربية بفعل إضراب الربابنة، فإنه من الصعب استعادة المكانة التي اكتسبتها الشركة في الأوساط الدولية، خاصة أن الانتقائية التي مارستها بعض وسائل الإعلام الدولية في تعاملها مع ملف إضرابات الربابنة، سعت إلى تشويه صورة الشركة وتناست بأن زبناء شركات أوربية عملاقة من قبيل الخطوط الفرنسية يعانون إبان فترات الإضراب من ظروف أسوأ مما عانى منه زبناء الخطوط الملكية المغربية رغم أن موسمي العمرة والحج لا يكون لهما أي تأثير يذكر على الطلب في أوربا. وعلى صعيد آخر، سجلت العديد من المطارات المغربية أمس، حالة من التعثر في الرحلات الجوية المتوجهة لعدد من الدول العربية والغربية، وعدم احترام لمواقيت الاقلاع. وفي هذا السياق، عبر عدد من المسافرين المتوجهين إلى باريس عبر مطارالرباطسلا، على متن رحلة رقم (أ.ت: 780) في اتصال هاتفي بالجريدة، عن استيائهم للطريقة التي تم بها التعاطي مع تأخر إقلاع طائرتهم التي كانت من المنتظر أن تغادر في الساعة التاسعة من صباح أمس، واصفين الوضعية التي عليها المسافرون المغاربة في المطار ب«المسيئة» لسمعة المغرب. وقالت سيدة فرنسية مسجلة على نفس الرحلة، في تصريح للجريدة، لقد وصلنا الى المطار ساعتين قبل موعد اقلاع الطائرة، اي حوالي السابعة صباحا، وتم تسجيلنا جميعا وسحبت امتعتنا غير انه الى حدود منتصف النهار لم نتمكن من المغادرة مما سيمنعنا من الوصول سواء إلى بيوتنا أو عملنا في الوقت المحدد. وقال مواطن مغربي مقيم في باريس، أن شح المعلومات حول حقيقة الوضع وتعدد المخاطبين بالمطار «زاد من درجة توترنا وبدأ يبدد صورة المغرب الجميل في ذاكرتنا»، مضيفا أن وجود أطفال صغار ومسنين مصابين بداء السكري بين المسافرين زاد هو الآخر من تشنج الوضع بين الزبناء والشركة. ينضاف هذا الحادث إلى ماوقع أول أمس للرحلة AT5010 التي بقيت عالقة بمطار مراكش، لما يزيد عن 15 ساعة، عانى خلالها المسافرون «عذابا حقيقيا» من طول الانتظار بردهات المطار. حيث ظل المسافرون، مغاربة وفرنسيين، عالقين بقاعة المغادرة منذ الرابعة بعد زوال يوم السبت، حيث كان مقررا أن تصل طائرتهم إلى مطار أورلي الدولي في حوالي الساعة 20.40 من نفس اليوم، غير أنها لم تنزل بهذا المطار إلى غاية الثانية والربع من بعد زوال يوم الأحد!! وفي تعليقها على حوادث التأخير هذه، قالت رجاء بنسعود، المسؤولة عن الاتصال بالخطوط الملكية المغربية، في اتصال بها، أن هذا الوضع الذي يعيشه مطار الرباطسلا، ليس استثناء، بل تعيشه كل المطارات بالرغم من توقيف الاضراب، إذ أنه واحد من نتائج التوقف عن العمل منذ مدة، وأحد تجليات مشاكله التي لايمكن ايجاد حلول مباشرة لها. ومن جانبه استغرب، جلال اليعقوبي، رئيس جمعية ربابنة الجو لاستمرار «وضع الاضراب وأجوائه» إلى حدود الآن بالرغم من وقف الاضراب منذ الثامنة صباحا من اليوم [أمس]، مستطردا أن كل المشاكل سيتم حلها في حينها.