عقدت جمعيات مرضى السيلكوز اجتماعا مع عامل إقليم جرادة يوم الثلاثاء 11/08/2009 . وقد تمحور الاجتماع حول الوحدة الصحية ابن رشد المختصة في معالجة هذا النوع من المرض المهني، كما تم تناول مشكل الأدوية التي ظهرت فجأة وبكميات كبيرة ، بعدما كانت تعرف شحا كبيرا مما يطرح علامة استفهام حول هذا الطارئ المفاجئ . ويبدوان مرضى السيلكوز متشبثون بهذه الوحدة الصحية بعد أن كانت هناك محاولة لنقلهم إلى المستشفى الإقليمي ، حيث يعتبرون أن الاتفاقية الاجتماعية المبرمة في شهر فبراير من سنة 1998 نصت على مجانية العلاج لفائدة مرضى السيليكوز، وقد تم بموجب هذه الاتفاقية الموقعة بين النقابات ووزارة الطاقة والمعادن ، تخصيص المركز الصحي ابن رشد لتقديم الخدمات الصحية للمصابين بالمرض المهني ( السيليكوز) المتواجد بكثرة بهذه المدينة المنجمية. وكانت السلطة الإقليمية من جانبها في شخص عامل الإقليم السابق قد ألحت على تطبيق بنود الاتفاقية وعدم التفريط في المركز الصحي ابن رشد أثناء زيارة العامل السابق للمستشفى الإقليمي وخلال لقائه بمندوب الصحة . وتسعى الجمعيات إلى ضمان الالتزام بالاتفاقية من خلال لقائها بالعامل الحالي . وفي موضوع تنفيذ هذه الاتفاقية، سبق أن وجه وزير الصحة في حكومة التناوب الى مندوبي الوزاراة على المستوى الوطني، مراسلة مؤرخة بتاريخ 11 غشت 1999 تفرض التزام الوزارة بالاتفاقية والعناية الصحية بمرضى السيليكوز المنتمين لشركة مفاحم المغرب ، وتحث المراسلة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكين هذه الشريحة من الاستفادة من مجانية العلاج بالمركز الصحي ابن رشد والمستشفيات والمراكز الصحية خارج مناطق جرادة ، لكن المستجد الحالي لهذه الشريحة التي لا يمكن أن تستغني عن الإنعاش بالأوكسجين المفقود لعدة شهور بسيارات إسعاف أقرب مستشفى إقليمي لجرادة ، يعكس هدما لنصوص الاتفاقية ولدورية عبد الواحد الفاسي في حكومة التناوب التي كانت صريحة في محتواها ومنسجمة مع نص الاتفاقية ، هذا بعد أن بدأت هذه الوحدة الصحية تفقد تدريجيا دورها الحقيقي وتتلاشى خدماتها ، من خلال تهريب خدماتها إلى المستشفى الإقليمي لدوافع ليست بالخفية على حساب حقوق مرضى السيليكوز وعلى حساب الاتفاقية . وقد أكد جواب وزير الصحة السابق بيد الله عن سؤال النائب البرلماني راشدي المختار على محتوى الاتفاقية بالتفصيل، مركزا على استمرارية الوحدة في أداء وظيفتها دون إخلال بأي بند من البنود ، وهذا بعد أن لاحظ مرضى السيليكوز تردي الخدمات المقدمة إليهم ، وهنا تمت الإشارة إلى الجمعية التي جاءت ضمن الاتفاقية على أساس تقديم التاطير والخدمات للمرضى والتي كانت تتلقى المساعدات الداخلية والخارجية في سياق مساعدة مرضى السيليكوز المرض المهني الفتاك ، حيث تساءل المرضى عن غياب الأدوية وافتقادها في لحظات كثيرة ، حيث كانوا يلجؤون إلى شرائها من جيوبهم المنهوكة . وقد ظلت تطرح أسئلة وشكوك كثيرة تشير إلى أن هناك تلاعبات ، فقد تمت الإشارة إلى أن الأدوية والمساعدات كانت تهرب إلى جهة معينة - تحت ذريعة أنها تتعرض للسرقة - قبل العودة بها مؤخرا إلى المستشفى ، مما يستدعي التدقيق والمحاسبة ضمانا لحقوق هذه الشريحة المتضررة . من جهته عبر دوما المجتمع المدني والحقوقي عن رفضه لإجراء تهريب مرضى السيليكوز إلى المستشفى الإقليمي لإعدام هذه الوحدة الصحية التي اعتبرت من أهم المكاسب التي لا يزال عمال شركة مفاحم المغرب سابقا يتشبثون بها ، فقد اعتبر الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذا التصرف اعتداء على ملف حقوقي إنساني، تؤسس له بنود اتفاقية صريحة ، والتشبث بما نصت عليه بجعل المركز الصحي ابن رشد وحدة صحية متخصصة للمرض المهني مع ضمان مجانية العلاج واستمراريته، مطالبا بتحسين الخدمات الصحية الضرورية وتعيين طبيب متخصص في هذا النوع من المرض . وكانت تنسيقية الدفاع عن مدينة جرادة قد اعتبرت تحويل هذه الخدمات الصحية إلى المستشفى الإقليمي تجاوزا لما نصت عليه الاتفاقية ، وتشبثت بدورها بالوحدة الصحية ابن رشد على اعتبار أنه تم الاحتفاظ بها وفق الاتفاقية الاجتماعية ، متسائلة عن مصير ممتلكات الوحدة من أجهزة طبية وأسرة وقارورات الأكسجين التي وفرتها شركة مفاحم المغرب للوحدة الصحية ، وعن مصير سيارة الإسعاف الخاصة بالمرضى التي أنفقت على تجهيزها ملايين سنتيمات ؟ حيث يتم الترويج للتخلي عنها تحت ذريعة عدم توفر الوقود ...!!! في حين ترى اطر سياسية ونقابية وجمعوية من أبناء مدينة جرادة أن المدينة تتعرض للنهب الممنهج وبشتى الطرق، بمساهمة عدة أطراف ويطال كل مخلفات شركة مفاحم جرادة سواء على المستوى المادي والمعنوي ،وتدمير كل ما يربط المدينة بماضيها المنجمي ...