ما يزال عمال شركة "مفاحم المغرب"، بجرادة، يخوضون اعتصاما مفتوحا، منذ 26 أكتوبر الماضي، احتجاجا على إغلاق مستشفى ابن رشد، حوالي 8 أشهر، المتخصص في علاج مرض (السيليكوز) الناجم عن العمل في الفحم الحجريعمال المناجم يحتجون (خاص) في وقت يفتقدون إلى وحدة صحية بديلة تمكنهم من تلقي العلاج، بعيدا عن الإكراهات الصحية والنفسية، التي يتخبطون فيها. يلح عمال شركة "مفاحم المغرب"، على الاعتصام أمام مستشفى ابن رشد، المحدث في إطار الاتفاقية الاجتماعية بين الحكومة والنقابات، بتاريخ 17 فبراير 1998، إثر إغلاق شركة "مفاحم المغرب"، باعتبار أن وضعهم الصحي المتأزم مقابل تقدمهم في السن، لا يترك لهم خيارا آخر، غير الاحتجاج على إغلاق المستشفى الوحيد بالإقليم، رغم افتقاره للتجهيزات والآليات اللازمة لمعالجة مرض (السيليكوز)، الذي يصيب العمال، جراء العمل في الفحم الحجري المكون من المواد الكيماوية. الحق في الاستشفاء واعتبر العمال المعتصمون إغلاق المستشفى إجحافا في حقهم، بعدما عملوا لسنوات طوال في شركة المفاحم، التي جنوا من العمل فيها مرضا مزمنا (السيليكوز)، شوش على حياتهم الاجتماعية المتردية، وعمق معاناتهم النفسية. كما لم يستسغ العمال المعتصمون، حرمانهم من متابعة العلاج بالمستشفى الوحيد في الإقليم، رغم أنه أحدث لغرض علاجهم بعد إغلاق الشركة، مؤكدين أن أي عامل في شركة الفحم إلا ويعاني مرض (السيليكوز)، ما يعني ضرورة توفير مرفق صحي يتكلف بعلاج مرضى (السيليكوز). وأكد العمال من خلال اعتصامهم أنهم متشبثون بحقهم في الاستشفاء من المرض، وكلما طال إغلاق المستشفى، كلما تدهور وضعهم الصحي، خاصة أن الظروف، التي يعتصمون فيها (برد قارس)، تعمق معاناتهم الصحية على نحو يهدد حياة معظمهم. وأفاد العمال بأنهم غير مستعدين للتنازل عن أبسط حقوقهم، وهو تلقي العلاج وفق ما تمليه الاتفاقية الاجتماعية في هذا الإطار، في إشارة إلى أن تجاهل مطلبهم الرئيسي، الذي يكمن في إعادة فتح المستشفى، هو مطلب مشروع لا نقاش فيه، إذ أنه لم ينشأ إلا لمعالجة عمال المفاحم، أي أنه ليست هناك مبررات لإغلاقه فجأة، ومعظم سكان إقليم جرادة هم عمال مرضى بالسيليكوز. تصعيد الاحتجاجات من جهته، قال جمال علاي، رئيس "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع جرادة"، ل"المغربية"، إن العمال عازمون على تصعيد النضال، في حالة تجاهل مطلبهم في إعادة فتح مستشفى ابن رشد، باعتبار أن هذا المستشفى أحدث بغرض معالجة الأمراض المهنية الناجمة عن الاشتغال في الفحم الحجري، ومن غير المنصف إقصاء العمال من الاستفادة من الخدمات الصحية، التي كان يوفرها المستشفى سابقا، مضيفا أن "وضع العمال المعتصمبن (حوالي 150)، الذين يتراوح سنهم ما بين 40 و80 سنة، ينذر بوقوع كارثة إنسانية، بسبب صراعهم اليومي مع مرض (السيليكوز) الذي أنهك قواهم، ولم يعودوا يجدون له بدا غير التشبث بأحقية علاجهم منه. كما أفاد علاي أن "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع جرادة"، "تحمل المسؤولية للجهات الوصية، إذا ما وقع مكروه للعمال، بسبب اعتصامهم المفتوح أمام مستشفى ابن رشد، المغلق في ظل ظروف اجتماعية ونفسية وصحية جد حرجة. ودعا العمال المعتصمون، إدارة شركة "مفاحم المغرب" إلى ضرورة تسوية ملف التقاعد والأمراض المهنية في أقرب وقت ممكن، لأن واقع حالهم لا يبشر بالخير.