قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إن أجهزة الأمن التابعة لحكومته اضطرت إلى التحرك ضد ما جرى في رفح من قبل جماعة «جند أنصار الله». وبرر هنية ذلك التحرك بأن الجماعة كفرت حكومته واستحلت الدماء. من جهتها أدانت منظمة التحرير الفلسطينية الأحداث وحملت حركة حماس مسؤولية ما جرى. وقال هنية في مؤتمر نظمته نقابة المعلمين بغزة إن عناصر جماعة «جند أنصار الله» بغوا على الحكومة ووصفوها بأنها مرتدة وحملوا السلاح ضدها وفجروا أنفسهم في عناصر الشرطة. واتهم رئيس الحكومة المقالة جهات لم يسمها باستغلال بعض الشباب لتغذية أفكار غريبة تقوم على التكفير واستحلال الدماء بعد فشل الحصار والحرب على غزة، داعيا الشباب إلى البعد عن التفكير السلبي وانحراف البوصلة. وقال «الاشتباكات التي جرت في رفح فرضت علينا من إخوة كفرونا وقتلوا منا». وكان هنية قد نفى في خطبة الجمعة أول أمس وجود أية جماعات أو عناصر خارجية في قطاع غزة وقال إن القطاع ليس فيه إلا المجاهدون الفلسطينيون، في حين كان زعيم جماعة جند أنصار الله عبد اللطيف موسى يعلن خلال خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية برفح جنوبي القطاع إقامة إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس ويهاجم الحكومة المقالة وحركة المقاومة الإسلامية «حماس». واتهمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السبت حركة حماس بتكرار التجربة الصومالية والأفغانية في القطاع بعد يوم من الاشتباكات الدموية بين عناصر شرطة الحكومة المقالة وعناصر جند أنصار الله التي توصف بالتشدد وبالقرب من تنظيم القاعدة. وقال بيان صادر عن اللجنة التنفيذية بعد اجتماع لها في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن حركة حماس «تتيح المجال أمام تحويل بيوت الله إلى مراكز حزبية وفصائلية لترويج الدعاية للتطرف والكراهية والتحريض ضد كل من يخالفها في الرأي والاجتهاد بما فيه الدعوة إلى القتل». وأدانت اللجنة التنفيذية «أعمال القتل والتدمير التي ترتكبها حركة حماس وعصابات دخيلة على وطننا أنشأتها حماس وفتحت لها الأبواب والأنفاق للتسلل إلى قطاع غزة». وقال البيان إن حماس مولت تلك «العصابات» وتركتها تشارك في تحويل «جزء عزيز من وطننا إلى مرتع لتخريب حياة الشعب وتمزيق وحدته وفرض أفكارهم المجنونة والعابثة باسم الدين الحنيف»، ودعت اللجنة في بيانها أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوقوف في وجه «هذا الإجرام». وفي وقت سابق أعلنت حماس سيطرتها على الأوضاع في رفح بعد مقتل زعيم الجماعة عبد اللطيف موسى الذي يسميه أتباعه أبا النور المقدسي، ولكن وزارة الداخلية في الحكومة المقالة حظرت على وسائل الإعلام الوصول إلى المنطقة بدعوى «الحفاظ على الأمن العام». وكان مصدر أمني من حماس قد أكد أنه تم دهم بيت عبد اللطيف موسى في رفح وأثناء العملية حصل انفجار ضخم. وقد توعدت الجماعة بالثأر لزعيمها. واندلعت المواجهات الجمعة عندما اقتحمت قوات الأمن مسجد ابن تيمية الذي تحصن فيه مسلحو جماعة جند أنصار الله، بعد أن أعلن موسى إمام المسجد في خطبة الجمعة قيام إمارة إسلامية في قطاع غزة انطلاقا من رفح. وتعليقا على إعلان موسى قيام إمارة إسلامية ومطالبته الحكومة المقالة بالخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية، قالت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة «إنه يبدو أنه أصيب بلوثة عقلية». وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن إعلان موسى تعبير عن انزلاق فكري، وشدد على أنه غير مسموح لأي جهة أو أفراد بأخذ القانون باليد، فهذه مسؤولية الجهات الأمنية. من ناحيته قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة إن عبد اللطيف موسى كان على علاقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية السابقة. مصدر من حماس ، طلب عدم ذكر إسمه قال إن الحكومة الفلسطينية المقالة حصلت على وثائق قبل مهاجمة معقل «جند أنصار الله» في رفح تؤكد سعي الجماعة لمهاجمة المقار الأمنية في قطاع غزة واستهداف قياديين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتثبت حصولها على أموال من دولة عربية ومن مقربين من محمد دحلان النائب عن حركة التحرير الفلسطينية (فتح). وقالت نفس المصادر إن الحكومة المقالة ستعقد مؤتمرا صحفيا بغزة تعلن فيه هذه المعلومات ومعلومات أخرى يتم التحقق من صحتها. وكانت جماعة جند أنصار الله قد ظهرت أواخر العام الماضي واتهمت بالوقوف خلف تفجيرات استهدفت أعراسا ومحلات إنترنت ومحلات حلاقة نسائية بدعوى مخالفتها الشرع لكنها نفت مسؤوليتها عن ذلك. وكانت الجماعة تبنت تفجير حفل زفاف قبل نحو شهرين كان يحضره أقارب لدحلان في مدينة خان يونس، وجرح فيه العشرات. وحاولت الجماعة قبل عدة أسابيع تنفيذ هجوم على موقع إسرائيلي بواسطة شبان يمتطون خيولا قتلوا قبل اقترابهم من السياج الأمني بقصف إسرائيلي.