أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية أن أجهزة الأمن التابعة للحكومة اضطرت إلى التحرك ضد ما جرى في مدينة رفح جنوب قطاع غزة من قبل المجموعة المسلحة التي أعلنت قيام إمارة إسلامية ابتداء من مدينة رفح. وأضاف هنية خلال كلمة في مؤتمر نظمته نقابة المعلمين في غزة، أول أمس السبت، "إن عناصر الجماعة بغوا على الحكومة ووصفوها بالمرتدة وحملوا السلاح ضدها وفجروا أنفسهم في عناصر الشرطة".. متهما جهات لم يسمها باستغلال بعض الشباب لتغذية أفكار غريبة تقوم على التكفير واستحلال الدماء بعد فشل الحصار والحرب على غزة , داعيا الشباب إلى "البعد عن التفكير السلبي والانحراف". وكان زعيم الجماعة عبد اللطيف موسى أعلن خلال خطبة الجمعة الأخيرة في مسجد ابن تيمية في رفح جنوب القطاع عن إقامة ما أسماه بإمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس وهاجم الحكومة المقالة في غزة. و اندلعت مواجهات مسلحة منذ مساء يوم الجمعة الماضي بين المسلحين والمتحصنين في المسجد مع عناصر من قوة تابعة للشرطة الفلسطينية في رفح ما أدى إلى مقتل 22 شخصا من ضمنهم زعيم الجماعة وإصابة أزيد من 120 آخرين حسب حصيلة لمصالح الإسعاف الفلسطينية. وقال وزير الداخلية في حكومة إسماعيل هنية المقالة، "الجماعة التكفيرية" حاولت زعزعة استقرار البلد وأمنه، وفي الأثناء، ارتفع عدد قتلى الاشتباكات الأخيرة بين شرطة حركة حماس وعناصر في تنظيم "جند أنصار الله" إلى 22 قتيلاً، بينهم زعيم الحركة عبد اللطيف موسى المعروف باسم "أبو النور المقدسي". وشيعت "حكومة" حركة حماس في قطاع غزة 7 قتلى سقطوا خلال الاشتباكات مع الحركة السلفية الجهادية، التي وصفتها حماس بأنها "حركة تكفيرية." وفيما قالت حركة حماس إن موسى ومرافقيه "انتحروا"، ذكرت مصادر أن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، قامت بتفجير منزله وإلحاق أضرار جسيمة بمسجد ابن تيمية، جراء تعرضه للقصف بقذائف الهاون، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". غير أن القيادة الفلسطينية في رام الله أكدت أن ما يحدث هو "نتاج طبيعي للانقلاب الذي قسم الوطن، ولغياب السلطة الشرعية وسيادة القانون وللسياسة الظلامية القمعية التي يتبعها انقلابيو حماس"، مضيفة أنها "تقمع حرية الرأي والتعبير لصالح حكم الحزب الواحد وتعتمد سياسات ظلامية تخلق مناخا وتشجع قيام جماعات متطرفة بعيدة عن الدين الحنيف وعن قيم شعبنا ومثله العليا". وأعلنت "ألوية الناصر صلاح الدين" الذراع المسلح للجان المقاومة الفلسطينية عن تفجير عبوة ناسفة وإلقاء قنبلة يدوية على قوة إسرائيلية توغلت فجر أمس الأحد شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الألوية قولها في بيان لها "إن هذه العملية تأتي ردا على التوغلات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة ,حيث تجري قوات الاحتلال بشكل يومي مسحا للمنطقة شرق "كرم أبو سالم" وحتى "كيسوفيم". من جهة أخرى، اشترطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التوصل لاتفاق للمصالحة الوطنية الفلسطينية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في تصريح صحفي يوم أول أمس السبت إن الانتخابات تحتاج إلى اتفاق على تسمية اللجنة الانتخابية ومحكمة الانتخابات. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أكدت في وقت سابق أن الخيار الوحيد المفتوح أمام نجاح الحوار الوطني يتمثل في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ولعضوية المجلس الوطني في موعدها المحدد لها في مطلع 2010.