أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية استعداد حكومته لإجراء محادثات عاجلة مع قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله والمسؤوليين المصريين في العاصمة المصرية القاهرة من أجل الاتفاق على إدارة معبر رفح البري ووضع الترتيبات اللازمة. ونفى هنية في كلمة متلفزة بثتها فضائية من غزة الأربعاء 23-1-2008، رغبة حكومته في الاستفراد بإدارة شؤون معبر رفح وباقي معابر قطاع غزة، داعياً إلى اتفاق فلسطيني مصري لإنهاء أزمة ترتيبات فتح معبر رفح من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة. وأكد أن ما جرى ويجري في قطاع غزة رسالة عن أن الاحتقان بلغ مداه وأن الحصار لا يمكن أن يستمر وأن مطلب الشعب الفلسطيني الوحيد ليس إدخال كميات قليلة من الوقود أو الغذاء في خطوة مجتزأة غير كافة وغير مقبولة فالمطلب الفلسطيني هو بإنهاء الحصار كلياً وفتح المعابر خاصة معبر رفح . وشدد على أن مصر هي بوابة العمق الإستراتيجي لقطاع غزة، مشيداً بمواقف مصر حكومةً وشعباً وأحزاب وعلماء تجاه الشعب الفلسطيني، وبموقف الأمن المصري بمواجهة مسيرة النساء الفلسطينيات أمام معبر رفح التي كانت تعبير جماهيري عن السخط من الحصار وليست رسالة احتجاج ضد مصر أو قيادتها . وجاءت تصريحات هنية بعد سماح مصر باجتياز عشرات ألاف من مواطني قطاع غزة بعبور أراضيها دون أي اعتراض من قبل قوى الأمن المصرية، من اجل التزود بالمواد الأساسية والغذائية والأدوية التي يعاني قطاع غزة من نقص حاد فيها جراء الحصار الإسرائيلي. احتقان متصاعد وأشار هنية إلى التحذيرات السابقة بأن الحصار باستمراره يخلق واقعا معقدا ويعمق من المعاناة، لافتاً إلى أن حكومته خاطب الدول العربية والأوروبية لوضعهم في صورة هذا الوضع ومطالبتهم بالتحرك لأن كل شيء خلا في غزة إلا العزة والكرامة (..) والشعب ما عاد يحتمل هذه الحصار . وهاجم هنية بشدة المواقف والتصريحات بعض القيادات الفلسطينية التي تظهر لتبرير استمرار الحصار وتبرر عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، داعياً كافة الأطراف إلى قراءة ما يجرى بشكل متأني ودراسته. ورداً على اعتبار صواريخ المقاومة هي السبب في الحصار والعدوان على غزة، تساءل هنية هل الاجتياحات الإسرائيلية التي تجرى يوميا في الضفة الغربية واغتيال عناصر المقاومة الفلسطينية ناتجة أيضا عن إطلاق صواريخ ، مشدداً على أن ذلك كذبة كبيرة يستخدمها الاحتلال لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وعزله عن محيطه العربي والإقليمي. وشدد هنية على رفض شروط رفع الحصار وإن كان الحصار قاس ومؤلم على الشعب الفلسطيني فإن التنازل والتفريط بالثوابت أكثر ألما وقسوة . وجدد هنية التأكيد على التزام حكومته بالتوصل إلى تهدئة مع (إسرائيل) لكن الاحتلال يمعن في جرائمه وعدوانه ويرفض التهدئة المتبادلة والمتزامنة والشاملة . ضوء اخضر من جهة أخرى، اتهم هنية الرئيس الأمريكي جورج بوش بمنح (إسرائيل) الضوء الأخضر خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة والأراضي الفلسطينية خاصة لشن مزيد من التصعيد العسكري ضد الشعب الفلسطيني وتشديد الحصار عليه. وقال: لطالما حذرنا من مؤتمر أنابوليس وزيارة بوش إلى المنطقة وتحديدا إلى الأراضي الفلسطينية ستكون مدخلا لعدوان جديد على الشعب الفلسطيني وسيمنح بوش الضوء الأخضر للاحتلال لتشدد من ضرباتها وعدوانها وحصارها في الضفة الغربية وقطاع غزة . وأضاف ما حذرنا منه وقع حيث ارتكبت المجازر على أرض غزة وقتل بالتقسيط يتم يومياً في مناطق مختلفة من القطاع الصامد، واجتياحات متواصلة واغتيالات مركزة لكوادر المقاومة في الضفة الغربية، وهذا التصعيد العسكري ما كان ليكون بهذه الوحشية لولا الضوء الأخضر الذي منحه بوش . في المقابل، أشاد هنية بصمود الشعب الفلسطيني أمام هذا التصعيد والعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية وداخل أراضي عام 48، كما أشاد بالهبة الجماهيرية العربية واسعة النطاق لنصرة الشعب الفلسطيني وتضامنا معه وللمطالبة برفع الحصار ووقف العدوان. وشدد رئيس الوزراء على أن رسالة مسيرات الجماهير العربية في مختلف البلدان العربية زادت الفلسطينيين قوة وتماسكاً وثباتاً مع ثباتهم وقدمت رسالة بأن الشعوب العربية لن تسمح باستفراد الاحتلال الإسرائيلي في الشعب الفلسطيني لزيادة معاناته وعذاباته. وحيا هنية المؤتمر الوطني الفلسطيني المنعقد في العاصمة السورية دمشق، مؤكداً أنه رسالته هي للتأكيد على الوحدة الوطنية والتمسك بالحقوق الوطنية وعدم التفريط بأي حق من الحقوق الفلسطينية، مجدداً التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية في مواجهة العدوان والحصار الإسرائيلي.