يمكن القول وبدون مبالغة أن الدراسات والإحصائيات التي يسهر على جمعها وتقديمها في قالب معرفي قابل للتداول أظر وموظفو مديرية الاحصاء التابعة للمندوبية للتخطيط عمل ليس فقط إيجابي ولكن وطني لكونه يقربنا من بعض الحقائق التي غالبا لا تغيب عن المواطن العادي، بل كذلك على الصحافي والسياسي، بالاضافة الى أنها تسهل عمل الباحث الاجتماعي. ضمن النشيرة الشهرية للمندوبية السامية للتخطيط لشهر مارس وجدنا المعطيات التالية حول الولوج الى الطريق المعبدة بالنسبة لساكنة البوادي التي كان جزءا كبيرا منها محروما من هذا الولوج. ندرج هذه المعطيات دعما لمجهودات أطر موظفي المندوبية واعترافا لهم بالجميل وكذا تعميم الاطلاع على هذه المعطيات من طرف الباحثين والمهتمين والعموم. الولوج إلى الطريق المعبدة في عالم أصبحت فيه الترابطات والمبادلات تحظى بأهمية متزايدة يصعب تصور تنمية حقيقية في غياب شبكة طرقية. بتسهيل ولوج السكان الى الانشطة المدرة للدخل وكذا الخدمات والتجهيزات الاساسية كالتعليم والصحة، تلعب البنية التحتية الطرقية دور رافعة استراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. في المغرب، رغم المجهودات المبذولة منذ الاستقلال والانجازات المحققة، فإن بعض المناطق القروية وخاصة ذات التضاريس الصعبة لازالت تعرف مستويات منخفضة من حيث الولوج الى الشبكة الطرقية. وفي هذا السياق، يوفر الاحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2004 معطيات هامة حول ظاهرة العزلة بالوسط القروي. فالاستمارة المعتمدة في هذه العملية تبرز المسافة الفاصلة بين المساكن الرئيسية القروية وأقرب طريق معبدة. انطلاقا من هذه المعطيات، بلغت نسبة الولوج الى الطريق المعبدة حوالي %35 على صعيد الوسط القروي. وهكذا يضطر ثلثا الساكنة القروية الى قطع مسافة تتعدى الكيلومتر الواحد للوصول الى أقرب طريق معبدة، بحيث تبعد %16 من هذه الساكنة عن الطريق بمسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات في حين ان %14 من هذه الساكنة تبعد عن الطريق بمسافة تفوق العشر كيلومترات. حسب الجهات، وبنسبة ولوج تقدر بحوالي %25، يمكن اعتبار الساكنة القروية لجهات طنجة تطوان وتازة الحسيمة تاونات ومراكش تانسيفت الحوز الاكثر تضررا من ظاهرة العزلة خلافا لجهات العيون الساقية الحمراء والدار البيضاء الكبرى ووادي الذهب الكويرة والغرب الشراردة بني احسن التي يبلغ مستوى الولوج الى الطريق المعبدة بها على التوالي %70 و%67 و%56 و%52. تظهر الخريطة جانبه توزيعا لنسب الولوج الى الطريق المعبدة حسب الجماعات القروية. ففي قراءة أولية لهذه الوثيقة. تتجلى ظاهرة العزلة كواقع يهم بالأساس المناطق ذات التضاريس الجبلية والشبه الصحراوية. إذ تعرف %16 من الجماعات القروية، ما يعادل %11 من الساكنة القروية، مستويات مرتفعة للعزلة بنسبة ولوج الى الطريق المعبد تقل عن %10. وتعتبر الجماعات القروية الواقعة على الساحل الاطلسي وعلى سهول الشاوية وسايس الاكثر تجهيزا من حيث الشبكة الطرقية المعبدة. حيث تسجل مستويات تفوق %60. وتمثل هذه الجماعات %12 من مجموع الجماعات القروية أي ما يعادل %16 من السكان القرويين. في الأخير، تمثل الجماعات القروية التي تعرف مستوى وسيطا للعزلة (نسبة ولوج تتراوح بين %35 و%60) %28، وهو ما يعادل %31 من الساكنة القروية. أ تعرف نسبة الولوج لكل واحد ترابيبة بقسكة عدد السكان القرويين الذين يبعدون عن أقرب طريق معبدة بمسابة تقل عن الكيلومتر الواحد على مجموع السكان القرويي لهذه الوحدة. من نشرة مديرية الإحصاء