تسابقت دول عدة على شراء اللقاح الجديد الذي سيطور لمكافحة مرض انفلونزا الخنازير، لكن الدول الفقيرة قد لا تحصل على كمية كافية من اللقاحات التي ستنتج بشكل محدود. وبانتظار كمية اللقاحات التي يتوقع إن تكون متوفرة في نهاية شتنبر أو مطلع أكتوبر، اتخذت الحكومات تدابير للجم انتشار فيروس«ايه اتش1 ان1» الذي أدى منذ مارس الى وفاة 800 شخص، من إغلاق تام للمدارس أو المطاعم. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن المختبرات المنتجة للادوية التي تؤمن العلاج لمكافحة هذا الفيروس غير قادرة على إنتاج إلا حوالى 900 مليون جرعة سنويا، في حين يقدر عدد سكان العالم ب 8 ،6 مليار نسمة. وأعربت شركات صناعة الادوية عن تفاؤل حول قدراتها الانتاجية وتحدثت عن انتاج إكثر من ملياري جرعة سنويا، وهي كمية غير كافية لتلبية حاجات8 , 6 مليار نسمة أو ضعف هذه، إذ تبين أن كل شخص يحتاج الى جرعتين. وأعربت دول أمريكا اللاتينية الأكثر تأثرا بالفيروس، حيث بلغ عدد الوفيات 500 ، عن قلقها من الحصول بأنصاف على اللقاح. واستبعدت شركة نوفارتيس السويسرية التي كانت أول من أعلن عن إنتاج كمية من اللقاحات، فكرة منح الدول الفقيرة لقاحات وأنها ستقوم فقط بتخفيض أسعارها. وقال وزير الصحة الارجنتيني خوان مانزور اخيرا «إننا قلقون لتوزيع اللقاح عندما سيكون متوفرا». والارجنتين التي توفي فيها 165 شخصا من جراء انفلونزا الخنازير، ثاني دولة في العالم من حيث ارتفاع عدد الوفيات بعد الولاياتالمتحدة (263 حالة وفاة). وطلبت المكسيك أيضا التي كانت أول دولة تفشى فيها مرض انفلونزا الخنازير وتسبب بوفاة 138 شخصا، بتوزيع اللقاحات بالتساوي على الدول. وأعلنت البرازيل الخميس أنها ستطور لقاحها بمساعدة فرنسا. وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت شان في منتصف يوليوز إن «حصة الأسد لهذه الموارد المحدودة ستذهب الى الدول الميسورة. ومرة أخرى نرى أن الأغنياء هم أول المستفيدين. مرة أخرى نرى أن تأمين الأدوية مرفوض بسبب العجز عن تسديدها». وتحضر الولاياتالمتحدة حملة تلقيح واسعة مع تجارب سريرية اعتبارا من غشت لتطوير لقاح. وفي أوروبا أوصت بريطانيا الأكثر تأثرا بالفيروس في المنطقة (30 حالة وفاة) 132 مليون جرعة لقاح لحوالى60 مليون نسمة ستكون 60 مليونا منها متوفرة قبل نهاية السنة. ووضعت فرنسا والنمسا واستراليا خططا لإطلاق حملة تلقيح جماعية وأوصت ملايين اللقاحات. وتأمل اليابان التي تنتج لقاحها في إنتاج 17 مليون جرعة بحلول نهاية السنة. وقررت دول مثل ألمانيا أمام النقص في اللقاحات، تلقيح شريحة المجتمع الأكثر عرضة للإصابة بأنفلونزا الخنازير. وقال بيتر ووتزلر رئيس الجمعية الألمانية لمكافحة الأمراض المعدية لوكالة فرانس برس «أعتقد أن السباق على التلقيح بين الدول سيء». وبانتظار تطوير اللقاح اتخذت بعض الدول إجراءات جذرية أحيانا كما فعلت مصر عندما تخلصت من 250 ألف خنزير، وهو إجراء وصفه الخبراء الدوليون بأنه غير مجد. واتخذت الصين أيضا تدابير صارمة بعد تجربتها مع انتشار مرض انفلونزا الطيور في 2003 ، وفرضت حجرا صحيا مدته سبعة أيام في الفندق لأي زائر قادم من الخارج تظهر عليه عوارض انفلونزا الخنازير. أما بريطانيا التي واجهت ارتفاعا كبيرا في عدد المصابين خلال أسبوع واحد (100 ألف إصابة) فقد وضعت رقما هاتفيا وخدمة عبر الانترنت للحصول على دواء تاميفلو من دون استشارة طبيب