حبا الله لبلادنانعمة لا تقدر بثمن ،تثير الحسد لدى كثير من الدول،وتجلب إليها عددا لايستهان به من السياح ،غير أن كثيرا من أعداء الطبيعة يَهلكونها إما جهلا أو بشكل مقصود، ومن تلك الطبيعة الرائعة التي تُشد إليها الرِّحال اليوم من الداخل أو الخارج منطقة أوريكة حيث السواقي الطويلة والتي تتلوّى بين الدواوير. ومعروف ان منطقة اوريكة شهدت في الأعوام الاخيرة موجة اعمار حقيقية،سرعان ما خفت لوجود عوامل موضوعية.فعملية البناء أطلقت بشكل هيستيري،وأصبحت المنازل بشكل عشوائي تنتشر بالدواوير كالفطر من دون تصاميم هندسية تراعي الشوارع والازقة وتبليطها وتعبيدهاوالتفكير في الحدائق والمنتزهات والمدارس والمستوصفات والمستشفى والمخافر..والاليات البلدية والاشغال العمومية ومنظومة الصرف الصحي الذي تشكو منه كثير من المنازل. وتلعب السواقي التي تتلوي بين دواوير منطقة أوريكة دورا جماليا يسحر السياح،وكذا دورا حيويا إذ تنفع الناس في توريد حيواناتهم وغسل مواعينهم وربما حتى ثيابهم..غير أنه للأسف،وأمام غياب تثقيف صحي ،يقوم بعض سكان أوريكة بقذف فضلات منازلهم بهذه السواقي الجميلة حتى يصبح أكثرها تملأه الاتربة والاحجار والميكات وحفاظات الاطفال والنساء والشعر ومواد كيماوية لبعض صالونات الحلاقة..مما يهدد الساكنة والماشية في كل وقت وحين بإصابات مرضية. وتسعى الحساسيات والفعاليات السياسية بمنطقة أوريكة اليوم للقيام بجهود لتنمية المنطقة وتحسين أوضاعها بسعيها لحماية المصادر المائية ومنعها من التلوث والحفاظ عليها نقية عذبة وصالحة للاستهلاك البشري والحيواني. ولايخفى ما تستوجبه هذه الجهود الحثيثة للنهوض بواقع اوريكة من كلفة ووقت وميزانية . إن الحاجة اليوم أصبحت ملحة في استغلال الموارد الطبيعية وكذا الموارد البشرية بأوريكة كمنطقة حساسة وتَعد بمستقبل زاهر لبلادنا..فهل تلتفت الجهات المسؤولة لشباب المنطقة بتأمين فرص العمل لهم والعمل على دعمهم،حتى يخدموا بلدتهم على كافة المستويات أولها القيام بمراقبة وحماية المصادر المائية ومنعها من الاصابة بالتلوث من اجل سلامة الساكنة الاوريكية ومن يفد عليها أم ننتظر حتى تُقدم شركة نظافة ذات يوم من الخارج على غرار ما يوجد اليوم بالمدن الكبرى لتطهّر سواقي اوريكة،وتنشر ثقافة مائية بين السكان.