لم تكشف مصادر «الاتحاد الاشتراكي» عما إذا كان الشخص الذي تم اعتقاله مؤخرا من حي «آمالو إغريبن» بخنيفرة له صلة بإحدى الجماعات أو «السلفيات الجهادية»، أو ارتباطات ببعض المبحوث عنهم في ملفات إرهابية، أو أن الأمر مجرد اشتباه فقط في انتمائه لتيارات متطرفة؟ والأرجح أن المحققين ربطوا قدومه من طنجة ب«شبكة تطوان» التي جرى تفكيكها مؤخرا بشمال البلاد، وبالنظر لحساسية الملف تحفظت الجهات الأمنية عن إعطاء المزيد من التفاصيل حول الشخص المعتقل والظروف التي قادت إلى التخطيط لاعتقاله بتنسيق وتعاون بين جهاز الديستي والأمن والدرك. ووفق مصادر متطابقة فإن الشخص (ع.ب )، والمنحدر من قصر تابوعصامت بالريصاني، كان يمارس البيع بالتجوال بمدينة طنجة منذ أواسط التسعينيات إلى حين ترك زوجته وبناته الثلاث، لأسباب لم يتم الكشف عن خلفياتها، وانتقل إلى خنيفرة حيث تزوج من امرأة ثانية وأنجب منها ابنتين أخريين، وبينما ظل بائعا متجولا كعادته، لم تفصح مصادرنا عن دوافع وضع تحركاته تحت المراقبة منذ مدة ليست بالقصيرة، فيما اكتفت مصادر مقربة من التحقيق بالقول إن رصد مثل هذه الحالات يندرج في إطار الحملات التطهيرية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، بين الفينة والأخرى، في سياق التدابير الوقائية والاحتياطات اللازمة. وفي الصباح الباكر ليوم الخميس الأخير 16 يوليوز تكسر سكون إحدى أزقة حي آمالو إغريبن (معناه باللسان العربي: ظل الغرباء) حيث اقتحم «التحالف الأمني» بيت الشخص المشبوه، وتم تفتيشه جيدا قبل العثور به على أشياء عادية مثل كتاب ديني وأشرطة تتضمن خطبا ومواعظ ذات طابع «إسلاموي»، غير أن ما حمل المحققين إلى أخذ أمر الرجل بالشك والريبة جاء مع اكتشافهم لصفحات مكتوبة على شكل مناشير تتضمن كتابات تشيد وتمجد أحداث 11 شتنبر التي قام فيها تنظيم القاعدة عام 2001 بضرب أهداف أساسية في عمق الولاياتالمتحدة الأمريكية! وقد حاول المحققون البحث في الصفحات المذكورة عن أدلة تثبت تورط صاحبها في أنشطة جهادية، وبينما صرح المعني بالأمر إن هذه الصفحات قد تم استخراجها من شبكة الانترنيت للاطلاع والمعرفة، عاد ليقول بأن شخصا مجهولا سلمها إياه بأحد أسواق طنجة، وعندما حاول أحد المحققين استدراجه إلى ما إذا كان شخص طنجة قد سلمه الصفحات لغاية توزيعها من باب اكتساب الحسنات؟ أفادت مصادرنا أنه حرك رأسه بالتأكيد، إلا أنه نفى أن يكون وزع منها شيئا! وبحسب ذات المصادر فإن الأسئلة التي طرحت على هذا الشخص تمحورت أساسا حول علاقته بالجماعات المتطرفة والفكر الجهادي... ومباشرة بعد محادثة هاتفية جرت بين المحققين ووكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة ، نُقل المعني بالأمر إلى حيث سيتم الاستماع إليه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وفي انتظار ما ستنتهي إليه هذه التحقيقات أشارت مصادر مطلعة ، إلى أن هذا الشخص كان «منحرفا قبل دخوله في الطريق الدينية إثر تعرضه لحادثة سير»! وقد جاء هذا «الاعتقال» بعد أيام قليلة من اهتمام الشارع المحلي بخنيفرة بقضية اعتقال امرأة من زنقة وجدة، مخلفة وراءها سحبا كثيفة من التساؤلات والتخمينات المتضاربة، واكتفت حينها مصادر مسؤولة بما يفيد أن هذه المرأة اعتُقلت على خلفية ورود اسمها في ملف أعمال سرقة بوصفها «العقل المدبر».