الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو حذيفة المغربي : السلفية الجهادية بالمغرب مجرد فزاعة
نشر في هسبريس يوم 11 - 06 - 2008

خمس سنوات قضاها أحمد رفيقي في السجون المغربية على خلفية المشاركة في الجهاد الأفغاني، وفي أول حوار معه بعد خروجه من السجن يروي "أبو حذيفة" الطبيب المغربي المجاهد إبان الحرب السوفيتية الأفغانية تفاصيل رحلة الاعتقال وأسبابها وأبعاد الحرب على الإرهاب والمخرج منها. ""
في الحوار الذي تنفرد به "إسلام أون لاين.نت"، والذي أجريناه معه في لقاء خاص تم بمنزله بمدينة الدار البيضاء المغربية، يقدم "أبو حذيفة" وجهة نظره حول السلفية الجهادية والمراجعة الفكرية في الفكر السلفي، وإمكانية طلب العفو من ملك المغرب لطي ملف الاعتقال السياسي للإسلاميين، كما يتحدث عن معنى السلفية وعلاقتها بالتصوف والشيعة، كما يرد على انتقادات فريد الأنصاري في كتابه "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب"، والذي خصص الخطأ السادس لمطبات السلفية المغربية.
وأبو حذيفة، الذي سبق وعمل طبيبابأفغانستانلتقديم المساعدة الطبيةداخل المستشفيات المتنقلة لإسعافالمجاهدين الأفغان، وبعد توقف الحرب عمل كخبيرفي الهيئة العالمية المختصة بالصحة التابعة لرابطة العالم الإسلامي في مدينة بيشاور بباكستان، وأبو حذيفة هوأب لعبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص القابع في السجن بالمغرب بعد أن حكمت عليه المحكمة ب30 سنة سجنا، وهو رفيق حسن الكتاني ورموز ما بات يعرف بتيار السلفية الجهادية في المغرب.
وقائع اعتقال مجاهد على خلفية الإرهاب
* بداية.. ما هي ملابسات وأسباب واقعة اعتقالكم على خلفية "الإرهاب"؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، الاعتقال أصبح اليوم اسم شهرة، فبمجرد أنني كنت في أفغانستان، عندما ذهبت في مهمة لمساعدة إخواننا المجاهدين في أفغانستان في وقت كانوا يحاربون فيه الإلحاد والمد الشيوعي، والقيام بشيء من الواجب، الذي في أعناقنا جميعا، لكن عندما رجعنا كانت الأضواء مسلطة علينا، وصرنا محاصرين من جميع الجوانب، وأصبحت الحراسة مكثفة علينا من كل جهة أينما رحلنا وارتحلنا لمدة عشر سنوات من1993 إلى 2003، وكل من دخل بيتي يسجل اسمه ورقم سيارته.
رغم أن الجهات المسئولة تعرف أنني سافرت إلى أفغانستان تحت جمعية "مساندة الجهاد الأفغاني" بوثائق قانونية، وهي جمعية قانونية ورئيسها معروف هو عبد الكريم الخطيب، لكن لم يشفع لنا ذلك بشيء.
ولما جاءت حرب العراق زارتني صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وأنا من طبيعتي أن أقول ما أعتقده وليس لدي ما يخبأ.. فلما سألوني عن رأيي في أمريكا وكيف ترى الشعب الأمريكي؟ قلت: إن الشعب الأمريكي مثل حكومته؛ لأنه صوت على بوش بنسبة 70%، وبالتالي فهو مع سياسة بوش.
وكانت هذه الأمور مما جر علي الوبال، ولكني -والحمد لله- لست نادما عليها، وأنا راض بالمحنة التي ابتلينا بها، وبكل المضايقات النفسية والعزلة الانفرادية التامة لمدة ثمانية أشهر لم أكن أرى فيها إلا موظفي السجن.. ونحن صابرون محتسبون.
أنا ضحية استغلال أمريكي لتصفية السوفيت
*ما هي طبيعة مشاركتكم في الجهاد الأفغاني، خاصة أن تحليلات إعلامية تثبت أنك كنت ضحية استغلال أمريكي لتصفية العدو السوفيتي؟
- حللت بأفغانستان بصفتي طبيباًفي وزارة الصحة لتقديم المساعدة في المجال الصحي داخل المستشفيات المتنقلة، خاصة في التخطيط الكهربائي للدماغ، الذي يسميه المغاربة ب"الشبكة" التي توضع على الرأس، وزودت بآليات العمل والمال وأوصلتها للمجاهدين هناك، وكنا ندخل للميدان لمساعدة المصابين والجرحى من جراء القذائف، ولما توقفت الحرب في أفغانستان سنة 1998، واصلت العمل كخبير في إطار الهيئة العالمية المختصة بالصحة التابعة لرابطة العالم الإسلامي في مدينة بيشاور بباكستان، ومن وجد فيها كأنه موجود في أفغانستان؛ لأن90% من سكانها هم أفغان.
ولما انهزم الاتحاد السوفيتي وخرج ذليلا يجر أذياله شنت أمريكا حربا على المجاهدين، فثارت حرب أخرى على العرب المجاهدين؛ لأنهم كانوا الدرع الأساسي -بعد توفيق الله- في نجاح الجهاد الأفغاني الذي لم يكن له استطاعة الاستمرار في القتال لمدة أربع عشرة سنة.
وبعد أن كانت أمريكا قد جندت في السابق جميع الدول الإسلامية لبعث المجاهدين إلى هناك، وتم الأمر بتحريض منها، حيث كان المجاهد في أفغانستان في تلك الفترة مكرما ومعززا ولم يكن إرهابيا، وكان يكفي أن تصرح بأنك مجاهد ليحترمك الجميع.. فكانت أمريكا تدفع السلاح للعرب لتسليمه للمجاهدين، وتيسر أمر خروجهم من بلادهم الأصلية، كما أن السعودية خفضت تذكرة السفر للربع ليذهب الشباب، ولم تكن تعطي شيئا مجانا، بل كانت تبيع صواريخ "ستينجر" للسعودية، وهو الصاروخ الذي حطم الرقم القياسي في إسقاط الطائرات السوفيتية، ب70 ألف دولار للصاروخ.
ومن الناحية السياسية لم تخسر أمريكا شيئا في الحرب، إلا ما كان من مساعداتها الغذائية لللاجئين.
وإثر عودتي للمغرب فرض علي حصار أمني، سواء من الحارس أو صاحب الدكان، وتم اعتقالي في 9 مارس 2003، وهو التاريخ الذي يصادف دخول أمريكا إلى العراق.
وبالنظر لتصريحي السابق لواشنطن بوست الأمريكية، وسعي أمريكا لتكميم الأفواه، قلت للمحققين: إن "أمريكا هي التي تجلسني هنا".
فقال لي أحدهم: إذن نحن نشتغل مع أمريكا؟
فقلت له: فسرها كيف شئت.
وبالطبع لم يعجبهم تصريحي، وكان ما كان، فأخذوني إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء، ولما سمع بذلك الشباب المعتقلون بدءوا يتقاطرون علي، فتم نقلي إلى سجن عين برجة في عزلة لمدة ثمانية أشهر، وبعدها إلى سجن القنيطرة.
* شاع أخيرا مصطلح السلفية الجهادية.. ما دلالات هذا المصطلح الذي ارتبط بالمعتقلين في قضايا الإرهاب؟.
- السلفية الجهادية هي اختراع، كما تم اختراع التكفير والهجرة، فأصحاب التيار الأخير لم يسموا أنفسهم به، بل يسمون أنفسهم جماعة "الموحدين"، والسلفية الجهادية ليست تنظيما أو هيئة تسمي نفسها بهذا الاسم، بل هو اسم أطلقته الصحافة والأنظمة لتمييزه عن السلفية التقليدية التي لا تناهض الحكام، بينما الجهادية تدعو إلى الجهاد.
*إذن ليس لديهم وحدة المشروع أو وحدة التصور الفكري؟
- لا ليس هناك شيء إلا ما كان من كونهم يتبعون منهجا سلفيا جهاديا، وهو منهج يحارب البدع والتسيب في الدين، وهي ليست مستوردة من المشرق، فالصحافة هي التي استوردتها من مصر استنادا لتجربة جماعة الجهاد.
* لكن الجماعة الإسلامية والجهاد بمصر قامتا بمراجعات.. ألا يفكر التيار السلفي المغربي بالقيام بالخطوة نفسها؟
- معروف أن الجماعة الإسلامية قامت بتحولات كبيرة في تصورها، إلا أن جماعة الجهاد ما زالت على نهجها، والدكتور فضل لا يمثلها، بل كان أمير الجماعة في وقت ما وانسحب، وهو لم يعد يمثل جماعة الجهاد، أما هي فما زالت لم تعلن عن أي تراجع، والتراجع الحاصل جاء من عبد القادر بن عبد العزيز، الذي أعلن مراجعته، ومعروف لدى الجميع أن هذا الأمر يخصه وحده.
وبالنسبة لمراجعة الجماعة الإسلامية التي أعلنت مراجعتها فقد حصل اختلاف حولها، فهناك من يؤيد منهجيتها، وهناك من هو ضد تراجعها؛ لأن كتاباتها وقعت في عدة أخطاء، منها الاعتماد على حديث أن الإسلام يجب ما قبله، وما دامت وقعت في أخطاء فهي تريد التكفير عنها بتأدية الدية للمقتولين، ومنها أيضا أن السند ليس رمزا من رموز المسلمين، إلا أني بسبب خمس سنوات قضيتها في السجن لم أتابع هذه المراجعات بشكل دقيق، حتى أعرف كيف أحكم عليها.
والتيار السلفي بالمغرب ليس تنظيما أو جماعة ولا أي شيء آخر، بل هو مجموعة تصورات تخص أفرادًا، ولهذا تجد التشرذم بين أفراد المجموعة نفسها؛ إذ تجد الاجتهاد وعكسه.
والتيار المراد الحديث عن مراجعته لم يتراجع، وربما أن ظروف السجن القهرية، وهناك من ترك أولاد وعائلات مشردة، كما أن التهمة التي كيف بها ملفهم "تكوين عصابة إجرامية"، أي أنه كان يقتل ويخرب، فهذه الضغوط وغيرها يمكن أن تساهم في تغيير بعض الأفكار.. وأتساءل: هل كل فرد من 6 أو 7 آلاف معتقل فيما يسمى بالسلفية الجهادية يحمل هذه الأفكار من قتل وتدمير وتغيير النظام؟
إن هؤلاء مثل حاطب ليل؛ حيث تم جمع كل من وجدوه و"فبركت" (اصطنعت) ملفات، فهناك سجين يدعي أنه المهدي المنتظر ويكفر الجميع، فكل من لم يؤمن بأنه المهدي فهو كافر.. وحتى هذا يحسب على السلفية الجهادية.. وهناك آخر في الجديدة حصل له خلل عقلي وهاجم سائحة بسكين، فأضيف لما يسمى السلفية الجهادية بعد أحداث 16 مايو2003.
وكل من يطلب هذا الفريق أن يتراجع، فهم أنفسهم لا يعرفون عما يتراجعون، هل عن عقيدتهم الصافية.. وهل عليهم أن يرتكبوا بدعة من البدع ليصنفوا على أنهم معتدلون؟!
أبو حفص يتراجع عن أفكاره
*من داخل السجن أصدر ابنكم "أبو حفص" (عبد الوهاب رفيقي) رسالة يقر فيها بالتراجع عن أفكاره، وأن التراجع عن الخطأ فضيلة، وغيرها من النصائح الموجهة للشباب.. البعض اعتبر الرسالة من قبيل المراجعة لسابق حاله، كيف ترون الأمر؟
- المراجعة التي تحدث عنها "أبو حفص" هي أصلا غير موجودة ولا أساس لها، وليس له شيء يتراجع عنه، أما بالنسبة لموقفه من التفجيرات والتنديد بها فأنا معه، وهذا لا يسمى مراجعة، فالمراجعة تكون عندما أكون مؤمنا بالعنف وأعود لأنكره، ولكن أبا حفص لما قال ما قاله في رسالته لم يثبت عنه يوما أنه قال يجب القتل أو فعل كذا في جميع ملفاته، بل هو ينصح الشباب ليحتاطوا من التغرير بهم والقيام بأعمال ليست في صالح البلاد.
*إذن فأنتم توافقونه على اختياره؟
- بطبيعة الحال أوافقه على ما ذهب إليه، فحادث 16 مايو 2003 لم يعرف إلى الآن من قام به، فإذا كان الأشخاص معروفين لدينا فنحن نجهل من قام بالعملية وكيف تم التخطيط لها، والعملية ما تزال مبهمة، فمدير الأمن الوطني في تلك الفترة صرح بأنها القاعدة، ومن بعد حادث إسبانيا أصبحت الجماعة المغربية المقاتلة هي المسئولة عن التفجيرات.. وهكذا.
*هناك من قال إن رسالة ابنكم وهو داخل السجن هي مجرد تكتيك أو "تقية" للخروج من السجن لأن الأفكار التي يحملها لا يمكن أن تغير بسهولة، كما أن ضغط السجن هو الذي دفعه إلى تحريرها؟
- العدو دائما يشكك في أي شيء، فالنيات الحسنة غير موجودة لديهم أبدا، وكل أمر يحولونه إلى تكتيك أو تقية للخروج من السجن، ولكن نحن لسنا شيعة لنعمل بالتقية، بل نعمل في وضوح.. إلا أن بعض "الاستئصاليين" اليساريين لا يريدون أن يقام للأمة مقام؛ لأن شباب المسلمين هم من حارب الاتحاد السوفيتي وساهم في اندحاره، ولذا أصبح العدو اللدود لديهم هم الإسلاميون، ولو اجتاح المد السوفيتي في ذلك الوقت، لا قدر الله، منطقة أفغانستان لكان بإمكانه أن يجتاح جميع جنوب آسيا تقريبا، وهذا الأمر لم يستسيغوه، ولذا فكل ما هو إسلامي فسوف يشككون فيه، وهو أمر جلي وواضح لدى الجميع.
والذي يجب أن يقال بكل صراحة لهؤلاء المعتقلين: "تراجعوا عن تكفير الحكام، وبذلك غادي تكونوا زوينين ومتفتحين".
ونحن اليوم نرى أن أمريكا تقاتل وحزب الناتو المسلمين عبر العالم، في أفغانستان والعراق والصومال، وفي أي بؤرة من الإسلام، ولكن لا ينتقدها أحد، أما إذا قمت أنا بصفتي مسلما، وذهبت إلى العراق أو غيره من بقاع الإسلام لأساند إخواني في العقيدة فسيطلق علي أنني "إرهابي".
* أخذ الدكتور فريد الأنصاري في كتابه "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية" على التيار السلفي المغربي استنساخ التجربة المشرقية في الاهتمام بالشكلانية في المظهر واللباس والسمت الغريب عن المجتمع المغربي، وحمله مسئولية أنه لم يستطع أن يمغرب التيار السلفي؟.
- شخصيا أفضل ألا أخوض في هذا النقاش، ولذا أسألك هل اللباس الذي تلبسه أنت (بذلة غربية) هو لباس أبيك أو جدك؟
إن مسألة اللباس متعلقة بالعصر، فأنت أعجبك اللباس الأوروبي، وأنا أعجبني اللباس الأفغاني؛ لأنه ساتر وفيه راحة، فلماذا أصنف به، وإذا صنفتني أنت يمكن أن أصنفك أنا أيضا بأن ما تلبسه هو لباس الكفار، وهذا من جملة ما يثيره الاستئصاليون.
وخذ مثلا مسألة اللحية، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "قصوا الشارب وأعفوا عن اللحى"، ولم يقله أحد غيره صلى الله عليه وسلم، وتترك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول لي لماذا هذه اللحية؟!
إن التشبث بالنص يتبعه قاعدة: "لا اجتهاد مع النص"، فعندما يرد النص في المسألة يجب الأخذ به.. وعلى سبيل المثال أيضا سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن حلق اللحية، فأجاب بما يعني أنه ذمها، وعلينا أن نتبع الإمام مالك في ذلك ما دمنا ندعي أننا متبعون للمذهب المالكي.
ومن الخلافات البسيطة أيضا قراءة القرآن فرديا وليس جماعيا، وهو ما أكده ابن عاشر في المرشد المعين (منظومة مشهورة في الفقه المالكي بالمغرب(
* وماذا عما أخذه الأنصاري أيضا من الزهد في المذهب المالكي والارتباط المالي للسلفيين بالمشرق؟
- فريد الأنصاري، شفاه الله وعافاه، يتكلم عن المذهب المالكي، وجاء بكل الأمور التي تتماشى معه، ومن جملة انتقاداته هو أن السلفيين يتبعون علماء المشرق، والجزيرة العربية بالخصوص، وهؤلاء على المذهب الحنبلي.. ولكن المؤاخذة على الشيخ فريد الأنصاري أن علماء الجزيرة ليسوا متقيدين بالمذهب الحنبلي، وهم يخالفونه في كثير من الأشياء، وهم يبحثون عن سنة السلف الصالح.
وبعلمي البسيط أتحدى الشيخ فريد الأنصاري، ذكره الله بخير، أن يأتي بشيء يناقض السنة استنادا للمذهب الحنبلي، فهذه لا يجدها بإذن الله، ولا أعرف هل رد عليه أم لا؟
أما عن الارتباط المادي بالمشرق فالأمر كان في السابق؛ إذ كان كل من يدرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، تقوم الهيئة، التي كان يشرف عليها الشيخ عبد العزيز بن باز، بإرساله إلى بلدان خارجية للتعريف بالإسلام، سواء في أوغندا أو كشمير أو غيرهما، براتب، وهناك من يستغل كرم أهل السعودية وسخاءهم في الميادين الاجتماعية وبناء المساجد والمدارس، ويبدأ في جمع الأموال لبناء المدارس، ولكن وراء المدرسة هناك مدرسة أخرى.
فالمحسنون يتطوعون بأموالهم في سبيل الله، ولكن آخرين يوظفونها في غير محلها، ودليل ذلك أنه لما قامت الحرب على ما يسمى بالإرهاب جففت منابع الجمعيات المالية وتوقفت كثير من المستشفيات في غرب ووسط إفريقيا بحجة أن الأموال تذهب لتمويل الإرهاب.
وأقول بالمناسبة إن الذين يقومون بالعمل المسلح لديهم تمويلات خاصة بهم، ولا يحتاجون لمال الجمعيات.
السلفية المغربية واستنساخ تجربة المشرق
*ولكن البيئة المغربية تخالف البيئة المشرقية في العادات والطبيعة البشرية ولا يمكن استنساخ أشياء غريبة عن المجتمع؟
- نحن لا نتقيد بالبيئة، والإسلام لا يتقيد بالبيئة، وهو إسلام في جميع بقاع الدنيا، فالصحيح هو الصحيح، وما هو ضعيف فهو ضعيف، وعلى سبيل المثال أيضا يشير البعض إلى أن الأذان يوم الجمعة في المذهب المالكي ثلاث، ولكنها غير مشرعة وغير موجودة في المذهب المالكي، فهناك أذان واحد، وهؤلاء الذين يدعون أتباعهم للمذهب المالكي هم الذين يخالفونه.
والتدين الصحيح هو اتباع سنة السلف الصالح، لكن كل شيء غريب على قوم حصلت محاربته في أي شكل من الأشكال.
ومثال لك -وأنت ما زلت صغير السن- كان القبض في الصلاة جريمة، والقيام به مخالف للمذهب المالكي، أما الآن فادخل للمسجد فستجد أن 99.99% من المصلين يضعون اليمنى على اليسرى وهي سنة، ولكنها حوربت في السابق حربا شديدة.
ويحكي لي أحد الإخوان من الجنوب المغربي أن المصلين إذا شاهدوا فردا يضع يده على صدره أخذوه "مربعة" (أي أربعة) ورموا به خارج المسجد.
ولكن -والحمد لله- اليوم الأمور أصبحت عادية، وهذه الأمور موجودة، إلا أن المغاربة لم يكن لهم علم بها، وحتى بالنسبة لنا لم نكن نسمع بصيام الأيام البيض أو الإثنين والخميس وغيرها، ولكن بالتواصل أصبح الكل يعرف ذلك.
العلاقة بين السلفية الجهادية المغربية والوهابية
*هناك من الباحثين في الحركة الإسلامية من يأخذ عليكم بأن السلفية الجديدة أو الجهادية بالمغرب ليست مغربية وإنما هي"وهابية"؟
- من يقول بهذا الكلام لا يفهم معنى الوهابية، فعندما كنا في أفغانستان، كان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله يقول لنا إن هناك 36 ساعة من البث في 24 ساعة مخصصة للوهابية، أي ساعة بالبشتو وساعة بالفارسية والأفغانية؛ لتحريض الأفغان على العرب، ويقولون لهم إن الوهابية مذهب يجوز فيه نكاح المحارم، وهو مذهب خامس، يريدون بذلك إثارة الخلافات الفقهية، وأن أصحابه أحناف وعلامتهم رفع اليدين في الصلاة وقول آمين، ووضع اليمنى على اليسرى فوق الصدر وهكذا.. وعندما يستمع الأفغاني لمثل هذه الأمور يعتبر كل العرب كفارا.
والبعض يطلق على أي عالم في الجزيرة العربية مثل ابن باز رحمه الله أو الشيخ العثيمين أو الفوزان أنهم وهابيون، غير أنهم يقولون بما أثر عن السلف، سواء قالها محمد بن عبد الوهاب أم لم يقل بها، وكثير من الأشياء لا يأخذ به أحفاد ابن عبد الوهاب أنفسهم، فكيف بغيرهم!.
وحسب رأيي، فالاتهام بالوهابية دعاية للتفريق بين المسلمين.. فمثلا نحن ضد كل ما لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل الموالد التي لم يؤثر عنه الاحتفال بها، وروي عنه "كل شيء ليس عليه أمرنا فهو رد"، أي مردود على صاحبه، هذا ما نقوله به، وهذا ما قال به السلف من قبل محمد بن عبد الوهاب.
قضية "ومن لم يحكم بما أنزل الله"
*ولكن هناك من يأخذ على التيار السلفي الحرفية في قراءة النصوص الشرعية وعدم المرونة؛ مما أعطى المسوغات للاعتقال؛ مثل الاختلاف في تفسير قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}؟
- هناك خلاف بين السلفية التقليدية والجهادية في تفسير قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة : 44]، ولكن يجب تفتيش تراث العلماء ونعرف كيف فسرت، فهناك من يفسرها بالقضاء أو بتكفير الحكام وغير ذلك، وهذه قضية خاصة بالعلماء.
والاتهام بالحرفية في تفسير النصوص هو من قبل الجهل بها، فلما أحييت أشياء من السنة كانت غريبة على الناس مثل المحافظة على السمت الإسلامي سمي صاحبه: التقليدي والمتشدد، بخلاف الذي خالف ما كان عليه الآباء والأجداد فلا ينعت بالتشدد؛ حيث أصبح لبس رابطة العنق حضارة وتقدما.
ونسبة العنف والشدة للسلفيين هو تفكير موجود لدى بعضهم وهم قلة، أما الغالبية العظمى فليس لها مثل هذه الأفكار، فهم منفتحون على جميع الجماعات والتيارات، غير أن هناك مسألة مهمة جدا، وهي أنهم لا يتنازلون عن دينهم، ولا يعطون الدنية في دينهم، ولذلك يحسبهم البعض أناسا متشددين ومتعصبين، وهو حكم بعيد عن الواقع.
وعندما أتحدث عن نفسي، والظرف يحتم علي ذلك، فالناس يعرفون أنني سلفي المنهج، ولكني أتعامل مع الجميع، سواء كانوا إصلاحيين أو عدليين أو تبليغيين.
وكما صرح ابني "أبو حفص" في حوار سابق، أنه كبر في وسط عائلي متدين، منذ انبعاث الصحوة الإسلامية من جديد في المغرب في أوائل السبعينيات، وتعاملنا مع العلماء باختلاف أشكالهم ومناهجهم، سواء من علماء الشبيبة أو السلفيين أو غيرهم.
مستقبل ملف السلفية الجهادية الشائك
عناصر من السلفية الجهادية في السجون المغربية
*وصل ملف السلفية الجهادية إلى مرحلة معقدة أي أن "رائحته فاحت"، كما يقول التعبير المغربي، من خلال تجربتكم ما هو الحل الذي ترونه لهذا الملف؟
- انطلاقا من قناعتي الخاصة فالملف كله تحركه أياد خارجية، وكل يوم يتم اكتشاف خلية، حتى أصبحت الخلايا كثيرة، وكل اثنين اجتمعا في بيت قيل إنهما خلية، لذا فحل المسألة رهين بهدوء الزوبعة الخارجية وحربها على ما يسمى ب"الإرهاب".
وفي بلدان أخرى غير بلدنا لما يفرج عن أحد المعتقلين من جوانتانامو يقابل بترحاب وتهليل، لكن العكس ما نعانيه في المغرب، فكل من جاء من جوانتانامو يوضع في السجن، والمثال على ذلك حالة سعيد بوجعدية، الذي جاء في نفس الطائرة التي أتى فيها سامي الحاج، مصور الجزيرة، استقبل الحاج كبطل قومي في السودان، لكن المغربي الذي جاء معه هو وراء القضبان يعاني ما يعانيه.
*أتكلم عن الآليات الكفيلة بحل الملف من وجهة نظركم؟
-يجب على الحكومة أن تراجع نفسها؛ لأن ملف ما يسمى بالسلفية أعتبره ملفا مفبركا، والحل يكون إما بالإفراج عن الجميع ومعاودة محاكمتهم محاكمة نزيهة، فهذا الذي يمكن أن يحل هذا الملف؛ لأن الهيئات الدولية والمحلية تقر بوجود أخطاء في المحاكمة، وحتى جلالة الملك قال بوجود تجاوزات، وما دام رئيس الدولة يعترف بوجودها فالسؤال: أين هذه التجاوزات؟ ولهذا وجود شك واحد في المسألة يوجب إعادة النظر فيها برمتها.
*ولكن لما لا يطلب السلفيون الجهاديون عفوا ملكيا لإنهاء هذا الملف وتستريح "المدينة
- العفو له وجهان.. إذا طلبت العفو فهذا يعني أنك ارتكبت جريمة وتطلب من يعفو عنك، وهؤلاء المعتقلون لم يرتكبوا جرائم، رغم أن هناك فئة قليلة جدا صرحت بأنها قامت بذلك، مثل يوسف فكري وجماعته التي تضم خمسة أو ستة، أو الرماح وجماعته بثلاثة أفراد أو أربعة، فهؤلاء لا يمثلون المجموعة السلفية؛ لأنهم صرحوا بأنفسهم بأنهم اقترفوا جرائم وبينوا منهجهم، فهل نأخذ الجميع بجريرة هؤلاء؟!
أما الوجه الآخر من العفو فهو إعادة محاكمة هؤلاء الناس بالعدل، وهذا هو المخرج الذي يمكن أن يحل القضية.
وما دام هناك تشدد من لدن الحكومة ومتشبثة بأفكارها وأنها تريد القضاء على الإرهاب بإدخال الناس للسجون، فهذا الأسلوب يحرض على العنف، وأي فرد دخل السجن فقد يترك وراءه عائلة وأطفالا، وهو ما سيجعلهم يشبون على فكر الظلم الذي لحق بأبيهم، وتتكون لديهم أفكار أخرى غير التي فكرت فيها الحكومة.
وإيداع رب الأسرة في السجن وتعذيبه وإصدار الحكومة لقرار يمنع تعويض التقاعد أو المعاش عن كبار السن مثلي لسابق سجنهم ليس من الحق؛ لأن المعاشات هي في الأصل تكون من سابق اقتطاعات وتعطى في آخر الحياة المهنية، وتوقيف المعاش هو شدة في العقاب، وهذا لا يجوز.
ورأيي أن من أقر بوجود تجاوزات في المحاكمات، يجب أن ينظر فيها ويعطيها الأهمية الكبيرة التي تستحقها، فهؤلاء وقع عليهم ظلم، ويجب أن يرفع، لكن بمن؟
يكون من السدة العالية بالمغرب، وهي التي لها الحكم في هذه المسائل، بأن يبحث هذا الملف من جديد ويعطى كامل العناية، خاصة وأنه وقع في ظروف غامضة ارتبطت بما حدث في 16 مايو 2003، الذي لا يعرف من خلفها.
*ولكن هناك من يرى أن يكون هناك نوع من اللين والمرونة من الطرف السلفي ليكون للملف مخرج؟
- الأصوات الخيرة الداعية لهذا المخرج لا يسمع لها، وهناك عائلات تطلب من المسئولين مراجعة ملفات أبنائهم وأسرهم، ولكن أن تطلب مني أن أطلب العفو وأنا لم أرتكب شيئا، فأنا من جهتي أرى العكس، فهم من عليهم أن يطلبوا العفو مني لأعفو عنهم؛ لأني أخذت مظلوما بدون جريرة.
ويجب أن يعي هؤلاء أن كل شيء فعلوه سيحاسبون عليه، فليراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان، فالأطفال الذين يعيشون في هذا الجو "المكهرب" بظلم آبائهم سيكونون "قنابل" موقوتة ستنفجر يوما ما إذا لم يتم استدراك الأمر ومراجعته بالنظر لما يجري في الساحة العالمية.
السلفية الصوفية والشيعية في المغرب
*سبق أن قلتم عن رسالة ابنكم إنها ليست "تقية، سؤالي: ما هي طبيعة علاقة السلفية بالتيار الشيعي؟
- هو أمر معروف، وأهل الشيعة لهم نواقض كثيرة للإسلام، مثل قول الخميني إن عصمة الإمام هي أكثر من عصمة الملك، فهذا أمر عقدي شنيع، والسلفية معناها اتباع أثر السلف الصالح، والذي كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكل أمر يخالف هذا الأصل يجب اجتنابه، وهناك مناظرة للشيخ تقي الدين الهلالي مع الشيعة لما كان في الهند، فغلبهم ولكن لم يرجعوا عن غيهم، رغم اعترافهم بالخطأ.
* وأخيرا.. ماذا عن علاقة السلفية بالصوفية، خاصة أن هناك معارك مفتوحة بين الطرفين؟
- الصوفية هي منهج مبتدع؛ لأن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما كان واليا على العراق سمع بأن هناك جماعة بنت بيتا وتجتمع فيه فذهب إليهم متخفيا، فرأى بأم عينيه ما يفعلون، وأماط اللثام عن وجهه وقال لهم: هل أنتم خير من خير البرية؟! وهل أنتم خير من صحابة رسول الله؟! فقالوا: ما نريد به إلا وجه الله، ونهرهم إن عادوا فسيهدم البيت من فوق رءوسهم.
والصوفية صوفيات، فهناك صوفية "الشطيح والرديح"، فهذه لا علاقة لها بالإسلام، أما الصوفية التي تعني التعبد والانفراد للتدبر في الوجود أو الصوفية السنية فهذه لا غبار عليها.
*ولكن التساؤل الملح: هل الصوفية الموجودة الآن هي من صنف صوفية الجنيد؟
- وأجيب: هي ليست كذلك، بل هي طرق تجمع بها الأموال، ومما يحكى هنا قصة الرجل الذي شارك في حلقة للصوفية مخمورا، ولما رآه شيخ الحضرة ينشط كثيرا أتى وقبله في فمه وقال له: إني رأيت رسول الله قبلك، فهل يعقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل رجلا مخمورا! فكل هذه الطرق شعوذة، وهي الصوفية التي يرضى عنها "بوش"، والذي نصح بها.
عن إسلام أونلاين.نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.