اعتقال "المهدي المنتظر المزعوم" بخنيفرة للاشتباه في علاقته بالخلايا الإرهابية "" حل بسيدي عمرو في مهمة اقتناء مساحة أرضية لتشييد "زاوية ربانية"، ويدعي رؤيته للرسول واستقباله للوحي ومعالجته للناس بالقرآن والعسل أكدت مصادر متطابقة بخنيفرة ل"الاتحاد الاشتراكي" خبر اعتقال ستة أشخاص، ضمنهم امرأة، بسيدي عمرو، ضواحي كهف النسور، إقليمخنيفرة، بينهم واحد وصفته مصادرنا ب"رأس الرمح" للاشتباه في علاقته بالحركات الأصولية المتطرفة أو الخلايا الإرهابية، وبينما قللت مصادر أخرى من شأنه بنفي وجود أية صلة له بالإرهاب، أفادت مصادر ثالثة إلى أن الشخص (ج.أ.) هو مجرد "نصاب ومهرب خطير"، ينحدر من تطوان ومبحوث عنه من طرف أمن طنجة في قضايا تتعلق بترويج المخدرات، وقد حل بمنطقة سيدي عمرو متأبطا لمبالغ مالية مهمة بهدف اقتناء مساحة أرضية لتشييد ما أسماه ب"زاوية ربانية" للدين والخير والإحسان، وأثناء التحقيق معه تفوه بكلمات مثيرة من قبيل الإعراب عن "قدرته على إسقاط كل الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية والأمريكية"، وأن الوحي ينزل عليه ويرى النبي محمد (ص) في منامه ويداوي الناس بالقرآن والعسل، ولا يجد حرجا في تلقيب نفسه ب"الشيخ حبيب الله"، الأمر الذي كاد أن يميل ببعض المحققين إلى الإحساس بأنهم أمام مختل عقليا، ولعلهم تأكدوا من أن الشخص يعمد إلى هذا الأسلوب من "التحامق" لتبديد الشبهات من حوله وإبعاد الشكوك عن مراميه الغامضة، وإلا كيف اختار شراء أرض بملايين السنتيمات لغاية بناء "زاويته الربانية" بمنطقة نائية من الأطلس المتوسط، وتقدم لهذا الغرض بطلب للجماعة القروية من أجل الحصول على رخصة البناء، ومن حسن حظ المسؤول التقني بهذه الجماعة أنه كان في إجازة صيفية، كما أن الأمر عجل بوقوع صاحبنا في مصيدة الاعتقال فور إشعار السلطة المحلية من طرف مسؤول جماعي تلقى المعلومة صدفة من فم متسكع. وتفيد المعطيات الأولية أن عناصر من السلطات المحلية والإقليمية، بمن فيها التابعة لأجهزة الدرك والأمن والقضاء، قد تقاطرت على سيدي عمرو في حالة تأهب واستنفار قصوى بناء على معلومات خاصة تتعلق بالشخص الذي أثار بتحركاته وتصرفاته المثيرة الكثير من الريبة، حيث تم اعتقاله رفقة فردين آخرين (أ.ع.) و(أ.إ.)، وهما من أسرة كانت تأويه بنية بيعها للمساحة الأرضية المرغوب في اقتنائها لتشييد ما سمي ب"الزاوية الربانية"، إضافة إلى قريب لهذه الأسرة (ف.م.) يمتهن مهنة الحلاقة بالدارالبيضاء وتربطه بالشخص المعني بالأمر علاقة وطيدة أو عابرة، وهذا الأخير يشدد بقناعة غريبة على وصف الشخص المذكور بواحد من "أولياء الله الصالحين" وبالقادر على القيام بمعجزات خارقة ومعالجة جميع الأمراض المستعصية، وعلى هذا الأساس اقترح على الرجل شراء المساحة الأرضية بسيدي عمرو بالنظر إلى الثمن الزهيد الذي يساويه العقار بالمنطقة، وهو ما وضعه صاحبنا بعين الاعتبار مع سبق الإصرار والترصد. كما تم اعتقال شخصين شقيقين (ع.ش.) و(ي.ش.) من الدارالبيضاء باعا وقتها فيلا بمبلغ كبير، وكانا على اتصال بالشخص المعلوم الذي استطاع الإيقاع بهما عن طريق إيهامهما بقدرته على معالجة شقيقتهما من مرض السرطان، وفي كل مرة كان يحول دون قيام أسرتها بعرضها على طبيب مختص حتى لا ينكشف أمره وينفضح زيف ادعاءاته، الأمر الذي كان بديهيا أن يرتقي بشكوك المحققين حول حكاية الشخص المشوبة بما يكفي من الألغاز والدهاء، وكم ادعى أمام عدد من مواطني سيدي عمرو أن القيامة اقتربت وأنه يرى في جبل بمنطقتهم نورا وبركة إلهية، بل أنه خدع بعض البسطاء من القوم بالقول إن هذا الجبل هو "جبل طور" المذكور في القرآن الكريم، وكان يحدثهم عن عدائه الشديد لليهود بغاية تقوية ثقتهم به، وبينما لم يجد بعض الظرفاء ما يلقبون به هذا الكائن الغريب غير "المهدي المنتظر" و"مُسيلمة الكذاب" يجهل لحد الآن ما إذا كانت نية الرجل هي التنسيق مع أطراف غير معلومة، فيما لم يفت مصدر من المعلقين احتمال أن يكون هدف الرجل من وراء مشروع "الزاوية الربانية" هو إنشاء مدرسة لتكوين جيل من المتطرفين، بل أن المصدر ذاته ربط اختيار الشخص لبلدة سيدي عمرو من باب وقوع هذه البلدة بمنطقة معروفة بتوفرها على العشرات من المقالع التي تعتمد في أشغالها على المواد المتفجرة، وبالتالي تشتهر من جهة أخرى بالتل المسمى لدى العامة ب"تاباينوت" والذي نسجت حوله الكثير من الأساطير والخرافات، حتى أن هناك اعتقادا في الموروث الشعبي، منذ تاريخ قديم، يقول بأن مغارة غريبة توجد بهذا المكان وكل من افتتحت له أبوابها صار غنيا في لمح البصر. وفي سياق تطورات الملف علمت"الاتحاد الاشتراكي" أن الشخص المعلوم ومن معه قد حررت في شأنهم تقارير خاصة لدى مصالح الدرك والشرطة القضائية وتم وضعهم تحت إشراف جهاز مراقبة التراب الوطني "ديستي"، وتأكدت إحالتهم على الجهات الوطنية المختصة لتعميق البحث والتحقيق في مكان لم يكشف عنه بالنظر للسرية التي تطبع مثل هذه القضايا الحساسة، علما أن جريدتنا وجدت صعوبة كبيرة في الحصول على ما يكفي من المعلومات. وبمحيط ذات المنطقة يذكر أن عنصرا خطيرا كان قد حل قبل أشهر قليلة مضت بكهف النسور، إقليمخنيفرة، ومكث بهذه البلدة لمدة طويلة دونما أن يثير حوله أي من الشكوك أو الشبهات، حتى أن السلطة وأعوانها لم يهتموا بظروف وملابسات وجوده إلى أن أفلح في النصب والاحتيال على العديد من الضحايا عن طريق متاجرته في أوهام الإحسان والحصول على عمل أو قضاء أغراض إدارية واجتماعية مقابل مبالغ مالية، وربما في مهمته ما لا يزال مجهولا، وعندما بلغ أمره متأخرا لعلم السلطة كان قد "طار" باتجاه وجهة مجهولة لم ينجح أحد في تحديدها إلى حدود الساعة. نشرته "الاتحاد الاشتراكي" في عددها الصادر يوم الاثنين 1 شتنبر 2008