كشفت السيدة رابحة كفا شقيقة الإطار البنكي كفا امحمد (63 سنة) المتوفى مؤخرا بمدينة الدارالبيضاء في تصريح خصت به جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بأنها لا تستبعد وقوف عقار الأنسولين من فئة «كلارجين» والمروج تحت اسم «لانتوس» وراء وفاة شقيقها بسرطان غدة البروستاتا بعد أن دأب على حقن هذا العقار لسنوات لعلاج حالة السكري التي كان يعانيها قيد حياته، حيث طالبت السيدة رابحة التي تشتغل بقطاع الصحة بمدينة فاس السلطات الطبية والحكومية بضرورة فتح تحقيق في الموضوع لكشف الحقيقة وإنهاء حالات الرعب التي استفاق عليها مرضى السكري ببلادنا والذين يستعملون على نطاق واسع دواء لانتوس «المتهم» بالتسبب بمرض السرطان. ويأتي هذا التصريح في خضم عمليات شد الحبل التي بدأت تتفاعل بقوة ما بين وزارة الصحة بأطقمها الطبية والإدارية من جهة، و مرضى السكري بتنظيماتهم الجمعوية من جهة ثانية، خاصة مع تزايد المخاوف من تأثيرات أنسولين «لانتوس» ذات الصلة بالإصابة بمرض السرطان والتي كشفت عنها نتائج الأبحاث الاروبية المنشورة بمجلة «ديابيتولوجيا» المتخصصة في مرض السكري والتي مست 300 ألف مصاب بداء السكري بكل من ألمانيا، السويد، سكوتلاندا و بريطانيا إضافة إلى تحذير آخر ذي الصلة بالموضوع صدر عن جامعة تكساس الأمريكية، حيث فضل بعض الأطباء المغاربة المتخصصين في السكري التريث في وصف هذا الدواء لمرضاهم إلى حين صدور ما يفيد براءته من تهمة التسبب بالسرطان، فيما عمد البعض الآخر منهم إلى التشكيك في الأمر، ومن ثمة وصف حقنة لانتوس كعلاج يومي لمرضاهم المصابين بالصنف الأول من السكري الموجب للعلاج بالأنسولين بحجية المزايا الطبية التي يوفرها هذا العقار البديل الواسع الانتشار عالميا والذي شرع في تسويقه منذ سنة 2000 . من جهتها أكدت ياسمينة بادو في بلاغ وزاري بأن وزارتها تتابع عن كثب عمل السلطتين الصحيتين المرجعيتين الدوليتين وهما الوكالة الاروبية للأدوية و الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية للتحقق من وجود علاقة محتملة بين تناول دواء«لانتوس» و الإصابة بمرض السرطان. فيما لم يتردد العديد من مرضى السكري ببلادنا من «اتهام» الوزارة الوصية بالمسؤولية التقصيرية حيال حماية صحة المرضى الخاضعين لعلاج الأنسولين خاصة الفئات المعوزة منهم و الذين حرموا من إمكانية استبدال حقنة «لانتوس» بالأنسولين البديل، وذلك عقب الحركة غير الطبيعية التي عرفتها العديد من المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة ببلادنا عقب شيوع خبر خطر الإصابة بالسرطان جراء الحقنة المذكورة. وفي السياق ذاته أكد محمد الحجاجي رئيس جمعية الأمل لمرضى السكري بفاس ورئيس الشبكة الجمعوية للمنظمات غير الحكومية بالجهة إلى أن جمعيته بمعية جمعيات أخرى متخصصة على الصعيد الوطني يعتزمون رفع دعوى قضائية ضد الشركة الفرنسية «سانوفي افانتيس» الرائدة عالميا في تصنيع المستحضرات الصيدلية، وذلك على خلفية «اتهامها» بالتسبب في وفاة احد مرضى السكري المغاربة بالدارالبيضاء والذي يُعتقد بشأنه بان أنسولين «لانتوس» كان وراء إصابته بسرطان البروستاتا. كما اتهم ذات المتحدث الشركة الفرنسية بضلوعها في تقديم تحفيزات مالية مهمة وعروض لسفريات سياحية إلى فرنسا لفائدة أطباء مغاربة مقابل وصفهم حقنة «لانتوس» التي تستعمل على نطاق واسع في المغرب وثني مرضاهم على عدم التوقف عن تناولها وذلك حتى لا تتضرر مخابر الشركة التي أكدت بخصوصها مصادر صحفية فرنسية بأن أسهمها تراجعت بشكل ملموس في أسواق البورصات العالمية بعد أن شكل عقارها المصنع الدواء الثالث الأكثر مبيعا في الأسواق العالمية بحجم مبيعات قدرت خلال سنة 2008 ب2,45 مليار اورو.