أكدت وزارة الصحة يوم الأربعاء أنها تتابع عن كثب نتائج الدراسات التي تقوم بها حاليا السلطات الصحية الأوروبية للتحقق من وجود علاقة محتملة بين استعمال الأنسولين من فئة ""كلارجين"" المروج تحت إسم ""لانتوس"" والإصابة بمرض السرطان. وأوضحت الوزارة في بلاغ أنها ستتخذ في الوقت المناسب الإجراءات الضرورية لحماية صحة المرضى الخاضعين لعلاج الأنسولين مضيفة أن أي بلد لم يقرر حتى الآن سحب أنسولينات ""كلارجين"" ومن بينها ""لانتوس"" . وتقوم كل من الوكالة الأوروبية للأدوية والوكالة الفرنسية للسلامة الصحية وهما سلطتان صحيتان مرجعيتان في مجال سلامة الأدوية بالتحقق من نتائج دراسات صدرت في مجلة (ديابيطولوجيا) المتخصصة في مرض السكري وأشار بعضها إلى وجود علاقة محتملة بين استعمال أنسولين ""لانتوس"" وخطر الإصابة بالسرطان. وأوضحت وزارة الصحة التي تعتمد إجراءات لليقظة الصيدلية تسمح بتتبع الأعراض الجانبية للأدوية التي يصفها الأطباء أن الوكالتين لم تتوصلا حتى الآن لأية خلاصة علمية بخصوص ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان لدى مرضى السكري الذين يستعملون هذا الدواء. من جهة أخرى دعا بعض أطباء السكري الى وقف وصف هذا الدواء لمرضى السكري الذين يخضعون للعلاج بحقنة الأنسولين الى حين التوصل الى نتائج علمية بشأنه ، في حين يتجه بعض مرضى السكري الذين أصيبوا بالسرطان الى رفع دعاوى قضائية ضد أطبائهم . وكانت جريدة العلم سباقة الى التنبيه لهذا الموضوع إذ نشرت يوم الاثنين الماضي مقالا نبهت فيه الى خطورة استعمال هذا العلاج بالنسبة لمرضى السكري بسبب تداول إشاعة مفادها تسبب عقار لانتوس في إصابة مستعمليه بالسرطان . و تعتبر حقنة لانتوس التي تسهم في خفض معدل نسبة السكر في الدم لدى المصابين بالصنف الأول من السكري الموجب للعلاج بالأنسولين البديل من المستحضرات الواسعة الانتشار عالميا والذي شرع في تسويقه سنة 2000 ، حيث يشكل الدواء الثالث الأكثر مبيعا في الأسواق العالمية بحجم مبيعات قدرت خلال سنة 2008 ب 2,45 مليار أورو، وهو ما دفع العديد من أطباء الغدد بالمغرب الى و صفه كعلاج يومي لمرضاهم بالنظر الى المزايا الطبية التي يوفرها و في مقدمتها إمكانية الاكتفاء بجرعة فريدة يوميا و محدودية الأعراض الثانوية المترتبة عن استعماله اليومي . وأججت ثلاث دراسات أوربية النقاش حول تأثيرهذا الدواء وتهديده بالإصابة بالسرطان. وجاء في الدراسات التي نشرت نتائجها في مجلة Diabetologia المتخصصة في مرض السكري أن أنسولين لانتوس (Lantus) الصناعي ينطوي على خطر إصابة مستخدميه بالسرطان . ورجحت الدراسات التي أجريت في كل من ألمانيا والسويد وأسكتلندا، احتمال إصابة المتداوين بلانتوس من مرضى السكري بالسرطان.وأكد باحثو معهد الجودة والجدوى الاقتصادية في قطاع الصحة الألماني الذي يتخذ من كولونيا مقرا له، أن العلاقة التي اكتشفوها بين تناول العقار والإصابة بالسرطان هي علاقة إحصائية بحتة؛ مما يجعلهم لا يستبعدون وجود عامل آخر وراء تزايد خطر الإصابة بالسرطان مع تعاطي الدواء المذكور. وشملت الدراسات الثلاث نحو 130 ألف مريض. وأوضحت أن الإصابة بالسرطان تكررت أكثر لدى المرضى الذين عولجوا بأنسولين لانتوس الصناعي الذي يحتوي على مادة جلارجين، خاصة بين الذين تناولوا جرعات كبيرة منه، مقارنة بمرضى السكري الذين عولجوا بالأنسولين البشري. وعلقت الجمعية الأوربية لأبحاث مرض السكري، على نتائج الدراسات الثلاث من ألمانيا والسويد واسكتلندا، بأنه لا بد من الاستعانة بالمزيد من الدراسات بشأن احتمال إصابة المتداوين بأنسولين لانتوس بالسرطان.