ألمح رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري ضمنيا إلى رفض مطلب المعارضة باعتماد التمثيل النسبي للكتل أو ما يسمى بالثلث الضامن أو المعطل في حكومته، وذلك عقب تكليفه رسميا من طرف الرئيس ميشال سليمان بتشكيل الحكومة الجديدة. وتعهد الحريري (39 عاما) في كلمة له عقب لقائه سليمان بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل فيها الكتل النيابية الرئيسة، لكنه أكد أن هذه الحكومة ستكون «متجانسة وقادرة على العمل والإنتاج، تكون حكومة للإنجاز بعيدا عن أي عرقلة أو شلل». وأضاف أنه سيبدأ المشاورات مع جميع الكتل النيابية «لمصارحتها بالتحديات والفرص والوقائع التي نراها أمامنا وبضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة لمصلحة لبنان». وأشار رئيس الحكومة المكلف إلى أن «المخاطر التي يواجهها لبنان حقيقية وكبيرة، لكن الفرصة المفتوحة أمامه هي أكبر، وصد المخاطر عن بلدنا واقتناص الفرصة المتاحة له يبدآن بتشكيل حكومة قادرة على العمل... وعلى الوقوف صفا واحدا لتحريك الاقتصاد وقادرة على الوقوف صفا واحدا في مشروع الدولة وقادرة على الوقوف صفا واحدا في وجه التهديدات الإسرائيلية». وختم قائلا «إننا نعي أن الطريق إلى هذا الهدف لن يكون سهلا والعراقيل والمطبات قد تكون أكثر من الظاهر علما بأن الظاهر منها كثير». وفي مؤشر على الصعوبات التي قد تواجه سعد الحريري في تشكيل حكومة مقبولة من جميع الأطراف امتنع حزب الله وحليفه المسيحي زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون عن تزكية ترشيح الحريري ، إذ حصل على تأييد كتلة الأغلبية (71 صوتا) إضافة إلى 15 نائبا من أصل 57 نائبا فقط من المعارضة بعد يومين من المشاورات النيابية. وتتمثل العقبة الرئيسة التي قد تواجه الحريري في تشكيل الحكومة في إصرار حزب الله وحلفائه على المطالبة بحق النقض (الفيتو) في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وهو أمر يرفضه الحريري حتى الآن. وفي هذا السياق قال عضو مجلس النواب اللبناني عن قوى 14 مارس عقاب صقر إن الحريري رفع الحرج عما تطالبه به المعارضة بالإحراج بأن المعارضة تريد تعطيل الحكومة، مشيرا إلى أن العراقيل بدأت بتسميته رئيسا للحكومة. وأوضح صقر أن العقبة الأساسية والوحيدة في طريق الحكومة الجديدة هي ما يسمى بالثلث الضامن، الذي تتمسك به المعارضة رغم عدم وجوده في نص الدستور. وأكد أن الحريري لا يريد تكرار تجربة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي عطلت حكومته، ولا يريد الخروج عن منطق الدستور الذي لا يوجد في نصه ما يمنح الثلث المعطل. وفي هذا السياق يرى صقر في منح بعض الحقائب الأساسية لرئيس الجمهورية ضمان كون الرئيس توافقيا، إضافة إلى وجود طاولة الحوار، مشيرا إلى أن الأمل أن يلاقي خطاب الحريري من الطرف الآخر الرد الإيجابي دون تعطيل وطني «والابتعاد عن السياسة الطائفية الخانقة». ووفقا لمصادر قريبة من الحريري اقترح رئيس الوزراء المكلف حكومة من 30 وزيرا يكون للأغلبية البرلمانية فيها 16 وزيرا فيما يمثل المعارضة 10 وزراء ويقوم الرئيس بترشيح أربعة وزراء. لكن مصادر في المعارضة قالت إنها تصر على الحصول على حق النقض «الفيتو» في الحكومة الجديدة. وأصدر الرئيس سليمان السبت الماضي مرسوما رئاسيا بتعيين الحريري بعد أن رشحه 86 نائبا من أصل 128 عضوا في مجلس النواب في الاستشارات النيابية التي أجراها سليمان لمدة يومين. وقد توجه الحريري بعد ذلك إلى قبر والده برفقة رئيس الوزراء المنتهية ولايته فؤاد السنيورة. وبعد وقت قصير من تكليف الحريري سمع دوي الألعاب النارية احتفالا بالمناسبة في مختلف أنحاء العاصمة بيروت.