بدأ الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، جولة ثانية من المشاورات مع الكتل النيابية لتسمية مكلفٍ جديد بتشكيل حكومة لبنانية وسط خلافات حادة بعد اعتذار النائب سعد الحريري عن تلك المهمة. وبدأ الرئيس سليمان، صباح أمس الأربعاء، باستقبال أعضاء مجلس النواب في القصر الرئاسي لتكليف الشخصية التي تحصل على أكبر قدر من تأييد النواب البالغ عددهم 128 في ختام المشاورات. وبدأت تلك المشاورات وسط توقعات أن يعاد ترشيح الحريري من قبل الأغلبية البرلمانية التي يتزعمها والتي هزمت التحالف المنافس الذي يضم حزب الله في الانتخابات التي أجريت في يونيو الماضي. وكانت جرت تسمية الحريري في يونيو الماضي لتشكيل الحكومة لكنه اعتذر عن هذه المهمة الأسبوع الماضي بعد فشل محاولات استمرت أكثر من عشرة أسابيع لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت مراسلة الجزيرة في بيروت سلام خضر إن التعثر هو سمة المشاورات الجديدة في ظل امتناع كتلة التنمية والتحرير التابعة لرئيس البرلمان نبيه بري ترشيح أحد لمنصب رئاسة الوزراء. وقال النائب في كتلة بري علي حسن خليل بعد اجتماع الكتلة مع سليمان "نحن في كتلة التنمية والتحرير اليوم لم نسم أحدا بتشكيل الحكومة وبناء لطلب الرئيس المكلف سنتعاون بعد التكليف معه بكل إمكانياتنا وبكل انفتاح وإيجابية". كما أكدت الكتلة النيابية لزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون أنها لم تسم أحدا لتكليف الحكومة وذلك في مؤشر على غياب إمكانية التوصل لحل الخلافات التي أدت إلى فشل محاولة الحريري الأولى. وقال عون، بعد اجتماع كتلته مع الرئيس سليمان إنه لم يسم أحدا وتحدث عن خلاف قوي مع الأغلبية البرلمانية بسبب اللهجة التصاعدية. كذلك لم يرشح حزب الله أحدا وكرر محمد رعد رئيس كتلة حزب الله البرلمانية مطالب حزبه "بتشكيل حكومة وحدة وطنية تحقق شراكة حقيقية في البلد". وكان الحريري كلف بتشكيل الحكومة في يونيو الماضي بعد أن سماه 86 نائباً، بينهم نواب كتلة بري فيما امتنع نواب حزب الله ونواب تكتل التغيير والإصلاح عن تسمية أحد. وبعد مشاروات دامت أكثر من سبعين يوما قدم الحريري تشكيلة وزارية إلى الرئيس اللبناني، مؤلفة من ثلاثين وزيراً على أساس صيغة 15 للأغلبية وعشرة للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية، وضمت كل الكتل النيابية الرئيسية، لكن المعارضة رفضت تلك التشكيلة.