عبرت المعارضة اللبنانية عن عدم ارتياحها لتكليف فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة معتبرة أن ترشيح الاغلبية للسنيورة لتولي رئاسة الحكومة المقبلة لا يصب في اتجاه فتح صفحة جديدة وطي صفحة الأزمات والخلافات. في حين تحدثت بعض المصادر اللبنانية المطلعة عن انه بعد تدخل كثيف من جانب واشنطن والرياض تم التخلي عن تسمية سعد الحريري رئيسا للحكومة واختيار السنيورة وذلك في نطاق محاولة البلدين نسف اتفاق الدوحة الذي اعتبراه نكسة سياسية لانصارهم بعد النكسة العسكرية التي تكبدوها على يد حزب الله. وأصدرت كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله الذي يقود المعارضة بيانا انتقدت فيه عملية ترشيح الأغلبية لفؤاد السنيورة لتولي منصب رئيس الحكومة المقبلة. وكان الرئيس اللبناني المنتخب العماد ميشيل سليمان قد كلف يوم الاربعاء السنيورة بتشكيل الحكومة الجديدة عقب الاستشارات النيابية التي أجراها وتبين من خلالها أن السنيورة سماه 68 نائبا هم مجموع نواب الأغلبية قوى 14 مارس بينما لم يسم أو سمى غيره 59 نائبا هم كل نواب المعارضة. وأضافت الكتلة أنها مارست حقها الدستوري حين لم تسم أحدا لموقع رئيس الحكومة مذكرة اللبنانيين بأن اتفاق الدوحة الذي رحبنا به ونلتزم ببنوده لم يتضمن أصلا التوافق على اسم رئيس الحكومة لأن ذلك يخضع للآليات والأصول الدستورية التي نعرفها جميعا. واستطردت أن اتفاق الدوحة نص بوضوح على وجوب تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى فيها المعارضة بأحد عشر مقعدا وزاريا الثلث الضامن وقالت إننا وكل قوى المعارضة مدركون تماما لواجب المشاركة في الحكومة الجديدة أيا يكن الرئيس المكلف وبالغا ما بلغت السلبية لدى فريق الموالاة الذي لم يعكس في ترشيحه للسيد السنيورة استعدادا جديا لفتح صفحة جديدة والتزام العمل الوطني المشترك. وجاء في البيان أيضا أن كل قوى المعارضة مصممة رغم ذلك على المشاركة بفعالية في الحكومة المزمع تأليفها وذلك لمتابعة كل القضايا والملفات التي تهم المواطنين وتحمي سيادة الوطن واستقلاله في كل المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والصحية والإدارية وغيرها. ومن جهته انتقد زعيم المعارضة المسيحية رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي أبرم تفاهما مع حزب الله قبل عامين، في حديث تلفزيوني تكليف السنيورة بتشكيل الحكومة الجديدة. واعتبر عون أن السنيورة يعاني مشاكل شخصية مع كل الأشخاص قبل أن يضيف هناك تقليد في كل بلدان العالم أنه عند انتهاء مرحلة ما، يتغير الأشخاص. هناك مرحلة انتهت، وكان هذا هو عنوان الخلاف في الداخل والخارج. عليه أن يرتاح ليتمكن من أن يأخذ نفسا جديدا، وأن يترك مجالا لذهنيات جديدة في التعامل والتعاطي مع الآخرين. واضاف أنه فضلا عن إعادة تسمية السنيورة فقد ازدادت الآن الحرب الإعلامية تأججا بدل أن تنخفض بعد توافق الدوحة مشيرا إلى أن عهد السنيورة يمثل الخروج على القوانين والقواعد الديموقراطية والدستور. وفي المقابل اعتبر رئيس كتلة المستقبل أحد أقطاب الاغلبية، والذي كانت أطراف في المعارضة تفضل أن يتولى منصب رئيس الحكومة الجديدة، أن الأغلبية لم تسم السنيورة لتحدي أي شخص بل أردنا أن نبدأ فعلا صفحة جديدة وبلسمة الجروح. وشدد الحريري على تعاون كتلته مع الرئيس المنتخب العماد سليمان لتنفيذ ما ورد في خطاب القسم الذي ألقاه أمام البرلمان الأحد الماضي. ومن جهتها اعتبرت الصحف اللبنانية إن تكليف السنيورة بتشكيل الحكومة أظهرت أن الانقسام ما زال قائما بين طرفي الازمة. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة السفير المقربة من المعارضة أن الصورة النفسية بدت ما بعد تكليف السنيورة بتشكيل الحكومة الاولى للعهد الجديد مختلفة عما سبقها من الدوحة وحتى جلسة تنصيب العماد سليمان رئيسا للجمهورية. وقالت انه إذا كان البعض قد تأمل بأن يسحب مناخ التوافق الداخلي نفسه على صورة رئاسة الحكومة الجديدة ومن ثم على عملية تأليفها وصياغة بيانها الوزاري، فإن تفويض السنيورة ب68 صوتا أعطى انطباعا نفسيا عاما بعودة الاشتباك السياسي داخليا وإقليميا. أما صحيفة الأخبار المعارضة فقد أوضحت أن قوى المعارضة وقسم من اللبنانيين تعاملت مع إعادة تكليف السنيورة بتأليف الحكومة الجديدة كأنها صدمة لما كان متوقعا بعد اتفاق الدوحة. واعتبرت أن النقاش الذي دار حول أسباب تسمية السنيورة سيظل مفتوحا بعض الوقت معربة عن اعتقادها بأن المعارضة لن تتعامل مع هذه الخطوة على أنها ناقضة لاتفاق الدوحة وبالتالي فإنها تسير في اتجاه التعاون في تأليف الحكومة، كما ستدرس طريقة تدعيم تمثيلها في الحكومة من خلال الحقائب والاسماء المرشحة. وأضافت أن المعارضة أقرت بأن بقاء السنيورة في منصبه بات يفرض عليها البحث عن تمثيل وزاري سياسي ومن الوزن الذي يسمح بمواجهة فريق 14 مارس لمنع أي محاولة جديدة لتعطيل الحكومة أو إقامة أحلاف داخل السلطة التنفيذية.