أطلق سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، مساء أمس، مبادرة جديدة تهدف إلى كسر الجمود الحاصل في مساعي تشكيل هذه الحكومة، التي مر أكثر من شهرين على تكليفه بها، حيث دعا زعيم المعارضة المسيحية الجنرال ميشيل عون إلى عقد لقاء بينهما لمناقشة القضايا العالقة وإفساح المجال للحكومة المرتقبة لتبصر النور. وكان الحريري قد سبق أن دعا رئيس (التيار الوطني الحر) المتحالف مع (حزب الله) الذي يقود المعارضة في لبنان، إلى عقد لقاء بينهما لمناقشة مطالبه على غذاء عمل بمقر إقامة الحريري، غير أن عون رفض لاحقا الدعوة وقال إن له مسكنه ومن يريده عليه أن يأتي عنده. ومعلوم أن أهم عقبة ظاهرة ما زالت تعوق حتى الآن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة التي اتفق على صيغتها (15-10-5) هي مطالب تيار عون الذي يصر على خمسة مناصب وزارية منها واحدة سيادية (الداخلية)، فضلا عن استمرار صهره على رأس وزارة الاتصالات وهو الشيء الذي ترفضه الأغلبية. وقال الحريري في كلمة بمناسبة حفل إفطار رمضاني أقامه في مقر إقامته ببيروت "بما أن الجنرال عون لا يريد أن يأتي إلى قريطم (مقر إقامة عائلة الحريري ) أو إلى بيت الوسط (إقامته وسط بيروت)، فأنا مستعد لأن نتوجه أنا وهو عند فخامة رئيس الجمهورية ونلتقي ونتحاور لما فيه مصلحة البلد أو أن أذهب إلى البرلمان لأجتمع معه لأن هذا البرلمان هو لكل الللبنانيين". وأمل أن تلاقي مبادرته ردا إيجابيا من عون "لأن البلد أهم منا جميعا ومن كل القيادات السياسية". ولم يصدر أي رد فعل عن ميشيل عون حتى اليوم في وقت أعلن فيه أن عون لن يشارك في حفل الإفطار الرمضاني الذي سيقيمه الرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان يوم الثلاثاء القادم بسبب (لوجستي)، كما أعلن أمس جبران باسيل عقب استقباله من قبل الرئيس سليمان وهو اللقاء الذي كان يعول عليه لعقد لقاءات بين الزعماء اللبنانيين خاصة بين عون والحريري. وفي نفس السياق قالت صحيفة (النهار) اللبنانية اليوم إن المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء المكلف، مساء أمس، والتي تضمنت اقتراحا للقاء العماد ميشال عون " فتحت كوة " في جدار أزمة تأليف الحكومة الجديدة التي دخلت شهرها الثالث. ومن جهتها، وصفت صحيفة (اللواء) المقربة من الأغلبية مبادرة الحريري ب"الشجاعة والجريئة" وأنها تهدف إلى كسر حلقة الجمود، مشيرة إلى أن الحريري تجاوز الاعتبارات البرتوكولية التي تقضي بأن يستقبل الرئيس المكلف رؤساء الكتل النيابية في مقر إقامته. ونقلت عن مصادر في الأغلبية قولها بأن الحريري خطا خطوة كبيرة في اتجاه المعارضة "لا لإحراجها بل لإخراج حكومة الوحدة الوطنية من (الإشكالية العونية) المغطاة بحسابات إقليمية ودولية آخذة في الاتضاح يوما بعد يوم".