برزت في نهاية الأسبوع المصرم عقبات جديدة أمام مساعي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ,بخرت آمال البعض التي كانت معلقة في هذا الصدد, خاصة بعد إعلان النائب سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة عن قرب "ميلاد" الحكومة المنتظرة. وعادت أطراف من الأغلبية والمعارضة لتبادل الاتهامات عن سبب تأخير تشكيل الحكومة في وقت ارتفعت فيه عدة أصوات للدعوة إلى الإسراع بإخراج الحكومة إلى الوجود, خاصة بعد أن توافق الجميع على صيغتها وإن بقيت الحقائب والأسماء فإنها لن تغير من الخريطة السياسية شيئا كبيرا. وتكمن الإشكالية أساسا في الخلاف الحاصل بين الأغلبية ورئيس تكتل التغيير والاصلاح الجنرال ميشال عون, أحد أقطاب المعارضة, والذي يطالب بخمسة حقائب منها حقيبة سيادية وزارة الداخلية, فضلا عن الاحتفاظ بوزارة الاتصالات وإبقاء جبران باسيل فيها. وفي وقت عبرت فيه أطراف في الأغلبية عن رفضها مطالب عون خاصة تجديد توزيرباسيل رغم فشله في الانتخابات التشريعية الأخيرة حيث توافقت عدة أطراف خاصة في الاغلبية على عدم توزير الراسبين في الانتخابات, فإن الآمال معلقة على لقاء قريب بين الحريري وعون لحل الاشكالات العالقة, وهو اللقاء الذي تتوقع عدة مصادر متابعة أن يتم قريبا. وبدورها عكست الصحف اللبنانية الصادرة أمس الاثنين الأجواء المتشائمة لتشكيل الحكومة, وقالت صحيفة النهار),المقربة من الأغلبية, إنه في اليوم ال52 لتكليف النائب سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة, برزت مفارقة سلبية من شأنها استبعاد أي تطور إيجابي قريب تمثلت في انحسار الاتصالات والمشاورات بين الأطراف المعنية إلى حدود تكاد معها ""محركات" التأليف تبدو خامدة. واستطردت أن المواجهة السياسية والاعلامية, التي تصاعدت على نحو ملحوظ في الأيام الأخيرة بين تكتل التغيير والاصلاح وقوى في 14 مارس-الأغلبية على خلفية مطالب التكتل في الحكومة رسمت سقوفا تفاوضية صعبة يخشى أن تحول أطرافها أسرى اللارجوع عنها وسط انسداد أفق الوساطات والمرونة في المواقف. وأضافت أن أوساطا متابعة لعملية تأليف الحكومة بدأت تثير شكوكا في ما إذا كان التعثر في إكمال حلقات الولادة الحكومية يعود إلى أسباب داخلية صرفة بفعل دوامة العقد والشروط المتصلة بالحقائب والتسميات, أم أن ثمة أبعادا أخرى تتجاوز النطاق المحلي إلى نطاق إقليمي محدد. ومن جهتها, قالت صحيفة السفير,المقربة من المعارضة, استنادا لأوساط سياسية واسعة الاطلاع, إن الفرصة الأخيرة أمام تشكيل الحكومة قريبا ربما تكمن في اللقاء المباشر الذي يمكن أن يعقد بين سعد الحريري والعماد ميشال عون هذا الاسبوع شرط أن يكون لدى الحريري """"تصور مقبول بالحد الأدنى" يتيح لعون التجاوب معه أو ملاقاته في منتصف الطريق, على قاعدة تبادل التنازلات. وشددت الصحيفة على أن الأسبوع الحالي حاسم """"فإما أن يمهد لولادة قريبة للحكومة وإما ان تتأجل هذه الولادة لفترة طويلة.